تراجع إنتاج وودسايد إنيرجي الأسترالية خلال الربع الثالث    29 قتيلاً على الأقل و42 جريحاً في انفجار شاحنة صهريج في نيجيريا    السوداني: الحكومة العراقية حريصة على مواصلة زخم التعاون الثنائي مع أمريكا    بعد الإكوادور، زلزال بقوة 6 درجات يهز كوستاريكا    هجوم غامض بأجسام مجهولة على القطار المعلق في ألمانيا    طقس اليوم: حار نهارا مائل للبرودة ليلا والعظمى بالقاهرة 33    تعامد الشمس.. آلاف السائحين يصطفون لمشاهدة الظاهرة بمعبد أبوسمبل "فيديو"    تعليم المنوفية تحسم قرار غلق مدرسة بالباجور بعد ارتفاع إصابات الجدري المائي    القوات الأوكرانية تستهدف مصنع متفجرات في منطقة بريانسك الروسية    حسين فهمي: الدفاع عن الوطن في غزة ليس إرهابًا.. واستقالتي من الأمم المتحدة جاءت بعد هجوم قانا    ترامب: لن ألتقي بوتين إلا إذا كانت القمة مثمرة    سعر الذهب اليوم الأربعاء 22-10-2025 بعد انخفاضه في الصاغة.. وعيار 21 الآن بالمصنعية    طالب يطعن زميله بسلاح أبيض في قرية كفور النيل بالفيوم.. والضحية في حالة حرجة    عبد الله جورج: الجمعية العمومية للزمالك شهدت أجواء هادئة.. وواثقون في قدرة الفريق على حصد لقب الكونفدرالية    موعد مباراة الأهلي والاتحاد السكندري في الدوري والقنوات الناقلة    مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الجاز يهدي دورته ال17 ل زياد الرحباني    سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 22-10-2025.. كم سجل طن عز الآن؟    «حقك عليا».. أحمد فهمي يعتذر ل شيكابالا.. ويؤكد: «احنا الاتنين على الله» (فيديو)    رسميًا.. موعد افتتاح المتحف المصري الكبير وحقيقة تعميمه إجازة للموظفين (تفاصيل)    بعد انخفاضها 2040 للجنيه.. مفاجأة بأسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة محليًا وعالميًا    عاجل- بدء التقديم لحج الجمعيات الأهلية اليوم.. 12 ألف تأشيرة وتيسيرات جديدة في الخدمات    وزير الزراعة: تحديد مساحات البنجر لحماية الفلاحين وصادراتنا الزراعية تسجل 7.5 مليون طن    عاجل- الحكومة: لا تهاون في ضبط الأسعار.. ورئيس الوزراء يشدد على توافر السلع ومنع أي زيادات غير مبررة    جداول امتحانات شهر أكتوبر 2025 بالجيزة لجميع المراحل التعليمية (ابتدائي – إعدادي – ثانوي)    أكثر من 40 عضوًا ديمقراطيًا يطالبون ترامب بمعارضة خطة ضم الضفة الغربية    تعليمات جديدة من التعليم للمعلمين ومديري المدارس 2025-2026 (تفاصيل)    ريكو لويس: سيطرنا على مباراة فياريال.. وجوارديولا يعلم مركزي المفضل    إلغاء مباراة برشلونة وفياريال فى ميامى.. والبارسا يصدر بيانًا رسميًا    القيادة المركزية الأميركية تفتتح مركز تنسيق مدني عسكري لدعم غزة    د. محمد العربي يكتب: دور الأزهر في التصدي للفكر الإرهابي    محافظ الغربية: رفع درجة الاستعداد القصوى لانتخابات مجلس النواب 2025    اعترافات المتهم بمحاولة سرقة مكتب بريد العوايد في الإسكندرية: من قنا وجاء لزيارة شقيقته    وفاة شاب ابتلع لسانه أثناء مباراة كرة قدم في الدقهلية    الحماية المدنية تسيطر على حريق تدوير مخلفات شرق الإسكندرية    تشييع جثمان شاب بأسيوط ضحية انهيار بئر في محافظة المنيا    سفيرة قبرص بالقاهرة: مصر خيارنا الأول.. ولو كان بوسعنا اختيار جيراننا لاخترناها    باريس سان جيرمان يكتسح ليفركوزن بسباعية في دوري الأبطال    «تقريره للاتحاد يدينه.. واختياراته مجاملات».. ميدو يفتح النار على أسامة نبيه    موعد مباريات اليوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025.. إنفوجراف    رومانسي وحساس.. 4 أبراج بتحب بكل جوارحها    تكريم ياسر جلال فى مهرجان وهران للفيلم العربى بالجزائر    فعاليات للتوعية ضد الإدمان وزواج القاصرات بعدد من المواقع الثقافية بالغربية    جامعة طنطا تحتفي بإنجاز دولي للدكتورة فتحية الفرارجي بنشر كتابها في المكتبة القومية بفرنسا    مواقيت الصلاة فى أسيوط الاربعاء 22102025    إمام مسجد الحسين: المصريون يجددون العهد مع سيدنا النبي وآل البيت    أرتيتا: مواجهة أتلتيكو مدريد كانت صعبة.. وجيوكيريس استحق التسجيل    مجلس كلية طب طنطا يناقش مخطط تدشين مبنى الكلية الجديد    استشاري مناعة: الخريف أخطر فصول العام من حيث العدوى الفيروسية.. واللقاحات خط الدفاع الأول    خطر يتكرر يوميًا.. 7 أطعمة شائعة تتلف الكبد    تخلصك من الروائح الكريهة وتقلل استهلاك الكهرباء.. خطوات تنظيف غسالة الأطباق    وزير الخارجية: نشأت فى أسرة شديدة البساطة.. وأسيوط زرعت الوطنية فى داخلى    الصليب الأحمر في طريقه لتسلم جثماني محتجزين اثنين جنوب غزة    هل يجوز تهذيب الحواجب للمرأة إذا سبّب شكلها حرجًا نفسيًا؟.. أمين الفتوى يجيب    المصري الديمقراطي يدفع ب30 مرشحًا فرديًا ويشارك في «القائمة الوطنية»    رمضان عبد المعز: "ازرع جميلًا ولو في غير موضعه".. فالله لا يضيع إحسان المحسنين    شاريسا سولي تشارك في لجنة القضايا العامة بمجلس الكنائس المصلحة العالمي    رئيس الوزراء يتابع عددا من ملفات عمل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-10-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد47 عاما.. أبطال «المدمرة الإسرائيلية إيلات» يكشفون تفاصيل عملية تدميرها
نشر في المصري اليوم يوم 21 - 10 - 2014

على إثر وقوع النكسة في 5 يونيو 1967 لم ينكسر عزم خير أجناد الأرض، وخرجت جماهير الشعب تطالب ناصر بالعدول عن التنحي والبقاء لتصحيح الخطأ وعلقوا الأمل عليه في استرداد الكرامة وطالبوه بالثأر.
ومن 1967 إلى 1973 وجه الجيش المصري ضربات خاطفة وموجعة للعدو الإسرائيلي فيما عرف بحرب الاستنزاف التي أرهقت الجيش الإسرائيلي واستعادت الجيش المصري الثقة في كفاءته، وقد جاءت هذه الملحمة في شكل جولات أثبتت كفاءة المقاتل المصري.
ومن هذه المعارك كانت واقعة «ضرب ميناء إيلات» وتدمير4 سفن حربية هي «بيت شيفع»، و«بات يام»، و«هيدروما»، و«دهاليا»، و«عملية الحفار»، و«رأس العش»، وغير ذلك غير أنه من الملفت أنه بعد النكسة ب4 أشهر فقط كانت البحرية المصرية قد كسرت الغرور الإسرائيلي بتدمير واحدة من أشهر وأكبر وأنشط سفنه الحربية وهي «المدمرة إيلات».
وكان ل«المصري اليوم» شرف اللقاء بأبطال هذا الحدث البطولي ومنهم اللواء لطفي جاد الله وحسن حسني، وممدوح منيع، وسيد عبدالمجيد، في حوار مطول تضمن تفاصيل العملية البطولية التي قاموا بها.
القصة من أولها..
يروي أبطال العملية، أنه في العشرين من يونيو 1956 وصلت أول مدمرتين للبحرية الإسرائيلية من إنجلترا إحداهما المدمرة «إيلات»، والثانية «يافو»، واشتركت «إيلات» في العدوان الثلاثي عام 1956وفي يونيو1967، وتحت تأثير نشوة الانتصار في 1967 اخترقت إسرائيل المياه الإقليمية المصرية في بورسعيد وتكرراختراقها.
