الرئيس وصراع الأجهزة

"زمان كانت الصحيفة لها مندوب فى كل وزارة أما الآن فكل وزير له مندوب فى الصحيفة"
هذا قال أستاذى مصطفى أمين عبارته المؤلمة وهو يسخر من تبعية الصحفى الذى ترشحه الجريدة لتغطيه أخبار الوزارات للوزير.
مازالت المهزلة مستمرة، وتظهر احيانا فى تصفية بعض الاعلاميين كنتيجة لمعارك بين مسؤولين أو بين أجهزة مختلفة في الدولة.
بعد توقف برنامج " الصندوق الأسود" ، وغلق قناة الفراعين ، كانت هناك شائعات كثيرة عن وجودصراع خفى بين بعض أجهزة الدولة الأمنية والمنوط بها جمع المعلومات، وقيل أن عبد الرحيم على وتوفيق عكاشة كان لهما صلات بأجهزة تمدهما بالمعلومات والدعم اللازم، دون علم وموافقة أجهزة سيادية أخرى ، ولم تكن المشادة التى حدثت بين عبد الرحيم على ورجل الاعمال نجيب سويرس سوى فرصة ذهبية للتخلص من عبد الرحيم بطريقة تبدو طبيعية ومبررة ، وهو ماحدث ايضا مع توفيق عكاشة الذى قيل أن سبب غلق قناة الفراعين هو تأخره في دفع مستحقات مدينة الانتاج الاعلامى ، وأعطى العالمون ببواطن الأمور دليلا على صحة معلوماتهم وهو استمرار أحمد موسى على الساحة ، وهذا معناه طبقا لروايتهم أنه ينتمى لجهاز آخر غير الذى كان يدعم جبهة عبد الرحيم على وتوفيق عكاشة .
فى حديث الأستاذ هيكل الأخير مع لميس الحديدى أشار إلى صراع الأجهزة فى الدولة والتسابق للفوز بثقة الرئيس السيسى، وبرغم أنها أمور طبيعية على حد قوله تحدث فى بداية عهد أى رئيس إلا أنه قلق حيال هذا الصراع الذى تتسابق فيه الأجهزة على المواقع المؤثرة وتقدم نفسها للرئيس عن طريق إزاحة أجهزة أخرى ، القلق الذى شعرنا به من حديث الأستاذ هيكل انتهى مع تأكيده على ثقته أن الرئيس يستطيع أن يحسم الأمر .
أشارك الأستاذ هيكل القلق، فهذا الصراع بين الأجهزة ووجود فمندوبين لها فى الاعلام يؤثر بالسلب على صورة مؤسسة الرئاسة ويحدث لبس عند العامة ،فى وقت أصبح للاعلام المرئى أهمية كبيرة ليس عند جمعورالمشاهدين وحدهم ولكن ايضا عند صناع القرار والذى يصل لمستوى رئيس الجمهورية نفسه ، وتحدث هيكل عن ذلك بقوله: "أريد أن اقول لكم أنكم مؤثرين في وسائل عصركم بأكثر مما تتصوروا ، مرة سألت الرئيس عدلي منصور عن أحد الاشخاص ومدى معرفته به فقال لي رأيته في التلفزيون وسألت الرئيس السيسي عن أحدهم فقال نفس العبارة "، ولقد أثار ذلك دهشة هيكل فأضاف قائلا :أريد أن اقول شيئاً بدون أن أغضب أحد ،معظم العناصر القادرة على تقديم شيء لهذا البلد خلال الفترة المقبلة ،لم يظهروا على شاشات التلفاز ولا أريد أن أذكر أسماء، على سبيل المثال نموذج فاروق العقدة الذى لم يظهر في التلفزيون ، ربما تحدث مرة على إستحياء، فالتلفزيون يجذب دائماً الفراش الباحث عن الضوء وليس شرطاً أن يكون اقوى الأجسام ،لكن أريد أن أقول شيئاً عندما يكون هناك رئيسان عدلي منصور والسيسي واسألهما عن شخص يقولان رأيناه في التلفزيون..على عينى وراسى " قطع هبكل عبارته بضحكة قصيرة .
الأستاذ يجد أن التليفزيون ليس دوما الفاترينة التى تعرض أفضل العناصر ولكن المتاحة فى السوق والتى تعرف كيف تسوق نفسها .
ولعل ذلك مادفع هيكل للحديث عن أهمية أن يسرع الرئيس السيسى فى استكمال أعضاء مكتبه فهى دائرة صنع القرار والتى ستفيد الرئيس كثيرا.
أضيف لأمنية الأستاذ هيكل رجاء أن يبتعد الرئيس عند اختياره لأعضاء مكتبه عن المعروض فى فاترينة الاعلام ، فالكثير من هذه البضاعة فاسد ....والكثير منها مجرد أصداف بلا لآلىء.
مى عزام
ektebly@hotmail.com
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة