الاستيطان.. سرطان يلتهم الدولة الفلسطينية المرتقبة

يرتكز مخطط حكومات الاحتلال الإسرائيلى لتهويد مدينة القدس المحتلة على الاستيطان بجميع أشكاله من بؤر وتجمعات استيطانية، فضلاً عن مصادرة الأراضى والمنازل العربية ومنحها للمستوطنين.
والمستوطنات الإسرائيلية، أو كما يسميها الفلسطينيون «المُغتصبات»، عبارة عن تجمعات سكانية يهودية فى المناطق اليهودية التاريخية، وتشكل نسبة المستوطنين إلى الفلسطينيين فى الضفة الغربية حوالى 21 مستوطناً مقابل كل 100 فلسطينى، فى حين بلغت فى محافظة القدس حوالى 68 مستوطناً مقابل كل 100 فلسطينى.
ويقوض الاستيطان حلم الفلسطينيين بإقامة دولة، ويجعل تحقيق هذا الأمر من الناحية العملية «مستحيلاً» لانتشار المستوطنات فى قلب المناطق التابعة للسلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية، فضلاً عن السيطرة الإسرائيلية الكاملة على القدس الشرقية وبناء العديد من المستوطنات، فضلاً عن عمليات التهويد المستمرة.
فوجود الكتل الاستيطانية، وسياسة إسرائيل، يجعلان التجمعات السكانية الفلسطينية فى القدس والضفة مجرد مناطق معزولة عن بعضها البعض، مقابل تواصل استيطانى يهودى.
ومنذ 1993 بدأت إسرائيل رسم حدود مدينة القدس الكبرى (المتروبوليتان) فى إطار تهويد القدس، وتشمل أراضى تبلغ مساحتها 600 كيلومتر مربع أو ما يعادل 10% من مساحة الضفة الغربية، لإحكام السيطرة الكاملة على المدينة.
ويعد مشروع E1، الذى صادقت عليه الحكومة الإسرائيلية لأول مرة عام 1999، من أخطر المشاريع الاستيطانية التهويدية للقدس المحتلة وتواصلها مع الضفة الغربية.
ويستهدف المشروع مصادرة 12 ألف دونم من أراضى القدس والضفة الغربية، ويشكل عازلاً إسرائيلياً فى عمق الضفة ليفصل رام الله شمالاً عن بيت لحم جنوباً، ويفصل القدس الشرقية عن باقى الأراضى الفلسطينية، وتكمن خطورته فى أنه سيؤدى فى نهاية المطاف إلى حرمان القدس الشرقية من آخر المناطق المتبقية التى تكفل لها النمو والتطور الاقتصادى فى المستقبل، وعزلها عن الضفة الغربية.
ويبلغ عدد المستوطنات فى القدس ومحيطها 29 مستوطنة، منها 14 فى حدود المدينة، بما يضمن السيادة الإسرائيلية عليها وتقطيع أوصالها، ويعيش فى تلك المستوطنات نحو 300 ألف مستوطن، ومن أهمها كتلة غوش عتصيون تتكون من مستوطنات ألون شيجوت، كفار عتصيون، مجدال عوزا، نافى دانيال، جبعوت، بات عايس، روش تسوديم، بيتار عيليت، وكتلة معاليه أدوميم وتضم، معاليه أدوميم، علمون، جفعات بنيامين، ميشور أدوميم، ألون، وكتلة موديعين، بجانب مستوطنات جفعات زئيف، هارادام، وهارشموئيل، شمال غرب القدس، أما التجمعات الاستيطانية داخل الحدود الموسعة للقدس فتشمل الحى اليهودى ويقطنه 2800 مستوطن، ونيفى يعقوب شمالاً وبها نحو 20 ألف مستوطن، وراموت ويقطنها 37 ألفاً وجيلو جنوب غرب القدس وتلبيوت الشرقية وعطروت بجانب عشرات المستوطنات الأخرى.
ويبلغ عدد المستوطنات فى الضفة الغربية 144 مستوطنة يعيش فيها أكثر من نصف مليون مستوطن، ومنها 24 فى رام الله والبيرة، و19 فى الخليل، و17 فى منطقة الأغوار، و13 فى بيت لحم، و12 فى سفليت، و11 فى نابلس، و7 مستوطنات فى قلقيلية.