«نعمة أبوالفول».. وجه البراءة الذي شوّهته صواريخ الاحتلال الإسرائيلي

لا يزال سقوط الأطفال الفلسطينيين ما بين شهيد وجريح أكبر شاهد على وحشية العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. وفي هذا الصدد، سلطت صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية الضوء على مأساة الطفلة نعمة أبوالفول (عامين)، التي أصيبت بارتجاج في المخ وكدمات شديدة في العين من شدة انفجار صاروخ باغتها وهي تلهو خارج منزلها في مدينة غزة، الاثنين الماضي.
وقال ديفيد بلير، مراسل «تليجراف» في غزة، إنه في لحظة ما كانت الطفلة نعمة تلعب خارج منزلها في غزة، وفي اللحظة التي تليها أصبحت كائنًا عاجزًا بسبب صاروخ إسرائيلي.
وأضاف أن الطفلة طارت عدة أمتار في الهواء بفعل قوة الانفجار، قبل أن ترتطم بالأرض وتهوي على وجهها مباشرة، ليُغشى عليها بعد ذلك، موضحًا أن مأساة هذه الطفلة أصبحت صورة متكررة في غزة مع تواصل العدوان الإسرائيلي على القطاع.
واندفع فادي، والد نعمة، أيضًا لعدة أقدام في أرض تقع قبالة منزله، جراء الانفجار الشديد، ثم صُدم لمّا رأى ما حدث لابنته.
ونقلت «تليجراف» عن فادي قوله: «نعمة طارت في الهواء بعد الانفجار ثم ارتطمت بالأرض الصلبة، وبعدما غطت وجهها الدماء، اعتقدت أنني فقدت ابنتي».
وفي الحقيقة، كانت نعمة تعانى من ارتجاج في المخ وكدمات شديدة جدًا في عينيها، لكنها كانت على قيد الحياة. وفي وقت لاحق، عندما استعادت وعيها، كانت أول كلمات تنطق بها بصوت خافت هي: «يا الله».
وعندما رأت «دنيا»، زوجة فادي أبوالفول، ابنتها وقد غطت الدماء وجهها، سقطت مغشيًا عليها من هول الصدمة، بينما ارتسمت ملامح القلق والترقب على وجه فادي خوفًا على زوجته الحامل، قائلاً: «بعد ما حدث لنعمة، أخشى أن تتعرض زوجتي للإجهاض»، وأضاف: «أصيبت بصدمة عصبية، ثم أغمى عليها».
وفي اللحظات التي تلت ذلك، حاول فادي، الذي كان قد أصيب بشظايا في ساقيه وكتفه، أن يفعل ما بوسعه لإنقاذ أسرته. وسرعان ما عثر على طفلته الأخرى، حبيبة، (عام واحد)، في محيط المنزل، والتي كانت قد أصيبت بهلع ورعب شديدين، لكن دون أن يمسها سوء.
ومن جانبهم، سارع الجيران للمساعدة، وأجروا عدة مكالمات لاستدعاء الإسعاف، لكن القصف المكثف التي كانت تتعرض له المدينة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أعاق دخول سيارات الإسعاف للمنطقة.
وفي نهاية المطاف، ركض فادي على طول الشارع وأوقف سيارة عادية أثناء مرورها بجواره، طالبًا منها النجدة.
وأفاد المراسل بأنه تم نقل نعمة سريعًا إلى مستشفى «الشفاء» في غزة، موضحًا أنها تعالج الآن في جناح الأطفال، حيث تبكي بشكل متواصل من شدة الألم.
وفي البداية، كانت نعمة غير قادرة على فتح عينيها، وأصابها هذا العمى المفاجئ بالهلع، ولكن، يوم الخميس الماضي، فتحت نعمة عينيها للمرة الأولى.
ولا يزال الحزن والغضب الشديدين يسيطران على والد الطفلة، فبينما تزعم إسرائيل أن عدوانها الدموي المتواصل على غزة هدفه منع «حماس» من إطلاق الصواريخ عليها، تساءل أبوالفول بنبرة غاضبة: «هل أطلقت ابنتي الصواريخ على إسرائيل؟.. ما الذي فعلته هذا الطفلة لكي تصاب هكذا؟».
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة