القصة الكاملة لعودة الصراع بين الهلالية والدابودية

أعاد مسلسل الدم سلسلة حلقاته فى أسوان، قبل ساعات من حلول شهر رمضان المعظم، بعد مقتل شخصين أحدهما من قرية الشلالية النوبية، والثانى من قرية الكوبانية الواقعة غرب النيل بمدينة أسوان، مساء أمس الأول، على يد أبناء بنى هلال وتم التمثيل بجثتى القتيلين وإشعال النيران بهما، ووضعها على عربة كارو، وطافت بها منطقة خور عواضة قبل أن يتدخل الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق الهلايل الذى تجمعوا حول العربة الكارو.
وأعرب عدد من أبناء بنى هلال، أن تلك الواقعة جاءت للرد على واقعة حمل عدد من قتلاهم على عربة كارو فى الأحداث الدموية التى شهدتها منطقة السيل الريفى مطلع إبريل الماضى، التى راح ضحيتها 26 قتيلاً وعشرات المصابين من الدابودية وبنى هلال، وإتلاف وإحراق عدد كبير من المنازل والمحال التجارية والممتلكات الخاصة.
كانت مشاجرة نشبت مساء أمس الأول بين أبناء بنى هلال وشخصين أحدهما ينتمى لقرية الشلالية النوبية، والثانى من قرية الكوبانية ذات الأصول التى تنتمى لقبائل الجعافرة، قام على أثرها عدد من أبناء بنى هلال بطعنهما عدة طعنات بأسلحة بيضاء بمختلف أنحاء الجسد، وقرروا الانتقام منهما، على طريقة الأحداث التى شهدتها منطقة السيل الريفى بمدينة أسوان، ووضعهما على عربة كارو وإشعال النيران بهما انتقاماً من الدابودية، بحملهم على عربة كارو، ظناً منهم أن القتيلين من الدابودية.
وقال شهود عيان إن مشاجرة وقعت بين عدد من المنتمين لقبيلة بنى هلال بمنطقة خور عواضة والقتيلين، قام على أثرها بعض أبناء بنى هلال بتوجيه عدة طعنات لهما بالرقبة والصدر والبطن وتمزيق جسديهما بآلات حادة، وقاموا بوضعهما فوق عربة كارو وطافوا بهما منطقة خور عواضة وكوبرى القش والصدرية معقل أبناء بنى هلال، ثم قاموا بعد ذلك بإلقائهما بجوار صندوق قمامة وأشعلا بهما النيران بعد سكب كمية من البنزين عليهما، ما تسبب فى تفحم الجثتين تماماً واختفت ملامحهما.
كان اللواء حسن السوهاجى، مدير أمن أسوان، قد تلقى إخطارا بمقتل شخصين والتمثيل بجثتيهما بمنطقة خور عواضة بمدينة أسوان على يد عدد من أبناء قبيلة بنى هلال، فيما تمكن ثالث من الهروب.
انتقل إلى موقع الأحداث العميدان خالد الشاذلى، رئيس مباحث المديرية، وصلاح عفيفى، مأمور قسم أول أسوان، وقيادات قسم أول وضباط مباحث القسم إلى موقع الأحداث ودفعت الشرطة بتعزيزات أمنية بمنطقة الأحداث فى محاولة لمنع تجدد الأحداث، وتم نشر تشكيلات الأمن المركزى أمام مشرحة أسوان التى تم نقل القتيلين إليها وأمام كوبرى أسوان المعلق المؤدى إلى قرية الكوبانية بغرب أسوان.
وتبين من مناظرة الجثتين أن الجثة الأولى لشاب يدعى عبدالعزيز سالم «23 عاما»، مقيم بمنطقة الكرور جنوب مدينة أسوان، وينتمى إلى قرية الكوبانية النوبية ومقيم بالكرور، والجثة الثانية لشاب يدعى رجب فتحى عوض (18 سنة)، نوبى مقيم منطقة الكرور من أم نوبية وأب سودانى، وأن الجثتين بهما آثار جروح فى أماكن متفرقة فى الجسم نتيجة طعنات بآلة حادة، وبلغت نسبة الحروق بهما 95%.
ووصل إلى مشرحة أسوان السيد الشريف الإدريسى شيخ السادة الأدراسة بالعالم العربى والإسلامى، المتحدث بإسم لجنة المصالحة المشكلة بواسطة الأزهر الشريف، التى تشكلت عقب إندلاع الأحداث مطلع إبريل الماضى فى محاولة لتهدئة الأوضاع.
وتجمع المئات من أبناء قرية الكوبانية، التى تنتمى لقبائل الجعافرة أحد أكبر القبائل الأسوانية، وأعداد من النوبيين من أبناء منطقة الكرور أمام مشرحة أسوان العمومية، وسط حالة من الغضب والحزن، ورفضت أسرة القتيلتين تسلم الجثتين من المشرحة وسط حالة من الحزن، التى انتابت أصدقاء القتيلين.
وحاول الأهالى الغاضبون اقتحام المشرحة عقب منع الأمن لهم من الدخول إلى داخل المشرحة، وشيع فى ساعة متأخرة أمس جنازة القتيلين بمشاركة العشرات من الأهالى والأجاود، بعد أن رفضت أسرة القتيلين تسلم الجثتين، حيث تم دفنهما بمقابر منطقة الكرور. وعقب الأحداث شهدت منطقة خور عواضة والسيل الريفى نزوح العديد من الأسر من أبناء بنى هلال، خشية حدوث رد الفعل على الحادث، وأغلقت المحال أبوابها مبكراً والتزم العديد من الأسر منازلهم، كما خلت شوارع أسوان من المارة. وانتقل فريق من النيابة العامة برئاسة أحمد قناوى مدير نيابة أسوان والطب الشرعى إلى مشرحة أسوان العمومية وتمت مناظرة الجثتين، وصرحت النيابة بدفن الجثتين بعد إثبات ما بهما من إصابات وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
حكايات من دفتر الحزن: والدة «قتيل الخطأ» أصيبت بصدمة عصبية بعد مشاهدة التمثيل بجثته
عم القتيل يتحدث للمصري اليوم
«أنهى خدمته فى الجيش منذ شهرين، ياريت كان مات فى الجيش، والده مش قادر ينطق، وأمه أصيبت بصدمة عصبية، بعد مشاهدة صور وفيديوهات التمثيل بجثة ابنها على يد أبناء قبيلة الهلايل، هؤلاء لم يراعوا حرمة الدم، ولا حلول شهر رمضان».. بهذه الكلمات تحدث فتحى رمضان، عم القتيل عبدالعزيز سالم. المزيد
هنا «الكوبانية».. وجع فى قلب الجنوب
تشديد الإجراءات الأمنية عقب الحادث
على مسافة 12 كيلو من محافظة أسوان تقع قرية الكوبانية، غرب النيل، أهلها طيبون ومسالمون، حسب وصف عمدة القرية التى سقط أحد أبنائها قتيلا أمس الأول، بعد تجدد الاشتباكات بين قبيلتى الدابودية وبنى هلال. المزيد
محافظ أسوان: الأحداث ليست لها علاقة بالمشاكل السابقة
تابع المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، مع اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، آخر تطورات الأحداث التى شهدتها منطقة شرق مدينة أسوان، بمقتل شابين فى مشاجرة بين الشباب. المزيد
منسق لجنة المصالحة يتهم «الأزهر» والمحافظ بالتقصير فى متابعة الأزمة
الأمن في حالة ترقب
شن الدكتور هشام جمال، منسق لجنة المفاوضات النوبية الجديدة، التى تم تشكيلها مؤخراً بعد انسحاب اللجنة النوبية السابقة، هجوماً حاداً على لجنة المصالحة التى شكلها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، واتهمها بالفشل فى احتواء المشكلة، وأنها تبنت مطلب أبناء بنى هلال بضروة تقديم الدابودية للكفن أو ما يعرف بالقودة، لافتاً إلى أن النوبيين لهم ثقافتهم وأعرافهم الخاصة وأنه لا يجب فرض ثقافة وافدة على الأهالى الأصليين. المزيد
أمن أسوان يضبط 15 متهماً فى الأحداث
ألقت الأجهزة الأمنية فى أسوان، أمس، القبض على 15 شخصاً من المتهمين فى أحداث كوبرى القش بمنطقة الصدرية، التى أسفرت عن مقتل شخصين أحدهما من أبناء النوبة والثانى من قرية الكوبانية والتمثيل بجثتيهما. المزيد