الشباب بدأوا الثورة ودعوا لها ولبى ندائهم كل الناس وتحولت الى ثورة عظيمة لها مطالب وجاء الجيش بكل شرف ونبل فى وقت تهاون وتخازل وخيانة بعض أفراد الشرطة وحمت القوات المسلحة الثورة من الطاغية حسنى مبارك وأعوانه الفاسدين والحزب الوطنى والبلطجية ومعظم قوات مباحث أمن الدولة وبعض من قوات الشرطة والأمن المركزى . وبذلك فقد قامت القوات المسلحة برد الجميل الذى قام به الشعب من قبل ووقوفه مع ثورة 23 يوليو 1952 ضد الملاك الملك فاروق ( ملاك بالطبع بالنسبة لما نسمعه حاليا ). الثورة لها مطالب مشروعة وقد وعد المشير طنطاوى والقيادة العامة للقوات المسلحة بتلبية مطالب الثورة المشروعة!؟ وقد وافق الشعب وإرتضى ووثق ثقة عمياء ( لاتتوقعها القوات المسلحة ) فى تحقيق مصالح الثورة بالنيابة عنه ولكن إتضح الأن أن القوات المسلحة تنفرد بقراراتها وإنه لسبب أو لأخر لاتقوم بتلبية مطالب الثورة بحسن نية أو بسوء نية و تغير المسار الذى رسمته الثورة للقوات المسلحة لتحقيق مطالبها وأن تغير هذا المسار سيؤدى بدون شك الى بلبلة وفوضى وثورة مرة أخرى ولكن على القوات المسلحة وهو مالايحمد عقباه. أما وإن كانت القوات المسلحة تلتف على الثورة وتنسب الثورة الى نفسها وتحدد هى مثار وإتجاهات التغيير فهنا لابد من وقفة وسحب الثقة من القوات المسلحة وليرجع الجيش الى سكناته والى دوره الأساسى ويقوم بتعيين مجلس رئاسى وشكرا جزيلا له طالما لايحقق مطالب الثورة. وسأقولها بصراحة لايجرؤ عليها كثيرين فى هذا الوقت لكسر كل حواجز الصمت الباقية ويكفى ماقام به الشباب من تضحيات وجاء دور الكبار سنا وليس مقاما وأنا واحد منهم ومثل المثل القائل ( إلى ينكسف من بنت عمه مايجبش منها عيال ) وإنى أقولها بصراحة من وجهة نظرى أن هناك أجندة لدى القوات المسلحة تتعلق بالإنتقال السلمى للسلطة الذى ترتضيه أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الأخرى التى لها مصلحة فى مصر وأن هناك إحتمالت من وجود عوار يمس قادة القوات المسلحة وأن عدم الإنصياع الى أوامر الغرب سيؤدى الى كشف المستور وكشف هذا العوار وهذا مالاترتضيه القوات المسلحة. أو أن هناك شىء أخر لانعلمه ولابد من المصارحة للشعب وأن يكون هناك شفافية والرد على تساؤلات الشارع المصرى فيما يلى : 1 - لماذا إصرار القوات المسلحة على إحياء دستور 1971 وهو يخالف مطالب الثورة المشروعة وأقولها لهم بصراحة أن هذا الدستور قد مات مات مات وإن إصرارهم عليه وعلى الإستفتاء وعلى التعديلات الدستورية سيؤدى بالبلاد الى فتنة وغضب وإحتقان شديد مثلما كان يوم 28 يناير. 2 – ماحدث من ضرب وإعتقالات فى تفريق المتظاهرين يوم الأربعاء الماضى يضع علامات إستفهام كثيرة بالرغم من عدم موافقتى على التظاهر فى ميدان التحرير إلا لضرورة قصوى وليس لمطالب فئوية ولماذا لم يقدم الضابط الذى فعل ذلك الأمر الى المحاكمة حتى الأن ولم نعرف إسمه. 3 – التراخى والبطء الشديد فى القبض على بعض قيادات الدولة السابقين حتى الأن وإعطاء فرصة للثورة المضادة بالإنقضاض على الثورة بإعترافكم وإعتراف مجلس الوزراء بذلك. 4 – هناك إشاعات بدأت تظهر فى الشارع المصرى نتيجة تصرفات القوات المسلحة وبطأها مثل من هو صاحب رشوة مرسيدس وهل هو من القوات المسلحة أم لا ؟! 5 – كيف يكون زكريا عزمى فى القصر الجمهورى حتى الأن وأين صفوت الشريف وفتحى سرور؟! وهل هناك من الأدلة التى فى حوزتهم تدين بعض قيادات القوات المسلحة أم لا!؟ 6 – ماهى التهم السياسية التى سيتم توجيها الى الكثير من القيادات السياسية السابقين ولماذا لم يتم توجيه مثل هذه التهم حتى الأن بالرغم من معرفة الصغير والكبير مدى مافعله المسؤلين السابقين وأعضاء الحزب الوطنى من إفساد للحياة السياسية وبالتالى الإجتماعية والإقتصادية على الشعب المصرى. 7 - مايحدث فى الإعلام حاليا مثلما كان يحدث من قبل وتتجه بعض القنوات الأن الى بث رغبة القوات المسلحة فى الإدلاء بنعم فى التعديلات الدستورية الجديدة وإيهام الناس بإنه لفترة إنتقالية وبعدها سيكون هناك دستور جديد وهو مايخالف الواقع ويخالف مطالب الثورة المشروعة وتأكيدا على ذلك هو إستضافة لواء فى القوات المسلحة لاأذكر إسمه أمس فى برنامج مصر النهاردة ( الله يمسيك بالخير يامحمود ياسعد ) وسيتم إستضافته مرة أخرى يوم الجمعة القادم أى ليلة الإستفتاء وحتى يكون كلامه هو المؤثر فى الإنسان البسيط . خلاصة القول أنه لابد من أن تقوم القوات المسلحة بتلبية جميع طلبات الثورة المشروعة الأن والتى يعلموها جيدا وتقوم بتوضيح التساؤلات التى تدور فى الشارع المصرى وأن توضح على سبيل المثال ماذا كان يقصد عمر سليمان عندما قال أن هناك إنقلاب ولفظ إنقلاب يعنى إنقلاب عسكرى وماذا جرى فى محاولة إغتياله ولماذا كانت هذه المحاولات وهل هناك تحقيق أم لا ولماذا هذا التحقيق غير ظاهر للشعب؟ أرجوا أن لايخيب ظنى وظن معظم الشعب فى قواته المسلحة وأن يحقق مطالب الثورة من مجلس رئاسى ودستور جديد وإنهاء حالة الطوارىء والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين وتغليظ عقوبة تفريق المتظاهرين السلميين بالقوة وتحديد المسار الذى يرتضيه الشعب والإجابة عن جميع التساؤلات وسرعة حل الحزب الوطنى وعدم حرية ممارساتهم للسياسة فى الدورة البرلمانية القادمة وسرعة القبض على المشتبه بهم من السياسيين ورجال الأعمال. والله ولى التوفيق بقلم : خالد محمد عز الدين