رأت مجلة «ايكونوميست» البريطانية، إنه لم يعد من السهل أبدا أن تتوسط مصر لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. واعتبرت أن مصر لم تعد الوسيط الصحيح لحل الأزمة في غزة. وأشارت المجلة إلى أنه في عام 2012، كان الرئيس المعزول محمد مرسي يتمتع بعلاقات جيدة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إحدى الحركات الإسلامية العربية. كما أنه تحدث إلى إسرائيل وكذلك إلى قطر، التي لديها علاقات مع حماس، التي كانت حينها تسيطر على قطاع غزة. وقالت المجلة البريطانية، في تقرير لها، الأربعاء، إنه بعد عامين من الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2012، يكافح الرئيس عبدالفتاح السيسي يكافح من خلال محاولاته لوضع حداً لتكرار هذا الصراع المروع الذي فاق بالفعل عام 2010 سواء في طول المدة أو عدد القتلى. وقالت المجلة إن المبادرة الأخيرة، التي تبدو أقرب لاتفاقية التهدئة لعام 2012، واقترحتها مصر، (كنصيحة من مبعوث اللجنة الرباعية إلى فلسطين توني بلير، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع السيسي)، انهارت بسرعة عندما أدعت «حماس» إنها لم تشارك في هذه المفاوضات، إذ قال أحد المسؤولين في الحركة إنه لم يتم إخطارهم بأي مبادرات. وأشارت المجلة إلى اجتماعات كل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في القاهرة لإضفاء جهودهما على هذه المبادرة وأعلنهما إحرازهما تقدماً في الأزمة. ورأت المجلة أن دبلوماسية «كيري» و«كي مون» ربما تكون عبثية، خاصة أن مصر، هذه الأيام، لم تعد ببساطة في وضع جيد لتؤدي دورها كوسيط للسلام. وقالت «ايكونوميست» إن مصر فقدت نفوذها بفضل علاقاتها الرهيبة مع قطر، حيث يوجد مقر المكتب السياسي لحركة «حماس»، إذ ترتبط هذه الإماراة الخليجية بعلاقات وثيقة مع جماعة الإخوان. وأضافت المجلة أن مصر طالما ربطتها علاقات طويلة المدى بكل من إسرائيل و«حماس»، إلا أن الأمر لم أكثر توازنا تحت حكم السيسي. وتابعت:«يبدو أن السيسي يعتقد أن التودد لإسرائيل ووضع اللائمة مع حماس سيساعد على استقرار الوضع في سيناء، حيث سعى الإسلاميين هناك لنشر الفوضى باستهدافهم الجنود المصريين منذ ما وصفته المجلة ب»انقلاب«يوليو الماضي. وأشارت المجلة البريطانية إلى أن وسائل الإعلام المصرية، التي تتملق للنظام، أصبحت معادية على نحو غير عادي ل«حماس» أيضا، مدللة على ذلك بما كتبته عزة سامي رئيس تحرير الأهرام، في حسابها على توتير:«شكرا نتنياهو، ربما يرسل الله الكثير من أمثالك ليسحقوا حماس، وكلاء جماعة الإخوان المسلمين». ورأت «ايكونوميست» أن هذه الدعاية الإعلامية المعادية لم تؤتى بثمارها بشكل فعال في مصر، حيث يتعاطف الكثير من المصريين مع الفلسطينيين، ويعتبرون أنفسهم «القلب النابض» في العالم العربي. وقالت المجلة إن السيسي ربما يعتقد أن مستفيد من الحرب في غزة، في حال ما حطم الإسرائيليين حماس، إلا أن الرئيس المصري لا يمكنه التفاوض على السلام، على عكس سلفه، لا يبدو جيدا في تحقيق ذلك.