شهدت البورصة المصرية أداء غير متوقعا مع إغلاق تعاملات اليوم، لتسجل مؤشراتها الرئيسية والثانوية هبوطا جماعيا وسط عمليات بيع مكثفة على الاسهم من صناديق الاستثمار والمؤسسات المصرية، قابلها عمليات شراء إنتقائية من جانب الافراد والمستثمرين الاجانب كبحت جماح الهبوط الحاد للمؤشرات. وأنهى رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة تعاملات اليوم على خسائر بلغت 15 مليار جنيه مسجلا 4ر487 مليار جنيه، بعدما كان قد سجل مكاسب بلغت 5 مليارات جنيه فى الدقائق الاولى من التعاملات، فيما بلغ حجم التداول الكلي بالسوق نحو 8ر1 مليار جنيه.
وسجل المؤشر الرئيسي للبورصة/إيجي إكس 30/ هبوطا بنسبة 7ر2 في المائة وهو ثاني أكبر هبوط يومي له منذ عزل الرئيس محمد مرسي وأكبر هبوط يومي في 2014 ليسجل 83ر8251 نقطة.
وهبط مؤشر الاسهم الصغيرة والمتوسطة /إيجي إكس 70/ بنسبة 35ر4 في المائة ليغلق عند 1ر627 نقطة، وامتد الهبوط الحاد الى مؤشر /إيجي إكس 100/ الاوسع نطاقا ليخسر 72ر3 في المائة ليسجل 21ر1094 نقطة.
وقال وسطاء بالبورصة المصرية إن عدة سيناريوهات كانت تنتظر السوق اليوم، إما مواصلة الصعود القوي تفاؤلا بترشح المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة والذي كان ينتظر منذ فترة، وسيناريو خر كان يرجح كفة جني الارباح وظهور عمليات بيع تطبيقا لقاعدة الشراء على الاشاعة والبيع على الخبر.
يقول الخبير الاقتصادي عمر عبد الفتاح، إن أداء البورصة المصرية اليوم غير متوقعا بأي شكل من الاشكال، حتى لو غلبت نظرية جني الارباح لا يجب ان يكون بهذا الشكل العنيف.
وأضاف أن الاسهم بدأت على إرتفاع قوي في الدقائق الاولى وسط تفاؤل وإبتهاج من قبل المستثمرين الافراد بترشح المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة، ما أدى إلى مكاسب قوية للبورصة اقتربت من 5 مليارات جنيه، لكنهم فوجئوا بعد نصف ساعة بسيل من البيع من قبل الصناديق والمؤسسات المصرية أدى إلى إرتباك المشهد أمام المستثمرين.
وأوضح أن الازمة لم تأتي من قيام المؤسسات والصناديق المحلية بالبيع، لكن في سلوكهم في عمليات البيع، حيث غلب عليهم البيع العنيف والعشوائي وكأن الامر يبدو أن لديهم رغبة وتعمد لهبوط السوق وأن البيع في حد ذاته ليس هو الهدف الاساسي خاصة أنه كان يمكنهم البيع بأسعار أعلى من المستويات التي باعوها بها في حال إتباعهم الطرق المؤسسية في البيع التدريجي والتخارج من السوق دون خلق إرتباك.
وسجلت الصناديق والمؤسسات مبيعات إجمالية بلغت 520 مليون جنيه مقابل صافي شراء بلغ 366 مليون جنيه، فيما اتجهت تعاملات الاجانب والافراد المصريين والعرب نحو الشراء.
وسجلت أكثر من 70 ورقة مالية النسب القصوى للهبوط المسموح بها البالغة 10 في المائة، فيما تلاشت طلبات الشراء من شاشات التداول على أكثر من 45 ورقة مالية أغلبها من الاسهم الكبرى والقيادية.
ووصف عبد الفتاح سلوك المؤسسات وصناديق الاستثمار المصرية بالسلوك المضاربي في التعامل بالبورصة وليس السلوك المحترف، مشيرا فى ذلك إلى سلوك المستثمرين الاجانب الذين يدخلون ويخرجون من السوق دون الشعور بهم.
وقال إن سلوك المؤسسات وصناديق الاستثمار اليوم خلق شكا لدى شرائح كبيرة من المستثمرين في وجود معلومات داخلية لديهم بأن الاوضاع الاقتصادية ربما تكون أسوأ مما يتوقع البعض، وهو ما يدفعها للبيع بهذه الطريقة، مؤكدا ان السلوك البيعي لها اليوم ليس سلوك بيعي لجني الارباح وإنما هدفه هدم السوق وجعله يتخذ إتجاها هبوطيا أكثر حدة.
وأضاف أن هناك دور أكبر للمؤسسات وصناديق الاستثمار تلعبه فى الاسواق أكبر من تحقيق الربح، وهو الدور الاقتصادي لقدرتهم المالية الكبيرة حيث يقومون في أغلب الأسواق المتقدمة بدور صناع السوق وليس المضاربين فيه مثلما هو الحال فى مصر.
وأكد أنه فى حال فقدان الافراد للثقة فى السوق وخروجهم منه، سيكون هناك صعوبات كبيرة لإقناعهم بالعودة خاصة أن هذه المرة الاوضاع السياسية والاقتصادية إيجابية ولا تدعو لما جرى اليوم، مؤكدا أن الرسالة باتت سلبية لشرائح المستثمرين الذين كانوا يرغبون فى دخول البورصة.
ويقول محمد عسران رئيس مجلس إدارة شركة إيفا لتداول الاوراق المالية، إن أداء البورصة اليوم جعل فرحةمستثمرى البورصه بترشح المشير السيسى للرئاسة لم تكتمل بعد الهبوط الحاد وغير المتوقع للأسهم لضغط مبيعات المؤسسات المصرية والتى تحركت بصوره بيعيه غير متوقعة.
وأضاف أن الاسهم فقدت خلال جلسة اليوم فقط مكاسبها على مدار الاسابيع الماضية دفعة واحدة، إلا أنه توقع فى الوقت نفسه أن تشهد البورصة الاسبوع المقبل تماسكا أكبر مع إعادة بناء المراكز المالية للمحافظ وصناديق الاستثمار والمؤسسات.
ويرى محمد الصهرجتي عضو مجلس إدارة شركة الرشاد لإدارة صناديق الاستثمار إن مبيعات الصناديق والمؤسسات اليوم تعد طبيعية في إطار عمليات جني الارباح، مشيرا إلى أن الصناديق كانت تنتظر إعلان المشير السيسي الترشح لتتمكن من بيع أجزاء من محافظها بعدما حققت مكاسب تراوحت ما بين 50 و60 في المائة في أشهر قليلة وزاد المؤشر من 5 الاف نقطة إلى 8500 نقطة دفعة واحدة.
وأشار إلى أنه لاول مرة في السنوات الاربع الاخيرة تحقق الصناديق والمؤسسات نسبة في الارباح مثل هذه النسبة وهو ما دفعهم للبيع، مؤكدا على أن الاتجاه الرئيسي للبورصة يظل الصعود على المديين المتوسط وطويل الأجل.