تسببت المبادرة التي أطلقها محمد العمدة، نائب مجلس الشعب المنحل، في إرباك صفوف «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، حيث أعربت الجماعة الإسلامية وحزب الوطن السلفي عن ترحيبهما بها، وأعلنا أنهما سيدرسانها، فيما هاجمت بعض أحزاب وشخصيات قيادية بالتحالف، المبادرة. وتدعو مبادرة «العمدة» للاعتراف بالرئيس عبدالفتاح السيسي، واعتبار فترة رئاسته انتقالية، ووضع آلية لتعديل الدستور، وقانون الانتخابات البرلمانية وإلغاء قانون التظاهر أو تعديله. وقال مصدر بالتحالف، الاثنين، إنه رغم إعلان الجماعة رفضها للمبادرة إلا أن بعض قيادات الجماعة طالبت بدراستها بتأني، وتكليف «العمدة» بأن يصل لضمانات لتنفيذها من قِبل الدولة، وإذا استشعرت الجماعة جدية الدولة ستوافق عليها بعد تعديلات. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الجماعة تتخوف من انسحاب بعض مكونات «تحالف الشرعية» بعد انسحاب حزب الوسط، وفي ظل تصريحات بعض الأحزاب الأخرى عزمها الانسحاب، بجانب أنها قد تجد نفسها في مأزق حال قبول كلاً من الجماعة الإسلامية وحزب الوطن السلفي إلى جانب «الوسط» بتلك المبادرة، منوهًا إلى أن قيادات التحالف ستجتمع في أحد الأماكن المملوكة للجماعة بالمقطم، لبحث المبادرة وإبداء رأي موحد حولها. وقال أحمد الاسكندراني، المتحدث باسم الجماعة الإسلامية، في تصريحات إعلامية، إنها تدرس المبادرة بجدية لإبداء الرأي النهائي حيالها، خلال أيام، وأنها ترحب بجميع الجهود الساعية إلى تحقيق توافق بين كل الأطراف، وحل الأزمات التي تعانيها البلاد. وأعلن ضياء الصاوي، المتحدث الرسمي باسم حركة «شباب ضد الانقلاب»، رفضها لمبادرة «العمدة»، واعتبارها «تغريد خارج السياق الذي تمر به مصر، مع الاحتفاظ بتقدير شخصه»، داعيًا «العمدة» إلى متابعة «النضال الشبابي المتصاعد المقاوم للنظام». وقال «لن نقبل بأنصاف الحلول، ومصرّون على تحقيق كامل أهداف الثورة ودحر الثورة المضادة إلى غير رجعة، وإقرار الاستقلال الوطني». واستنكر حاتم أبوزيد، المتحدث باسم حزب الأصالة السلفي، المبادرة، ووصفها ب«غير المنطقية، المليئة بالتناقضات». في سياق متصل، علمت «المصري اليوم»، أن «العمدة» دعا كلاً من حزب الوسط وحركة «إخوان منشقون» لاجتماع تحدد انعقاده بين يومي، الإثنين أو الثلاثاء، خلال ساعات لبحث التعاون بينهما «لتحقيق المصالحة بين الدولة والجماعة». وقال عمرو عمارة، منسق حركة «إخوان منشقون»، ل«المصري اليوم» إنه تواصل مع «العمدة» وعمرو فاورق المتحدث باسم الحزب، واتفقوا على التعاون وإشراك قوي سياسية أخرى في جلسات للحوار الوطني، تمهيدًا لعقد مصالحة بين السلطة ومعارضيها. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة