ملاحظات اليوم الأول للأبطال: كيف انهار روما؟ وما يخيف كتالونيا من الكلاسيكو؟

يقول بيب جوارديولا، المدير الفني لبايرن ميونيخ، إن مباراة فريقه ضد روما التي انتصر فيها «7-1» لا تعكس أبداً فارق المستوى بين الناديين، وأن مباراة العودة في ألمانيا بعد أسبوعين ستكون صعبة.
«جوارديولا» لا يحاول ممارسة دبلوماسيته المعتادة هنا، ولا يواسي جماهير ناد عريق ذي كرامة مهدرة في تلك الليلة، ولكنه رجل يعرف جيداً عن كرة القدم، وأن لكل مباراة ظروفها الاستثنائية والنفسية التي لا تتكرر.
بايرن كان متألقاً، كل لاعب كان في أفضل مستوى له، وهو في المجمل أفضل من روما، حتى لو لعب الأخير على ملعبه، هذا صحيح، ولكن حتى مع ذلك فإن النتيجة المنطقية، وتبعاً لمعطيات فنية، من المستحيل أن تكون «7-1» ضد فريق لم يخسر إلا مباراة واحدة منذ بداية الموسم وبأخطاء تحكيمية فاضحة مثل نادي العاصمة.
ما حدث تحديداً كان أثراً نفسياً، روما كان على ملعبه، يدخل المباراة بنية الدفاع واللعب على الهجمة المرتدة لجيرفينيو السريع، هدف روبين المبكر جداً، والذي أتى من مهارة فردية فذة في الوقت الذي يدافع فيه روما بجودة وكثافة، أربك كل حسابات رودي جارسيا مدرب روما، والأهم أنه أشعر لاعبي روما بهزة حقيقية.
ما حدث بعد ذلك أن بايرن ميونيخ ظل يمارس ضغطا فعالا جداً بطول الملعب، في الوقت الذي أصبح فيه روما مطالب، أمام جماهيره، بأن يكون مُبادراً كي يُدرك التعادل، الفريق الألماني جيد في الضغط.. سريع في التمرير.. فعال جداً في نقل الهجمة خصوصاً مع المساحات التي تظهر في نصف ملعب روما، هدف جوتزه الثاني نتيجة منطقية.. أتبعه انهيار نفسي بالكامل للفريق الإيطالي، ليس مجرد فوارق فنية.. بل انهيار حقيقي، دفاع روما يترك ليفاندوفسكي وحده ليسجل الثالث، وظهير بخبرة أشلي كول لم يعد يعرف حتى أين يقف أو أين ينظر والنتيجة هدف روبين الرابع، ثم استمراراً للانهيار هدف خامس.
الشوط الثاني هو الفارق الطبيعي بين مستوى الفريقين، روما لَملم ما تبقى من قدرات فريقه، وحاول تضييق المساحات كي لا تتسع النتيجة أكثر، واللعب على هجمات خاطفة وكرات طولية، وبايرن يفوز أيضاً في هذا الشوط لأنه الأفضل.. ولكن «2-1» وليس «5-0».
الانهيار كان نفسياً تبعاً لظروف المباراة وخطفة البداية وضغط الجماهير، لذلك فجملة «جوارديولا» في مكانها، ومباراة ألمانيا ستكون حظوظ البايرن فيها أعلى كثيراً ولكنها ليست سهلة أو منتهية، ولن تكون بنتيجة عريضة.
في بقية المباريات كانت هناك ملاحظات أخرى:
- أكثر ما يُطمئن مشجعي كتالونيا قبل الكلاسيكو هو الحالة الرائعة التي ظهر عليها ليونيل ميسي ونيمار دي سيلفا ومن ورائهما أندريه إينيستا، الأخير لعب أفضل مباراة له منذ بداية الموسم، واستعاد حسه بالكرة، «أسيست» الهدف الثاني هو أجمل ما في مباريات اليوم ربما، والثنائي الأول يزداد التناغم بينهما أكثر كلما مر الوقت، ويبدوان في «فورمة» جيدة.
ولكن في المقابل، أكثر ما يثير القلق هو مشاكل الدفاع المستمرة، تلك التي لا يداريها عدم اهتزاز شباك برشلونة بأي هدف في الليجا حتى الآن، مستوى جيرارد بيكيه كارثي، ولا يوجد بجانبه حتى بويول آخر، سواء كان بارترا أو ماثيو، وبالرغم من مشاكل أياكس فقد قدم ما دفع مدربه فرانك دي بوير للقول أنه «كان يمكننا تسجيل أربعة أهداف في برشلونة»، ولا يبدو بعيداً عن الصواب، الفارق فقط أنه لا يملك رونالدو أو بيل أو إيسكو أو رودريجز الذين سيتواجدون بعد عدة أيام، ومن المستحيل السماح بهفوات أو مساحات مثل تلك أمامهم.
- مباراة تشيلسي ضد ماريبور كانت سهلة، ليست مؤشراً حتى على أنه الفريق الأصلب في أوروبا منذ بداية الموسم، وواحد من الأسماء الكبرى المرشحة لدوري الأبطال، ولكن اللافت كان التنوع الشديد الذي تملكه دكة بدلاء الفريق، كورت زوما يلعب بدلاً من كاهيل، فيليبي لويس أخيراً بدلاً من أزبليكويتا، تشيك في مكان كورتوا، والأهم: الدفع باللاعبين الإنجليزي دي سولانك والهولندي ناثان آكي - ذوي ال17 وال19 عاماً - كبدلاء، وتأديتهم بشكل حسن، كأن «مورينيو» يؤكد أنه يحاول صنع مستقبل الفريق لعشر سنوات على الأقل.
- مانشستر سيتي لم يكتسب شخصية أوروبية قوية حتى الآن للدرجة التي تجعله يخرج من تقدم 2-0 في الشوط الأول إلى تعادل 2-2.
في المُقابل، فإن تلك الشخصية القوية تبدو واضحة في فريق لوران بلان الفرنسي باريس سان جيرمان، شخصية ظهرت أمام برشلونة وأياكس، في هولندا، واليوم أمام أبويل، لتؤكد أن هذا الفريق، الذي يفتقد حتى زلاتان، يمكنه أن يذهب أبعد مما ذهب في العام الماضي، وأن فارق الدقائق الذي فصله عن نصف النهائي، بسبب هدف ديمبا با، من الممكن تعويضه هذا العام، خصوصاً لو استطاع الخروج بنتيجة إيجابية في كتالونيا والصعود كأول لهذه المجموعة.. وهو احتمال وارد بشدة.