بعد أن أجرى المرشحان لانتخابات الرئاسة عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي حوارات مع وسائل الإعلام الأجنبية باللغة الإنجليزية، قارن المصريون بين لغة السيسي وصباحي الإنجليزية، وبين إنجليزية رؤساء مصر السابقين، وترصد «المصري اليوم» علاقة الرؤساء السابقين باللغة الإنجليزية. فتحدث رؤساء مصر، للإنجليزية اختلف من رئيس لآخر، فالرئيس الراحل محمد نجيب، كان يتحدث الإنجليزية منذ أن كان طالبًا في الكلية الحربية، ويقول نجيب في مذكراته : «كنت طالبا في السنة الثانية بالكلية 1914 وجاء المستر سمبسون، مدرس اللغة الإنجليزية، ليملي علينا قطعة إملاء جاء فيها: أن مصر يحكمها البريطانيون، فلم يعجبني ذلك. وتوقفت عن الكتابة. ونهضت واقفا وقلت له: (لا يا سيدي مصر تحتلها بريطانيا فقط ولكنها مستقلة داخليا وتابعة لتركيا، فثار المدرس الإنجليزي وغضب وأصر علي أن أذهب أمامه إلي مكتبه وأمر بجلدي عشر جلدات علي ظهري واستسلمت للعقوبة المؤلمة دون أن أتحرك أو أفتح فمي». وجمال عبد الناصر كان متحدثًا- بحسب تقرير نشرته «العربية .نت»- إياها بطلاقة وكانت إجادته لها ترجع لشغفه بقراءة الصحف والمجلات الأجنبية، إضافة إلى تلقيه دورات عسكرية في الخارج. وكذلك أنور السادات الذي كان يهوى قراءة روايات وليام شكسبير وتشارلز ديكنز, وأتاحت له فترة اعتقاله بالسجن الحربي مطالعة الأدب الإنجليزي حتى أتقن اللغة، بل إنه عندما قام بخطبة زوجته جيهان السادات نجح في انتزاع موافقة والدتها الإنجليزية الأصل بعدما تحدث معها بلغتها وتناقش معها كثيرًا في الأدب الإنجليزي. وكان عبدالناصر حريصًا على مطالعة إنتاج مطابع ومكتبات الغرب أولاً بأول، وكان مهتماً بقراءة مقالات الكتاب الذين يقرأ لهم قادة الغرب وساسته حتى يتفهم مواقفهم وطريقة تفكيرهم ورؤيتهم لمنطقة الشرق الأوسط والصراعات فيها وحركات التحرر الوطني. أما السادات فبعد توليه الرئاسة، كان شغوفًا بالإعلام الغربي ولذلك طلب تزويد قصر الرئاسة بسينما يشاهد من خلالها كافة الأفلام الأجنبية في نفس توقيت بثها في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وفى حديث له مع صحافي أجنبي، أجاب عن سؤال وجهه له المذيع: «ماذا تريد أن يكتب الناس عنك بعد رحيلك؟»، فأجاب: «أود أن يكتب على قبري: عاش من أجل السلام ومات من أجل المبادئ»، وكان يريدها أن تكتب بالعربية والإنجليزية معاً. وكان السادات أيضاً يتعمد أن يجري مباحثاته مع قادة الغرب في الخارج باللغة الإنجليزية، أما الحالة الوحيدة التي تعمد أن ينطق فيها بالعربية خارج مصر فكانت خلال خطابه الشهير بالكنيست الإسرائيلي. أما حسني مبارك، فلم يكن مختلفاً عنهما فقد كان مستمعًا جيدًا للإنجليزية وكان ينطقها بإتقان وأتاحت له فرصة سفرياته المتكررة للخارج لتلقي دورات عسكرية في إجادة اللغة، وعندما كان يجري لقاءات ومقابلات إعلامية مع صحافيين أجانب كان يتحدث بالإنجليزية دون غيرها، معللاً ذلك بقوله: «لابد أن تصل الرسالة للخارج بلغته»، لكن في سنواته الأخيرة كان مبارك يستخدم سماعة الترجمة الفورية لضعف أذنه وعدم قدرته على الإنصات جيداً بسبب تقدمه في السن. أما الرئيس السابق محمد مرسي، فبالرغم من أنه عاش فترة في الولاياتالمتحدة للحصول على الدكتوراه في الهندسة، فإن نطقه للإنجليزية كان مثارًا لسخرية المصريين ومادة كوميدية قدمها الإعلامي الساخر باسم يوسف. فخلال زيارة له إلى برلين جلس مرسي يتحدث إلى الألمان، وقرر أن يضع بصمته الخاصة في وسط حديثه ليقول الجملة الأشهر على الإطلاق «جاز أند ألكهول دونت مكس». ولم تهدأ صفحات التواصل الاجتماعي بعد حديث مرسي، فهاجمه معارضوه وسخروا من نطقه للإنجليزية، بينما دشن المؤيدون له صفحات بررت طريقته في الكلام بقولهم: «إن الدول الغربية تلقي القبض على من يقود سيارته مخموراً، وإن عبارة مرسي في ثقافة المجتمعات الغربية هي عبارة محلية دارجة وتعبر عن قانون ثابت عندهم فلا يمكن أن يختلط الكحول بالجاز». وهاجمت الصفحات المؤيدة لمرسي الساخرين منه وردوا عليهم بقوله إن المجتمعات الغربية تُعجب بمن يتحدث بلهجتها المحلية. أما عبدالفتاح السيسي، المرشح لانتخابات الرئاسة، فقد بدأ حواره مع إحدى وكالة الأنباء «رويترز» الأجنبية بالترحيب بالمذيعين أعقبها جملة أكد فيها أنه يحرص على إقامة دولة الديمقراطية بواسطة الحريات والقانون. السيسي نطق الإنجليزية في الحوار بطريقة تبدو نوعاً ما جيدة، وكما قال أقاربه ومعارفه، ل«العربية»، فقد تعلم اللغة من خلال السائحين الذين كانوا يتوافدون على محل والده تاجر الصدف والأرابيسك في حي خان الخليلي جنوبالقاهرة، إضافة لسفرياته المتكررة لأميركا وأوروبا لتلقي دورات عسكرية. «I love my country & my all people, I want to serve them».. كلمات قالها المرشح الرئاسي، السيسي، في لقائه مع وكالة أنباء «رويترز»، ويعني من خلالها: «أنا أحب وطني وكل شعبي، وأريد أن أخدمهم». ويعد الفيديو، الذي أذاعته «رويترز» في حسابها على «يوتيوب»، أول ظهور للسيسي وهو يتحدث باللغة الإنجليزية عقب خلعه البدلة العسكرية لخوض السباق الرئاسي أمام منافسه حمدين صباحي. وبعد حديث السيسي بالإنجليزية، طالب محاوريه في «رويترز» أن يسمحوا له باستكمال اللقاء باللغة العربية، عقب قوله إنه يسعى لخدمة المصريين بالديمقراطية والحرية وسيادة القانون. أما حمدين صباحي، المرشح المنافس، فيعترف بأنه يتحدث الإنجليزية من غير إجادة أو طلاقة ويحتاج لمترجم أحياناً لينقل له ما يقوله ضيوفه الأجانب.