آخر كلمات الروائي محمد ناجي: أعايش مرضي بفرح وأصادقه كعابر سبيل

انتهت القنصلية المصرية في باريس من إجراءات سفر جثمان الكاتب الراحل محمد ناجي، مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط الأسبق، وتجري الساعة التاسعة من صباح الجمعة صلاة الجنازة في المستشفى، وبعدها يحمل الجثمان على متن الطائرة التي تصل إلى القاهرة ليتسلمه ابنه وابنته وأصدقاؤه.
وتوفي ناجي، فجر الخميس، عن عمر يناهز 68 عامًا، في مستشفى بالعاصمة الفرنسية باريس، خلال فترة تعافيه من آثار جراحة زرع كبد في الأسبوع الماضي.
وقالت الكاتبة ليلى حجازي القواس، التي كانت معه بالمستشفى قبل رحيله بساعات، إن ناجي كان متفائلا حتى آخر لحظة، وقال: «أعايش مرضي بفرح وأصادقه كعابر سبيل».
وعن الحوار الذي دار بينهما، قالت، في تصريحات صحفية، إن ناجى كان طموحا، حيث قال: «مشغول حاليا بما سأكتبه، لو أفلت من قبضة المرض الخطير، أو هذا القدر الذي يعمل حسابه، مشغول بما يمكن أن أكتبه قبل أن أدخل غرفة العمليات، لأن في دماغي كتابات كثيرة، فعلى سبيل المثال لا يزال لدي حلم أن أكتب رواية عن حرب أكتوبر التي عايشتها وحرب الاستنزاف فور تخرجي في الجامعة، وأرصد نبض قلب الجندي البسيط على الجبهة، في تلك اللحظة الحاسمة من التاريخ».
وأضاف ناجي: «يهمني أيضا أن أكتب عن تحولات المشاعر في المجتمع المصري، جيلنا انكساراته كبيرة وأحلامه أيضا، جيل ابن نكسة، أنا مشغول الآن بكتابة رواية عن سمنود بلدي، وكانت عاصمة لمصر القديمة في أحد العصور الفرعونية الخصبة، يا أصدقائي الأحلام كثيرة واللحظة نفسها التي أعيشها مليئة بتفاصيل كثيرة، أتمنى أن أجد الوقت لكي أكتبها».
وأضافت ليلى القواس أن ناجي كان يشجع كل من يكتب ويحضهم على مواصلة الإبداع وجمع ما يكتبونه بين دفتي كتاب، مبينة أنها مدينة له شخصيًا، حيث إنه أصر على طبع ديوانها «غربة روح».
يذكر أن ناجي عمل بوكالة أنباء الشرق الأوسط فور تخرجه في كلية الآداب بجامعة القاهرة، قسم صحافة، عام 1969، ثم بوكالة أنباء الإمارات، وتليفزيون الإمارات، والعديد من الصحف العربية ووكالات الأنباء، وله العديد من الأعمال الإبداعية، منها «خافية قمر ولحن الصباح ومقامات عربية والعايقة بنت الزين ورجل أبله وامرأة تافهة والأفندى وليلة سفر وقيس ونيللى»، وله قيد الطبع روايات «سيدة الماسنجر وسيد الوداع والبوليتيكى وذاكرة النسيان».
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة