مع تغير الخريطة السياسية في العصر الحديث، بات الاختلاف غالبًا على الاتفاق، واتخذت الصراعات أشكالًا عديدة امتدت حتى إلى أكثر الساحات الحاملة صفة «الديمقراطية»، ألا وهي البرلمانات، التي تعد قبلة التفاوض والحوار تبادل الرأي والرأي الآخر. وبتتبع تلك المشاهد وجدنا زيادة ملحوظة في حوادث العراك والشجار تحت قباب البرلمانات في مختلف دول العالم، بدءًا من القارة السمراء وصولًا إلى دول أوروبا، بينما استنكر البعض تلك الشجارات واعتبرها لا تليق بممثلي الشعوب. والبعض استهوته تلك المعارك فاهتم بنشرها وتسليط الضوء عليها باعتبارها إحدى علامات الديمقراطية في أبهى صورها. في السطور التالية رصد لأبرز المعارك، التي دارت داخل برلمانات العالم بين وزراء وكبار مسؤولين بالدولة، وهي المعارك، التي وصل الأمر في بعضها إلى حد تبادل قذف الكراسي الخشبية، والتراشق بالبيض والطماطم والمياه، والضرب ب«القفا» أيضًا. 1. برلمان التشيك في فبراير 2008، ضرب رئيس وزراء التشيك وزير الصحة على قفاه خلال جلسة البرلمان، توبيخًا له على تدني مستوى الخدمات الصحية في البلاد. 2. برلمان ولاية أتر برديش، الهند في 4 ابريل عام 2008، دار شجارًا حادًا بين الوزراء، الذين حضروا جلسة البرلمان للنقاس حول إحدى قضايا الحقوق المدنية، التي كانت مثار خلاف حادًا بين الوزراء في ذلك الوقت، وفي الفيديو يظهر مدى العنف، الذي شاب جلسة النقاش منذ البداية. 3. رئيس جنوب السودان يقيل وزير البيئة لتعديه بالضرب على «برلماني» في 26 نوفمبر 2013، أقال رئيس جنوب السودان، سيلفا كير، وزير البيئة عبدالله دينق نيال، بسبب تعديه بالضرب على أحد أعضاء البرلمان أثناء جلسة افتتحت في الأسبوع السابق لقرار الإقالة، حسبما ذكر موقع سودانيز «أون لاين الإخباري» ووقع الشجار بين الطرفين داخل مبني البرلمان على إثر مناقشة حادة بين «نيال» والنائب، مشوك مجونق، نائب قوقريال الغربية، بولاية واراب، بشأن مصير منطقة أبيي السودانية، وذلك لأن «نيال» أدلى بتصريحات عديدة خلال المناقشة تفيد بأن قضية أبيي باتت محسومة، وأنه لابد من التسليم بكونها صارت جزءًا من جنوب كردفان، وهي وجهة النظر، التي أغضبت البرلماني، وعدد من النواب، فبادر النائب بسب الوزير، فقام الوزير بصفعه على وجهه أمام الحضور. 4. الوزير يسب نائب البرلمان الذي قاطعه اثناء الحديث في يونيو 2008، وقع شجار ببرلمان كوسوفو بين وزير النقل والاتصالات، فطمير ليماي، ونائب وزير التجارة والصناعة، ناصر عثماني، حيث كان الخلاف بشأن مادة بالدستور الجديد، تخول لرئيس الحكومة إمكانية تغيير أعضاء الحكومة من دون الرجوع للبرلمان. وكان من المفترض أن يبرر «ليماي» تمرير الحكومة لهذه المادة، حين قاطعه «عثماني»، وقال إنه ليس من حقه أن يتحدث نيابة عن الحكومة، فبادر الوزير بسب النائب، ووقع شجارًا حادًا لم ينته إلا بتدخل بقية أعضاء البرلمان، حسبما أشار صحيفة «بيبولز ديلي» الصينية. 5. تراشق بزجاجات المياه يتسبب في استقالة 3 وزراء وقع شجار حاد وصل إلى حد التراشق بزجاجات الماء داخل البرلمان التركي، يناير 2014، اعتراضًا على مشروع قانون من شأنه تعزيز سلطات الحكومة التركية في المجال القضائي، وهو الشجار الذي أسفر عن تقديم 3 وزراء استقالتهم. 6. معركة رفع القيود عن وسائل الإعلام في 22 يوليو 2009، انعقدت جلسة برلمانية برئاسة الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية، وتم تمرير بعض القرارات الخاصة بتخفيف القيود المفروضة على الوسائل الإعلامية، فثار نواب البرلمان على مسؤولي الحكومة الحضور، الذين كان من بينهم وزراء وحاولوا التعدي عليه. كما اقتحم شباب من الخارج مبنى البرلمان وحاولوا الهجوم على الحزب الحاكم. 7. شجار جماعي بين بالأيدي في 19 مارس 2013، نشب شجار بالأيدي بين أعضاء البرلمان من الحزب الحاكم، وأعضاء المعارضة، بعد اتهام فولوديمير ريباك، رئيس البرلمان الأوكراني، والمنتمي للحزب الحاكم بزعامة فيكتور يانكوفيتش، النواب من ممثلي حزب الحرية ب«الفاشية»، بعد اعتراضهم على كلمة ألاها باللغة الروسية، وتوقفت الجلسة لفترة ليست بالقليلة. وفي الفيديو يظهر «ريباك» وهو يطالب النواب بوقف الشجار الحاد، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي. كما وقع شجار آخر في جلسة 8 يوليو 2012، بين نواب البرلمان للسبب نفسه، حيث تم تقديم فاتورة للأعضاء مكتوبة باللغة الروسية، وبلغ الشجار مستوى غير مسبوق من الحدة، حيث استخدم فيه قنابل الغاز، رغم أن أحدًا لا يعلم حتى الآن، أي الطرفين استخدمها. 8. معركة البيض بالبرلمان الأوكراني وقعت معركة تراشق بالبيض والطماطم داخل البرلمان الأوكراني، عام 2010، بسبب تصديق الحكومة على اتفاق يقضي بتمديد تأجير إحدى القواعد البحرية لروسيا، مقابل تصدير روسيا الغاز الطبيعي لأوكرانيا بسعر منخفض. 9. برلمان الهند في 27 مايو 2010، وقعت معركة شرسة جماعية، داخل البرلمان الهندي بدأت بعراك لفظي، ثم تصاعد إلى عراك بالأيادي.