ووصلت إلى إسرائيل المدمرتان «إيلات ويافو» من إنجلترا، الأولى لها سابقة في العدوان على مصر إبان العدوان الثلاثى عام 1956، وفى نحو الساعة 11 صباح 5 يونيو 1967 رصد سرب لانشات طوربيد مصري في مهمة استطلاعية، اللنش الأول بقيادة عونى عازر والثانى بقيادة ممدوح شمس، «إيلات» وأبلغا القيادة عن وجود المدمرة الإسرائيلية في حراسة 3 لانشات طوربيد تابعة للعدو، وصدرت الأوامر بعدم الاشتباك والاكتفاء بالاستطلاع.
بادر الإسرائيليون بإطلاق النارعلى اللنشين وأصيب «شمس» فأراد «عازر» أن يثأر له بعملية انتحارية واتجه باللنش نحو المدمرة وأصابها إصابات كبيرة ما استدعى القيام بعملية صيانة ل«إيلات» وهناك صورة موجودة في كتاب أصدره قائد المدمرة إسحق شوشان، لما لحق بها من إصابات مر الوقت وبقى ساعة الصفر للأخذ بالثأر، ورد الاعتبار.
وصدرت الأوامر بتنفيذ عملية بطولية لتدمير «إيلات» والتى كلف بها لنشان الأول 504 بقياد النقيب أحمد شاكر، قائدا للسرب وبصحبته على نفس اللنش الملازم أول حسن حسنى، ضابط أول اللانش، والملازم أول سيد عبدالمجيد، ضابط تسليح اللانش والنقيب المهندس سعد السيد.
أما اللنش الثانى فكان بقيادة لطفى جاد الله وممدوح منيع والملازم أول محمد شهاب الذي استشهد في عملية أخرى عام 1970، وقائد السرب والعملية النقيب أحمد شاكر، وكان عمره آنذاك 29 سنة.
ممدوح منيع: التخطيط لضرب إيلات كان «تار بايت»
يقول ممدوح منيع، أحد أبطال المعركة: كان التخطيط لضرب إيلات من قبيل «التار البايت» مع هذه المدمرة بعدما ضربت السرب المصرى في 11 يوليو 1967حين كان يقوم ب«مرور تأمين» بقيادة النقيب عوني عازر، والقائد ممدوح شمس، واشتبك السرب مع إيلات وغرق السرب المصري.
وتابع منيع: الشهيد عونى عازر، حينما وجد نفسه محاصراً بالثلاثة لانشات الحراسة حاول القيام بعمل فدائى يحدث أكبر ضرر ل«إيلات» فأراد الاصطدام بالمدمرة لينفجر بها لكن اللنش لم يصل لها وانفجر قبل وصوله فأصاب بعض أجزائها.
وفى كتابه «الرحلة الأخيرة» لقائد المدمرة إسحق شيشان، قال: إما المصريون مجانيين أو انتحاريون،- قاصداً عملية عونى عازر- وأذكر أنه حينما كان القارب المصري الأول يجهز نفسه قتل عامل ضبط الطوربيد برصاصة، ولم يبق ممن كانوا مع عازر سوى 4 صف ضابط مازالوا على قيد الحياة، وهذه العملية أثارت غضبنا وتمنينا الثأر.
ولم ينس السلاح البحري هذه الضربة، فكانت فكرة الثأرعندما علم السلاح البحرى يوم الأربعاء 18أكتوبر أن المدمرة إيلات تنتهك المياه الإقليمية بقيادة «إسحاق شوشان»، واستمر انتهاك المدمرة للمياه الإقليمية وصدرقرار «زي النهاردة» في 21 أكتوبر 1967، بالاشتباك معها.
وتكونت فرقتان، الفريق الأول على اللنش 504 بقيادة النقيب أحمد شاكر ويساعده الملازم أول حسن حسنى، واللنش الثاني بقيادة النقيب لطفى جاد الله بمساعدة الملازم أول ممدوح منيع وحدث الاشتباك الساعة الخامسة وخمسة وعشرين دقيقة بدفعة من صاروخين من لانش القائد أحمد شاكر.
وعندما علم السلاح البحرى أن المدمرة لم تغرق اشتبك معها مجددا بفريق لنش 501 بقيادة لطفى جاد الله الذي أطلق الصاروخ الأول فأصاب المدمرة في وسطها وبعد دقيقتين أطلق الثاني ليصيب الهدف إصابة مباشرة ليحوله إلى كتلة من النيران المشتعلة وبدأ يغوص بسرعة وقد صدر قرار جمهورى بمنح جميع الضباط والجنود الذين اشتركوا في تدمير المدمرة الإسرائيلية الأوسمة والأنواط وتم اتخاذ هذا اليوم عيدا للقوات البحرية المصرية.
أما ممدوح منيع فيقول: «إنهم لم يتصوروا أن لنشات الصواريخ قادرة على إصابة المدمرة في مقتل وهذه الصواريخ دخلت مصر عام 1962 تقريبا وحصلنا على فرق على استخدامها، ودخلت الخدمة في 1965 وتدربنا عليها حتى 1967، ولو كانوا على دراية بكفاءتنا القتالية، وهذا التأثير الفاعل للسلاح والصواريخ لما اقتربوا من المياه الإقليمية»
وعن تفاصيل العملية..
يقول ممدوح منيع إنه بعد تجهيز المدمرة عادت لاستفزازنا يوم الأربعاء 18 أكتوبر 1967 وتم رصدها بأجهزة الاستطلاع البحرية، من 18 حتى 21 أكتوبر قرب المياه الإقليمية ورصدها الملازم أول حسن حسنى على بعد أميال قليلة من المياة الإقليمية، ومنذ السادسة صباح 21 اكتوبر1967 كان السرب على مقربة من اللنش في نقطة التمركز وكنا لنشين، أحدهما بقيادة اللواء لطفى جاد الله والآخر بقيادة أحمد شاكر.
ويقول حسن حسني: «كان اللنشان راسيان بجوار حاجز الأمواج إلى جوار الممر الملاحى في منطقة مياة الصيد، وفى الساعة السادسة صباحا جاء بلاغ من القاعدة إلى قائد السرب برفع درجة الاستعداد، وأن هناك تحركات للعدو خارج المياه الإقليمية، حيث (إيلات) تقترب وتبتعد وشغلنا الرادارات لمراقبة تحركات المدمرة، فلم نجد شيئاً وأبلغنا القاعدة.
وعند الثامنة صباحاً، جاءتنا إشارة باقتراب المدمرة من المياة الإقليمية لكن هذه المرة لم تظهر على الرادار لدينا فصرخ قائد القاعدة قائلاً: كيف لا تظهر في الرادار في حين يمكن رؤيتها بالعين المجردة؟، وكانت هناك نقطة مراقبة بصرية فوق فندق هيلتون فكلفنى قائد السرب النقيب أحمد شاكر، بالصعود إلى قمة الفندق لنقطة المراقبة البصرية والفندق كان حوالى 20 طابقا، وتم قصفه بالصواريخ، في يونيو 1967 وصعدت للنقطة التي تكشف البحر كله ولم أر المدمرة في أفق البحر، فقال لى الموجودون إنها تقترب وتبتعد.
وبعد ربع ساعة ظهرت كشبح وراء الأفق على مدى حوالى 13 كيلو متر، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة كلما صعدت لأعلى حيث الأفق البحرى مكشوف، وكان هناك تليسكوب ورأيتها ونزلت وأبلغت قائد السرب وشغلنا الرادار ورأيناها على بعد 15 ميلاً بحريا وبدأنا نرصد تحركاتها.
وفى 21 أكتوبر، 11.30 صباحا ظهرت مرة أخرى وكررت اقترابها من المياه الإقليمية 3 مرات إلى أن دخلت المياه الإقليمية» وضربناها، وكان على متنها طلبة من الكلية البحرية الإسرائيلية، ثم يضيف ضاحكا: «بصراحة إحنا كنا بنتلكك لها وخصوصا بعد استشهاد عونى عازر وباقى إخوتنا».
بداية الاشتباك
وعن بداية الاشتباك يقول حسن حسنى، إن أول اشتباك كان من قبل اللنش الأول بقيادة قائد السرب أحمد شاكر في قارب 504، وأطلقنا أول صاروخ الساعة الساعة 5.35، وكان الإسرائيليون لا يعرفون أننا نتربص بها، وظنوا أننا نخشي أن يصيبنا مصير زملائنا الشهداء قبلنا في حين كنا متلهفين للثأر، وكنا نغلى بسبب غرورها واستفزازها واستخفافها بنا ونستعجل الأوامر.
وفى الساعة 11 صباحاً جاءنا بلاغ من قائد القاعدة بإعطاء بيان دقيقة بدقيقة بتحركات المدمرة حتى صارت المسافة 12.2 ميل، وكان لابد أن نعد أنفسنا بتجهيز الأسلحة وأخذ وضع الإطلاق وهى تقترب وتبتعد وقلت لقائد السرب أحمد شاكر إلام ننتظر لقد صارت على بعد 12 ميلا هل سننتظر حتى تدخل القناة؟»، فقال: «لا فلننتظر»، وجاءنا بلاغ لقيادة السرب قال فيه تعاملوا معها عندما تقترب لمسافة 7 أميال ونصف الميل بحرى، وظهرت المدمرة الساعة 4 وبدأت تقترب، وكانت قد تأجلت الطلعة 3 مرات، حتى جاءتنا آخر تعليمات وأوامر الساعة 4.5 فتحركنا بعد التجهيزات والاستعداد الساعة 5، وقلنا لبعضنا علينا أن نبادر ونسرع بضربها قبل أن نتلقى الأوامر مجددا بتأجيل العملية.
حسن حسني: كنا نغلي بسبب غرور البحرية الإسرائيلية واستفزازها لنا
يروي حسن حسني: كنت أنا كضابط أول، ومعنا الملازم أول سيد عبدالمجيد، ضابط التسليح وجاءت الأوامر لقيادة السرب أن نرفع درجة الاستعداد، وكنا على الاستماع فطلب قائد القاعدة من ممدوح شمس أن يعود هو وعوني وعازر، وكنت أسمع اللاسلكى وممدوح شمس يتحدث مع قائد القاعدة، الذي كان يطلب من ممدوح العودة إلى القاعدة، وقال ممدوح للقائد أنا في مواجهة النيران الآن، ثم أغلق اللاسلكى وانفجر اللنش الخاص به، لأن عونى عازر كان محاصراً بثلاثة لانشات طوربيد إسرائيلية فيما يشبه الكمين، فضلا عن المدمرة إيلات، فكانت المعركة غير متكافئة، ف(إيلات) لديها مدفعية ثقيلة 4.5 بوصة بعيدة المدى فيما كان سلاحه لا يصل سوى لمدى 300 قدم، فكان لابد أن يقترب من المدمرة ليصيبها كهدف، وفى هذه المواجهة انفجر اللنشان المصريان واستشهد 4 من زملائنا وكنا على الاستماع.
وأثناء هذا طلبنا من قائد القاعدة أن نتدخل لدعم زملائنا فرفض وكاد النقيب شاكر قائد السرب أن يصاب بالجنون وظل يقول نحن قادرون على رد العدوان والردع وواثقون في سلاحنا الصاروخي ونستطيع إصابة العدو في مقتل، فرفض القائد قائلا: إن «أوامركم تأتى من القيادة في القاهرة، وكنا في منتهى الغيظ، حيث أردنا الثأر لزملائنا، مما عمق لدينا الأخذ بالثأر عاجلاً أم آجلا».
اللواء لطفى جاد الله: كنا مؤهلين للمواجهة ومشحونين معنوياً للقيام بعمل بطولي
يقول اللواء لطفي جاد الله كنا مؤهلين للمواجهة، فالأوامر كانت مشددة من القيادة لكونه قرارا سياسيا وعسكريا، بتأجيل ضرب إيلات إلى حين وحرصنا على رفع الروح المعنوية لرجالنا وصاروا مشحونين معنوياً للقيام بعمل بطولى.
ويتابع جاد الله: عبدالعظيم رمضان ذكر في كتابه «تحطيم الآلهة»: «قائد السرب تحرك دون أوامر نتيجة للإلغاء المتكرر للعملية»، وهذا غير صحيح.
ويتابع اللواء لطفى جادالله قائد القارب الثانى:«بعد إطلاق الصاروخين الأوليين تلقيت إشارة بالعودة إلى القاعدة وألا أطلق صاروخا وبعد وصول إشارة للقاعدة أن الهدف اختفى أبلغت أنا القاعدة أن الهدف لم يختف بعد مما يفيد بعدم غرق المدمرة وكانت الساعة 6.45، وكنت عدت ووصلت إلى الرصيف وخلال الربع ساعة حدثت مفاجآت، فحين شغلوا الرادار مرة أخرى وجدوا هدفا في نفس مكان المدمرة ولم يستوضحوا جيدا هذا الهدف، هل هو المدمرة ذاتها وأنها لم تغرق أم أن هناك هدفا جديدا؟».
وأضاف: «استدعانى القائد وسألنى قائلا: (إنتوا هببتوا إيه الهدف لسه موجود»، وأمرنى بالخروج بالقارب للتعامل مع الهدف سواء كان المدمرة ذاتها أو هدفا آخر، وبدأنا نجهز أنفسنا مرة أخرى وخرجنا باللنش وكان الجو مظلما وكانت هناك غارة جوية ولا يوجد قمر، وكان ممدوح منيع واقفا على مقدمة اللنش ليكون دليلى في الخروج خوفا من الاصطدام بأى شمندورة ووصلنا إلى موقع الإطلاق)».
وتابع: «أطلقنا أول صاروخ الساعة 7.30 تقريبا وبعدها بدقيقتين أطلقنا الصاروخ الآخر، وكنا أنا وممدوح على بعد 5 أميال من المدمرة، وقد أصاب الصاروخ الأول منتصفها ثم قصمها الصاروخ الثانى، وكانت تميل إلى الغرق، فضلا عن النار التي تسببت في مقتل العشرات على متنها، وكان لدى تعليمات بأن أنطلق بالقارب إلى الإسكندرية وطلبت العودة للقيادة في بورسعيد فرفض، وحذرنى من العودة إلى القاعدة، وأثناء ذهابنا اكتشفنا 3 أهداف أمامنا قادمين باتجاهنا وهى 4 لنشات مسلحة وكل لنش به مدفعان 40 ملم ولم يكن لدينا سوى مدفع 25 ملم وتذكرنا معركة عونى عازر، وتصورنا أننا سنتعرض لنفس ما تعرض له ثم حسبنا المسافة فوجدنا أنه يلزمهم مسافة 5 أميال لكى يصيبونا فقررنا أن نحرص على اتخاذ مسافة أبعد، وكلما حاولوا الاقتراب ابتعدنا ودخلنا الجونة، وكانت هناك رملة فشحطنا فيها القارب وصرنا بذلك خارج منطقة الرصد الرادارى الخاص بالإسرائيليين، وسرنا بمحاذاة الشاطئ وكأننا جزء منه أو لسان صغير للشاطئ، وكان هذا أصعب وقت مررنا به، فلما لم يجدوا شيئا انصرفوا».
سيد عبدالمجيد: أطلقت أول صاروخين على المدمرة ولم أكن خائفا أو أشك في نجاحي
يقول سيد عبدالمجيد ضابط التسليح آنذاك والذى أصاب المدمرة إيلات،: «كانت هناك مدمرة اسمها السويس وبها مدفعية ثقيلة تؤهلها للاشتباك مع إيلات بندية ولم تكن الثانية تجرؤ على الاقتراب من المياه الإقليمية مع وجود (السويس)، ومع غيابها تشجعت (إيلات) على العربدة بالقرب من مياهنا الإقليمية ويعود جادالله ليؤكد أن قدرة السلاح الذي تمتلكه قواتنا لم تكن معروفة لدى العدو ولم يكن لديه فكرة أن لدينا صواريخ «سطح- سطح» يمكنها القيام بهذه العملية.
يتابع عبدالمجيد، الذي أطلق أول صاروخين على المدمرة: «لم أكن خائفا أو لدى شك في أنى سأنجح فقد تدربنا وقمنا بكل التجهيزات جيدا، وكنا جميعا مشحونين ونريد أن نرد الصاع صاعين، ورأيت الإصابة الأولى على الرادار حيث اختفى جزء من المدمرة وأثناء إطلاق الصاروخ الأول لا تستطيع أن تراه بسبب الدرع الواقية على سطح القارب، ولكننا نراه على الرادار فقط لقد استغرقنا ثلث ساعة لنأخذ وضع الاشتباك ومع انطلاق الصواريخ تنبعث غازات خانقة وحرائق على سطح اللنش ثم أطلقنا الصاروخ الثاني بعد دقيقتين من إطلاق الأول ولم نعرف في أي مكان من المدمرة جاءت الإصابة حيث نراها كظل على الرادار، وأذكر أنه في مرحلة التحضير لابد أن نغلق اللاسكى ولا نرسل أي إشارة حتى لا يرصدها العدو، وبدأت المدمرة بالغرق وكان معروفا أن صاروخا واحدا أو اثنين كافيان لإغراقها».
واستطرد: صعدنا لظهر القارب بعد إطلاق الصاروخ ورأينا عامود دخان، ولأنه بعد إطلاق الصاروخين على المدمرة لم يظهر أو يثبت بوضوح غرق المدمرة أو إصابتها إصابة تدميرية جاء التكليف للواء لطفى بإطلاق الصاروخين الموجودين على قاربه باتجاه المدمرة للتأكد من تدميرها».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.