جدل بين الخبراء حول البرنامج الاقتصادى للسيسى

تباينت اراء الخبراء الاقتصاديين حول البرنامج الاقتصادى للمرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسى حيث وصف خبراء البرنامج بانه جيد فيما اكد فريق اخر أن البرنامج أغفل الأزمة الإقتصادية الراهنة وكيفية علاجها ، رغم وصفهم البرنامج بالطموح لكنه يحتاج الى مدى زمنى طويل لاسيما على صعيد تنفيذ مشروع ممرالتنمية الذى يحتاج الى نحو تريليون جنيه .
وقالت الخبيرة الاقتصادية بسنت فهمي ان مصر بحاجة ماسة لهذه الاصلاحات الاقتصادية التي اعلنها السيسي خلال برنامجه الانتخابي ،خاصة فيما يتعلق بانشاء مدن جديدة .
واشارت الى تأثر السيسي بأفكار كلا من الرئيس الراحل انور السادات و وزير الاسكان الاسبق حسب الله الكفراوي فيما يتعلق بتوسعة الرقعة السكنية من خلال المدن الجديدة .
ولفتت الى انه يتعين على السيسي الاهتمام بالبنية التحتية اولا قبل انشاء هذه المدن على راسها انشاء الطرق .
وقالت ان افكار السيسي الاقتصادية تمس المجتمع و رجل الشارع .
وفيما يتعلق بالاقتصاد قالت بسنت انه ينبغي على السيسي ايجاد مناخ مناسب للاستثمار وليس حوافز اقتصادية للمستثمرين معتبرة الحوافز مفسدة لكلا من المستثمر و المسئولين الحكوميين .
وطالبت المرشح الرئاسي بالحد من مستويات الفساد و تنشيط التمويل متناهي الصغر و فتح الباب امام دخول البنوك الكبرى للقطاع المصرفي المحلي وتنشيط الشراكة بين القطاعين العام والخاص ،وكذا اعادة النظر في قانون الصكوك لتوفير بدائل اخرى للتمويل .
وشددت على ضرورة اعادة النظر في السياسة النقدية التي ينتهجها البنك المركزي من خلال دعم المنتجات وليس دعم الجنيه في اسواق الصرف المحلية .
أما عمرو الجنايني –الخبير المصرفي- فقد اشار الى ان كل ما اعلنه السيسي مجرد عناوين لبرنامج اقتصادي كامل وشامل ،ويركز على مواطن الضعف في المجتمع المصري .
وقال الجنايني ان برنامج المرشح مرضي لطموحات الشعب المصري لانه واجههم بحقيقة وخطورة الموقف .
واضاف بان السيسي لديه خبراء من اهل الكفاءة يعملون ليل نهار من اجل اخراج مصر من النفق المظلم الذي تمر به حاليا .
من جانبه ،اكد مجدي طلبة –رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة والمفروشات باتحاد الصناعات – انه ينبغي على السيسي ان يعلن بكل شفافية كيف يستطيع خفض عجز الموازنة وخلال اي مدي زمني ،بالاضافة الى مواجهة المواطن بحقيقة تضخم الدين العام وبلوغه حجم غير مسبوق وكيف يستطيع خفضه .وقال طلبة انه يشعر بالشفقة على السيسي ويخشى عليه ممن حوله –دون ان يسميهم .واضاف بان السيسي لا يستطيع ان يحقق النمو المطلوب للنهوض بالاقتصاد من عثرته دون ان تعود الصناعة التي تعمل حاليا باقل من 50% من طاقتها الى العمل بكامل طاقتها .
وتابع :لابد ان يتخلص السيسي من البيروقراطية التي تواجه الصناعة على راسها التمويل وتكلفة التمويل و العنصر البشري .
وتساءل طلبة :كيف ل السيسي ان يشيد المدن الصناعية والحكومة لا تستطيع السيطرة على عمالها في شركات القطاع العام وتترك العمال يخربون الشركات ؟
وقال الدكتورحسن عودة خبيرإصلاح نظم المحاسبة والموازنات الحكومية ، أستاذ المحاسبة بالجامعة الألمانية ، إن ما أورده السيسى فى برنامج الإنتخابى على صعيد الإقتصاد والمالية فى لقاءاته التليفزيونية الأخيرة يعتمد على معلومات حكومية يفتقد بعضها الى الدقة حسب قوله ، حيث ذكر الدين بنحو 1.7 تريليون جنيه ، وهو ما يخالف الواقع ولا يتضمن أموال التأمينات الإجتماعية ، والدين الخارجى .
أضاف عودة : نحتاج الى أكثر من تريليون جنيه لتنفيذ خطط الإصلاح الهيكلى للبنية الأساسية ، وصيانة المرافق والمحطات ، وإستبدال بعضها ، وأشار الى ضرورة تحديد آليات التطبيق للبرنامج وفقا آجال زمنية واضحة ، مؤكدا أن البرنامج قابل للتحقق على مدى زمنى متوسط الأجل ، بشرط عودة العمل والإنتاج ، والإقتصاد الى النمو ، والموارد الى معدلاتها السابقة ، والإستثمارات الأجنبية كذلك ، بالاضافة الى إستمرار الدعم المالى الخليجي .
وأوضح أن البرنامج لم يتضمن إصلاح الجهاز الإدارى للدولة ،وسبل تحقيقه ،وتطوير الأفكار والموارد البشرية ،وتحديد مصادر التمويل لعلاج المشاكل .
من جانبه أكد الدكتور هشام إبراهيم أستاذ التمويل والإستثمار بجامعة القاهرة ، أن ما أورده السيسى يعد رؤية إستراتيجية ، تحتاج الى صياغتها ضمن برنامج واضح ومحدد بآجال زمنية يتم تقسيمها مرحليا ، مشيرا الى أنه لم يتطرق الى التحديات الإقتصادية الراهنة ، وإيجاد حلول واضحة وعاجلة ، خاصة للقضايا المحلة ومنها عجز الموازنة العامة ومعدلات النمو وتزايد البطالة والدين العام وتراجع الإستثمار ، وكيفية التمويل والتنفيذ خلال 4 سنوات مدة رئاسته بعد فوزه فى الإنتخابات .
أما الدكتور فخرى الفقى مساعد المدير السابق لصندوق النقد الدولى قال إن البرنامج الإنتخابى للمرشح الرئاسى المحتمل عبد الفتاح السيسى ، يحتاج الى فترة زمينة طويلة لتنفيذه ، ولم يوضح كيفية الخروج من الأزمة الإقتصادية الراهنة ، مؤكدا أن حديثه عن الخروج من الوادى الضيق ربما يحتاج الى 10 سنوات للتنفيذ ، بينما تبلغ مدة الرئاسة 4 سنوات ، فما هى الضمانات حتى يستكمل خلفه نفس الخطط .
أضاف الفقى : البرنامج طموح ، لكنه لم يلق الضوء على التحديات الإقتصادية الراهنة ، وكيفية تسريع وتيرة النمو ، وزيادة الإنتاج ، والإستثمار ، وحل المشاكل الحالية .