«رفع المصحف».. بدأت بالخوارج وانتهت بالإخوان

فى الوقت الذى وصف فيه الإمام على بن أبى طالب، كرم الله وجهه، رفع الخوارج المصاحف على أسنّة الرماح بأنه «كلمة حق يراد بها باطل»، وذلك قبل 1400 عام، لايزال عدد من التيارات والجماعات التى تقول إنها إسلامية، ومن بينها الإخوان، منذ اندلاع ثورة يناير، مروراً بأحداث رابعة وغيرها من الاحتجاجات- يستغل هذا الأسلوب لتحقيق أهدافه تحت ستار الدين.
وتجددت هذه الظاهرة بعد الدعوات التى أطلقتها تلك الجماعات، وعلى رأسها «الجبهة السلفية»، برفع المصاحف والأسلحة معاً فى مظاهرات 28 نوفمبر الجارى، التى وصفوها ب«الثورة المسلحة، لتذكرنا بالأحداث نفسها قبل 14 قرناً».
الدكتور مجاهد الجندى، أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر، قال ل«المصرى اليوم»، إن «الخوارج» هم أول من رفعوا المصاحف على أسنة الرماح فى عهد الإمام على بن أبى طالب، زاعمين أنهم يقصدون بذلك «تحكيم المصحف»، فقال الإمام علىّ قولته المشهورة: «كلمة حق يراد بها باطل»، .
وأشار «الجندى» إلى أن الإمام على قال: «سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: سيخرج فى آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن فى قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة».
يأتى ذلك فيما شن كل من الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، هجوماً عنيفاً على الجماعات التى تدعو إلى رفع المصاحف والأسلحة خلال مظاهرات 28 نوفمبر، قائلين: «هذه الخدعة الجديدة من جانب بعض المتطرفين، التى تنادى برفع المصاحف على نحو ما فعله الخوارج مع أمير المؤمنين على بن أبى طالب.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة