Wild Tales: اصنع فيلماً بدلاً من أن تصبح قاتلاً .. (نظرة عامَّة)

«على الأغلب كنت سأدخل السجن لو لم أصبح مخرجاً».. المخرج الأرجنتيني داميان سيفرون، في المؤتمر الصحفي لفيلمه Wild Tales بمهرجان «كان» السينمائي.
عندما أعلن المهرجان عن أفلام المسابقة الرسمية لدورته الجديدة، كان هناك الكثير من الأسماء المألوفة لمخرجينٍ كبار، بدا واضحاً لماذا اختيرت أعمالهم تحديداً، باستثناءِ فيلم واحد لمخرج أرجنتيني شاب يُدعى «داميان سيفرون»، لم يقدم إلا فيلمين فقط في 2003 و2005، دون أن يحقق أي بصمة حقيقية، قبل أن يعود بفيلمه الثالث هذا العام، ويتم اختياره للمنافسة على أهم جائزة سينمائية في العالم.
مع عرض الفيلم في اليومِ الرابع لفاعليات المهرجان، أصبح الجميع يعلم لماذا أتى هذا الرجل إلى هنا، حيث اعتبره النقاد أحد أفضل الأفلام التي عُرِضَت في الدورة حتى الآن، مؤكدين أنه من الصعب تجاوز عملاً كهذا وخروجه خالي الوفاض في حفلِ الختام.
«الكثير من الناس لديهم عمل صعب ويواجهون ظروفاً في الحياة اليومية مزعجة وغير عادلة. النظام في العالم حالياً ولد الكثير من الضحايا. إن الإنسان، مع أنه ولد من الحب، إلا أنه يملك نسبة معينة من الإنحراف».. «سيفرون»
يدور العمل حول 6 قصص مُنفصلة، ولكنها مترابطة بكونِها تدور عن جنونِ العالم المُعاصر، عنوان الفيلم مباشر بهذا الخصوص، هي مجرَّد «حكايات برية» في مُجتمعاتٍ تدعي التحضُّر، وأشخاص عاديين قادرين على فعلِ أشياء غاية في التوحُّش.. فقط إن سَنَحت لهم الظروف.
«سيفرون»، كما صرح في المؤتمر، ليس شخصاً هادئاً بالكلية، لديه الكثير من نوباتِ الغضب والجنون باتجاهِ العالم، لديه الكثير من التأملات ووجهات النظر والمشاعر المَكبوتة، ولكن ما يراه في السينما بحق هو قدرته على إخراج كل ذلك من خلالها، «أن أكون مخرجاً كان وسيلة من أجل الاستشفاء».
لذلك فالفيلم هو استنطاق للقَسوة من أجل التحرُّر منها، وحتى الصورة السردية المُغايرة، التي كانت مصدراً لمديح ضخم ومقارنة مع أفلام كبرى لكوينتن تارنتينو أو أليخاندرو جونزاليس إيناريتو، كانت بالنسبة ل«سيفرون» مجرد «شعور ناحية ما يحدث، فالحكايات لم ترتب بشكلٍ معيّن إلا بالتقلُّب العاطفي الذي كنا نمر به كصناعٍ للفيلم».
نالَ العمل استقبالاً نقدياً رائعاً في المهرجان، وصفه الناقد بيتر براتشاو، في ال«جارديان»، بكونه «اكتشاف كان هذا العام»، مشيراً إلى أنه «من النادر أن يجتمع في فيلم ما هذا القدر من الخشونة والرهبة في مُقابل الكثير من الهزل العنيف».
وبسبب هذا القدر العالي من المديح فإن الاستشفاء الذاتي الذي مارسه «سيفرون» في العمل.. صار قادراً على الذهاب به درجة نيل السعفة الذهبية أو جائزة لجنة التحكيم الكبرى، هو يقول «إذا تجاوزك شخص بسرعة فائقة فإنك قد ترغب في قتله، السينما تسمح لك بذلك دون أن تُلاحق»، لذلك فهو لم يدخل السجن، وفي تلك الأيام يتعلَّم أن السينما يمكنها أن تمنحه ما هو أكثر.