لا أحد يمكنه التوقع بفوز منتخب ألمانيا أو الأرجنتين في نهائى الليلة، وأعتقد أن مونديال 2014 هو الأغرب من وجهة نظرى من خلال النتائج أو أداء اللاعبين، فقد خابت كل التوقعات التي خرج بها علينا النقاد والمحللون قبل البطولة، حتى إن كل المراهنات، التي سبقت البطولة وأثناء المباريات لم تنجح في التوقع بأن يكون منتخبا ألمانياوالأرجنتين هما طرفا النهائى، فالبعض رشح البرازيل والبعض رشح هولندا والبعض رشح فرنسا، لكن لم تفلح هذه التوقعات وكانت المفاجأة الكبرى هي خسارة السامبا 7/1 من الماكينات في المربع الذهبى. ورغم أن إسبانيا هي أول منتخب دق ناقوس الخطر، وأكد أن البطولة هي الأغرب في تاريخ المونديال عندما تلقى الماتادور هزيمة قاسية بالخمسة في الدور الأول، لكن لم ينتبه أحد لذلك، ووصل الأمر إلى أن أصحاب الأرض والجمهور نالوا فضيحة ستظل عالقة بهم على مدار التاريخ. ومن وجهه نظرى أن فيليبو سكولارى، المدير الفنى للسامبا، يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية، لأنه لم يجدد دماء فريقه قبل البطولة ولم يطور من أداء اللاعبين ولأول مرة شاهدنا البرازيل فريقاً مترنحاً بعيداً عن الكرة الجمالية التي يمتعنا بها وكنا نمنى أنفسنا في الأدوار الأولى أملاً أن يتحسن أداء السامبا في الأدوار النهائية، لكن المشاكل الفنية كانت تزداد مباراة بعد الأخرى، وعلى رأسها الاعتماد على الفردية في الأداء وطريقة النجم الأوحد وأقصد بها نيمار الذي عندما غادر للإصابة تسبب في فضيحة ستلاحق البرازيليين على مدار التاريخ، لكن في نفس الوقت، لا أريد أن أغفل دور الماكينات الألمانية التي قدمت عروضاً قوية ووصلت للنهائى بفضل قيادة مدربهم الوطنى لواكيم لوف الذي لم يكتف بأنه متواجد في قيادة منتخب بلاده، بعد مونديال 2006 فقد طور من أداء الفريق واعتمد على لاعبين خبرة، على رأسهم الحارس العملاق نوير الذي اعتبره أفضل حارس في البطولة، بالإضافة إلى موللر ومسعود أوزيل، لكن في نفس الوقت من يستحق الإشادة هو الاتحاد الألمانى لكرة القدم الذي أعلن تجديد الثقة في المدير الفنى قبل مواجهة فرنسا في دور الثمانية وهو ما منح الثقة للمدير الفنى وأعطى رسالة للاعبين أنه سيكمل المسيرة مهما كانت النتائج فبذلوا أقصى ما في وسعهم للوصول إلى المباراة النهائية، لكن ليس فقط الإدارة الجيدة هي صاحبة الفضل في تفوق الألمان، لكن هناك عوامل فنية اتسم بها أداء الفريق خلال البطولة، على رأسها التنظيم والأداء الجماعى والسرعة والقوة في الارتداد الهجومى والتعامل مع كل مباراة على حسب أداء المنافس وهو ما افتقدته بقية المنتخبات الأخرى، لكن الألمان في نفس الوقت سيكونون في مواجهة صعبة أمام التانجو الأرجنتينى الذي نجح في الوصول للمباراة النهائية وقدم عروضاً قوية خلال البطولة. وتعامل ميسى ودى ماريا مع البطولة على أنها مباريات كؤوس لابد من الفوز بها بغض النظرعن الأداء الجمالى وكان هدفهم هو التأهل للمباراة النهائية، لكن الدفاع الأرجنتينى سيواجه تحدياً كبيراً الليلة أمام الألمان باعتبار أنهم لم يواجهوا منتخبا أو فريقا منظما ولديه الجرأة الهجومية التي اتسمت بها الماكينات خلال البطولة. ووجهة نظرى أن مباراة اليوم ستكون معقدة فنياً سيعتمد فيها الألمان على امتصاص حماس التانجو الذي سيشهد مساندة كبرى من الجماهير الأرجنتينية في المدرجات، نظرا لقرب المسافة بين البرازيلوالأرجنتين، لكن الألمان أعطوا درسا للعالم بفوزهم على البرازيل وهو أن كل شىء من الممكن أن يتحقق في عالم كرة القدم.