في الخامس من مارس عام 1891، وفي قرية القريّا في محافظة السويداء بسوريا، ولد سلطان باشا الأطرش، سليل عائلة الأطرش الدرزية الشهيرة. أدى سلطان باشا الأطرش الخدمة العسكرية في رومانيا، وبعد عودته اتصل بالحركات العربية فصارت «القرياّ» معقلا للمناضلين الملتحقين بالثورة العربية في العقبة، وكان في طليعة الثوار الذين دخلوا دمشق سنة 1918، ورفع العلم العربي فوق مبنى البلدية بدمشق. منحه الملك فيصل الأول، لشجاعته لقب «أمير» عام 1916، وقد عرض الفرنسيون عليه الاستقلال في حكم الجبل وتأسيس بلد مستقل في محافظة السويداء فرفض، كما عارض سلطان إنشاء الدولة الدرزية عام 1921. في السابع من يوليو 1922 اعتقل الفرنسيون أدهم خنجر، وهو لبناني احتمى بدار سلطان الأطرش هرباً من الفرنسيين، فقام سلطان على رأس قوة من رجاله بالاشتباك مع الفرنسيين في معركة «تل الحديد 1922»، التي انتصر فيها وأسر جنود فرنسيين، ووافق الفرنسيون على إطلاق سراح أدهم خنجر مقابل إطلاق أسراهم، ولكنها أعدمت أدهم ودمرت منزل سلطان الأطرش. لجأ سلطان باشا الأطرش هو والثوار إلى الأردن وعادوا بعد سنتين إلى الجبل إلى أن انطلقت الثورة من جبل الدروز حيث شملت سوريا كلها وجزءًا من لبنان، ثم جاءت معركة الكفر حيث هاجم الثوار «صلخد» في 20 يوليو 1925، وأحرقوا دار البعثة الفرنسية فانطلقت في اليوم نفسه حملة فرنسية إلى الكفر وتمركزت حول نبعها. أرسل سلطان إلى نورمان مبعوثاً لينصحه بالانسحاب فأجابه بالرفض وتم تهديد سلطان الأطرش باعتقاله هو وأعوانه، فقام بهجوم خاطف على الفرنسيين ولم تمر أكثر من نصف ساعة حتى دخل الثوار بين الفرنسيين وقتل نورمان قائد الحملة. في 23 أغسطس عام 1925 أعلن سلطان باشا الأطرش الثورة رسمياً ضد الفرنسيين، فانضمت دمشق وحمص وحماة ونواحيها إلى الثورة، قاد الأطرش العديد من المعارك الناجحة ضد الفرنسيين، كان منها معركة الكفر والمزرعة ومعارك الإقليم الكبرى، ومعركة صلخد والسويداء وغيرها. عرض الفرنسيون على سلطان باشا الأطرش الاستقلال بالجبل وتشكيل دولة مستقلة يكون هو زعيمها مقابل وقف الثورة لكنه رفض بشدة مصراً على وحدة سوريا. عاد سلطان باشا الأطرش إلى سوريا في 18مايو 1937 بعد توقيع المعاهدة السورية الفرنسية عام 1936 واستقبل استقبالاً شعبياً هائلاً، وقد أجبرت هذه الثورة فرنسا على إعادة توحيد سوريا بعد أن قسمتها إلى أربع دويلات هي «دمشق وحلب وجبل العلويين وجبل الدروز». تفرغ سلطان باشا الأطرش في أواخر حياته للنشاط التنموي والاجتماعي إلى أن توفى زي النهاردة في26 مارس 1982، وحضر جنازته أكثر من مليون شخص.