البورصة تخسر 15 مليار جنيه واتهامات ل«الإخوان» بالتلاعب في أسواق المال والصرف

هوت مؤشرات البورصة بنحو كبير بنهاية تعاملات جلسة التداول، على عكس توقعات المتعاملين بالسوق، وهبطت جماعيًا وسط بيع مكثف للأسهم من صناديق الاستثمار والمؤسسات المصرية، قابلها عمليات شراء انتقائية من الأفراد والأجانب.
وأنهى رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة تعاملاته، الخميس، على خسارة بلغت 15 مليار جنيه مسجلا 487.4 مليار جنيه، فيما بلغ حجم التداول الكلي بالسوق نحو 1.5 مليار.
وهبط المؤشر الرئيسي للبورصة «EGX30» بنسبة 2.7%، وتراجع أيضًا المؤشر الأوسع نطاقًا «EGX100» بنسبة 3.7%.
وهوت أكثر من 70 ورقة مالية إلى النسب القصوى للهبوط المسموح، فيما اختفت طلبات الشراء على أكثر من 45 ورقة مالية أغلبها من الأسهم الكبرى والقيادية.
وقال متعاملون بالبورصة، إن السوق كانت في انتظار توقعات مختلفة منها مواصلة الصعود القوي، تفاؤلًا بترشح السيسي للرئاسة، غير أن كل التوقعات خابت.
قال إيهاب سعيد، خبير أسواق المال، إن البورصة خالفت جميع التوقعات المحتملة حيث عصفت المبيعات المكثفة بالمؤشرات.
وأضاف أن الأسهم بدأت على ارتفاع قوي في الدقائق الأولى، وسط تفاؤل وابتهاج من قبل المستثمرين الأفراد بترشح السيسي للرئاسة، لكنهم فوجئوا بسيل من البيع من قبل الصناديق والمؤسسات أدى إلى ارتباك المشهد أمام المستثمرين.
وأوضح أن الأزمة لم تأت من قيام المؤسسات والصناديق المحلية بالبيع، لكن في سلوكهم في عمليات البيع، حيث غلب عليهم البيع العنيف والعشوائي وكأن الأمر يبدو أن لديهم رغبة وتعمدًا لهبوط السوق وأن البيع في حد ذاته ليس هو الهدف الأساسي، خاصة أنه كان يمكنهم البيع بأسعار أعلى من المستويات التي باعوا بها في حال اتباعهم الطرق المؤسسية في البيع التدريجي والتخارج من السوق دون خلق ارتباك.
وقال خبير اقتصادي، طلب عدم ذكر اسمه، إن هذا السلوك مارسه مستثمرون ورؤوس أموال من «الإخوان» أو مؤسسات مرتبطة بهم، بهدف خلق حالة تشاؤم تتزامن مع ترشح السيسي للرئاسة وتوصيل رسالة بوجود رأس مال قوي ومؤثر ل«الإخوان»، غير أنه قال إنه من المستحيل أن يكرروا هذا السلوك مجددًا.
وقال إن «الإخوان» يمارسون أيضًا ضغوطًا عبر أسواق الصرف، بهدف دفع قيمة الجنيه للهاوية لإحراج الحكومة.
وأشار محمد الحسيني، المحلل المالي، إلى أن السلوك الاستثماري للمؤسسات والصناديق يشير إلى وجود مخاوف لدى المتعاملين حول وجود معلومات غير معلنة حول الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها مصر ولا سيما في ظل تصريحات المشير السيسي بأنه لا يمتلك عصا سحرية لحل جميع الأزمات في وقت قصير.
وأكد أنه في حال فقدان الأفراد للثقة في السوق وخروجهم منه، ستكون هناك صعوبات كبيرة لإقناعهم بالعودة، خاصة أن هذه المرة الأوضاع السياسية والاقتصادية إيجابية ولا تدعو لما جرى.