حفتر بعد هزيمته فى بنغازى: انسحبت لأسباب تكتيكية والقبائل قصّرت فى دعمى

تسارعت التطورات فى ليبيا نحو حسم عسكرى ل«الثوار الإسلاميين» بعد سيطرتهم على بنغازى (شرق) وإلحاقهم هزيمة كبيرة بقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذى سقط عشرات من جنوده قتلى فى معارك اليومين الماضيين.
وقال حفتر، قائد عملية «كرامة ليبيا»، إن ادعاء الميليشيات سيطرتها على مدينة بنغازى محض أكاذيب وافتراء، واصفا انسحاب الجيش من بعض المواقف ب«التكتيك».
وأشار حفتر، فى تصريح صحفى له مساء أمس الأول، إلى أن الجيش سيعود إلى مواجهتهم وطردهم من المدينة، مضيفا أن تلك الميليشيات تستعين بمقاتلين أجانب فى مواجهة أبناء الوطن، وشدد على أنه حصل على تفويض من الليبيين لقتال تلك الفصائل.
وعزت أوساط قريبة من حفتر عجز قواته عن الصمود إلى «تقاعس» قبائل الشرق الليبى عن نجدته ومراهنتها بلا جدوى على مناشدة أطلقها رئيس المجلس الانتقالى السابق، مصطفى عبد الجليل، لوقف القتال بعدما كلفته الحكومة المؤقتة التوسط بين المتحاربين.
وتشهد بنغازى مواجهات عنيفة بين قوات الصاعقة من جهة ومجلس شورى ثوار بنغازى المكون من أنصار الشريعة ودرع ليبيا 1 وآخرين، وسقطت أهم قاعدة عسكرية للواء المتقاعد خليفة حفتر فى أيدى مقاتلين إسلاميين، وعثر «الهلال الأحمر» على أكثر من 50 جثة داخل المعسكر الذى أخلته «الصاعقة»، وأفادت مصادر فى مستشفيات المدينة بأنها تسلمت 25 جثة أخرى.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافى فى 2011، تشهد السلطات الليبية مزيدا من صراعات النفوذ، وتفشل فى السيطرة على عشرات من الميليشيات المؤلفة من ثوار سابقين يفرضون القانون فى غياب قوات أمن ليبية فاعلة ومدربة.
وإزاء الفوضى المنتشرة فى البلد، أجلت فرنسا حوالى 40 من رعاياها و7 بريطانيين من ليبيا عن طريق البحر، بعد قرارات اتخذتها عدة دول غربية منها الولايات المتحدة وهولندا وكندا وبلغاريا بإجلاء طواقمها الدبلوماسية، بينما أجلت الصين مئات العمال.
يأتى هذا بينما شهدت العاصمة الليبية طرابلس هدوءاً نسبياً، بعد اتفاق طرفى النزاع (الإسلاميون ومقاتلو الزنتان وأنصارهم) على هدنة للسماح لرجال الإطفاء المحليين بمحاولة السيطرة على حريق خزانات الوقود التى أصيبت بالقصف قرب مطار طرابلس. وسمع قصف متقطع بعيداً من منطقة الخزانات، فيما سادت قناعة بأن هزيمة حفتر فى بنغازى ستنعكس سلباً على حلفائه فى طرابلس. وقالت مصادر فى بنغازى إن حفتر غادر إلى مصر «لقضاء أيام العيد مع بعض أفراد عائلته الموجودين هناك»، وهو ما نفته مصادر ملاحية مصرية أكدت أن حفتر لم يدخل مصر من أى من منافذها الحدودية. وأعلنت مصادر ملاحية مصرية بمطار القاهرة أنه تم رفع حالة التأهب مع الأجواء الليبية تحسبا لدخول أى طائرات بدون تصاريح مرور مسبقة بعد الاستيلاء على عدد من الطائرات المدنية فى بعض المطارات الليبية.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة