«رويترز»: السيسي يحظى بإعجاب كثير من المصريين ويواجه «مهمة ضخمة»

نشرت وكالة أنباء «رويترز» تحليلًا إخباريًا، الخميس، تتحدث خلاله عن وزير الدفاع المستقيل، عبدالفتاح السيسي، لافتة إلى أن كثير من المصريين يعتبرونه «بطلًا لكنه يواجه مهمة ضخمة».
وذكرت «رويترز» أن السيسي من المتوقع أن يفوز بسهولة في سباق الانتخابات الرئاسية، وقالت إنه «يحظى بإعجاب شديد لدى كثيرين من المصريين، الذين يعتبرونه بطلًا بعد أن أطاح في يوليو بأول رئيس منتخب في انتخابات حرة في مصر».
وأضافت: «ينظر أنصار السيسي إليه كمنقذ يستطيع إنهاء الاضطراب السياسي، الذي يلازم مصر منذ أن أنهت انتفاضة شعبية في 2011 حكم حسني مبارك، الذي استمر 3 عقود».
وتابعت: «إذا انتخب السيسي رئيسًا لمصر فإنه سيصبح الأحدث في سلسلة حكام جاءوا من الجيش، وهو مسار انقطع لعام واحد أثناء رئاسة مرسي».
وأشارت إلى أنه «يخشى منتقدو السيسي أن يصبح زعيمًا مستبدًا آخر يحافظ على مصالح الجيش والمؤسسة الحاكمة، التي تعود إلى حقبة مبارك ويبدد الآمال في الديمقراطية والإصلاح والعدالة الاجتماعية، التي انتعشت بعد احتجاجات الشباب، التي أطاحت بمبارك وإن لم تطح بنظامه».
ومضت قائلة: «أثار السيسي توقعات وتطلعات وصلت إلى عنان السماء، لكنه لم يقدم حلولًا مفصلة لمشاكل الفقر ونقص إمدادات الطاقة والبطالة، التي تثقل كاهل معظم سكان مصر».
واستطردت: «لم يقض على حملة من أعمال العنف والتفجيرات يقودها إسلاميون متشددون في سيناء اتسع نطاقها منذ عزل مرسي، ويثير ذلك احتمال أن تسقط الهالة المحيطة بالسيسي في بلد بلغت فيه احتجاجات الشوارع حدًا لم تشهده البلاد في عهد مبارك وساعدت في خلع رئيسين في 3 سنوات».
كما أشارت «رويترز» إلى أن العالم «لم يكن يعرف الكثير عن السيسي قبل ظهوره على شاشة التلفزيون في 3 يوليو الماضي ليعلن إزاحة مرسي بعد مظاهرات حاشدة طالبت باستقالته وتعطيل العمل بالدستور والاستعداد لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة».
وقالت: «لم يظهر السيسي كثيرا أثناء شغله منصب مدير المخابرات الحربية أثناء حكم مبارك»، مضيفة أن مرسي «عين السيسي قائدًا للجيش ووزيرا للدفاع في أغسطس 2012 بتقديرات خاطئة بأن الجيش سيدع الإخوان المسلمين ينفذون برنامجه الإسلامي مادام أنه سيحتفظ بامتيازاته الضخمة».
وقالت: «ربما تأثر مرسي بسمعة السيسي كمسلم ورع، وقال بعض زعماء الإخوان إنه اعتاد الانضمام لهم في الصلاة وكان يبكي أثناء تلاوة آيات من القرآن، لكن آذان مرسي بدت صماء عن الاستياء في الشوارع، الذي بلغ ذروته بعدما انتزع سلطات كاسحة وسعى لتمرير دستور ذي صبغة إسلامية، وزادت حدة الاضطرابات بسبب اعتقاد بأن الاخوان فشلوا في إدارة الاقتصاد».
وذكرت أنه «بعدما اكتسبت حملة منسقة بعناية مناهضة لمرسي قوة دفع اختار السيسي اللحظة المناسبة وأمهل الرجل، الذي عينه وزيرًا، 48 ساعة ليستقيل وإلا واجه تحركًا عسكريًا، وبعدئذ أطاح بمرسي، الذي تحداه وساقه إلى السجن ليواجه في نهاية المطاف اتهامات يمكن أن تصل عقوبتها إلى الإعدام».
ولفتت إلى أن «المصريين، الذين أنهكتهم الاضطرابات، أشادوا بالسيسي حتى حين بدأت الحكومة الجديدة المدعومة من الجيش حملة شرسة لسحق جماعة الإخوان، وهي القوة السياسية الأفضل تنظيما في البلاد، التي فازت بكل الانتخابات الوطنية التي أجريت بعد سقوط مبارك»، حسب تعبير «رويترز».
وأضافت: «قتلت قوات الأمن المئات من أنصار مرسي في الشوارع في أغسطس الماضي، في أكثر الاضطرابات الأهلية دموية في تاريخ مصر الحديث، وسجنت السلطات زعماء الإخوان المسلمين، التي أعلنتها الحكومة لاحقًا جماعة إرهابية رغم نبذها العنف قبل عقود، لكن عربة السيسي واصلت التقدم وازدانت الشوارع بصوره مرتديًا نظارة سوداء وقبعة عسكرية، وظهرت صوره أيضا على قمصان وقطع للشوكولاتة بل وعلى ملابس نسائية في بلد محافظ تسكنه غالبية مسلمة، ولم يظهر السيسي مقاومة للثناء المتواصل».
وتمضي معلقة: «يقول دبلوماسيون غربيون إن السيسي لم يتخذ إلا مؤخرًا ما يصفونه بالقرار المحفوف بالمخاطر بالترشح للرئاسة»، ناقلة عن دبلوماسي أوروبي كبير، لم تذكر اسمه: «قد يتحرك الجيش إذا ساءت الأمور وتلطخت صورته، ويمكن أن يكون سقوطه مفاجئًا وحادًا».
وأضافت: «قبل شهور من إطاحته بمرسي في 2013، أشار السيسي إلى أنه لن ينفذ انقلابًا عسكريًا على السلطة ناهيك عن الترشح للرئاسة رغم شكوكه في الإخوان، وقال: (مع كل التقدير لكل من يقول للجيش انزل الشارع.. لو حصل ده لن نتكلم عن تقدم مصر للأمام لمدة 30 أو 40 سنة».
وأكملت: «ظهرت تصدعات في قاعدة دعمه، فالنشطاء العلمانيون، الذين كانوا قد أيدوا تحرك الجيش انضموا للإسلاميين في انتقاد ما يبدو أنه كبت ممنهج للمعارضة، وجعلت الحكومة المؤقتة الخروج في مظاهرات دون تصريح جريمة تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد ويقول خصوم السيسي إن انتخابه سيشير إلى عودة إلى القمع، الذي شهدته مصر في الماضي».
واستعانت «رويترز» بقول جمال عيد، المحامي والناشط في مجال حقوق الإنسان، إنه «توجد مخاوف حقيقية لها أسبابها»، مضيفًا أن «الانتهاكات الحالية لحقوق الإنسان تثير كثيرًا من القلق بشأن حكم السيسي».
وتضيف: «لكن وسط خيبة الأمل الواسعة إزاء السياسيين والمحتجين يحظى السيسي بدعم من القوات المسلحة القوية ووزارة الداخلية وأيضا الكثير من السياسيين والمسؤولين السابقين في عهد مبارك، الذين يستعيدون مكانتهم الآن».
وقالت: «بعض المعجبين بالسيسي يشبهونه بالرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، البطل القومي صاحب المكانة الكبيرة، رغم أنه قاد مصر إلى هزيمة أمام إسرائيل في حرب 1967».
وتتابع: «يقول سكان في الحي الشعبي، الذي نشأ فيه السيسي، إنه أظهر في سنوات طفولته علامات على انضباط غير مألوف»، ناقلة عن شخص يدعى عاطف الزعبلاوي، عامل في مصنع للصباغة، قوله إنه «اعتاد أن يرى السيسي في الجمالية، ودائما كان يبدو أن لديه هدف فيما يبدو، لديه إرادة قوية».
وأضافت: «يقول الجيران إنه ينتمي لعائلة شديدة التدين، وقال ابن عمه، الذي يملك متجرًا للمشغولات اليدوية إن المشير يحفظ القرآن»، مضيفة: «شجع والد السيسي ابنه على العمل في متجره كل يوم بعد الدراسة، وعاش في شقة صغيرة على سطح منزل مملوك للعائلة في الحي الشعبي في وسط القاهرة».
ونقلت قول اللواء المتقاعد، سامح سيف اليزل، الذي التقى المرشح الأوفر حظًا عدة مرات، إن «السيسي، الذي يدرك حجم المشكلات، التي تواجهها مصر، قد يطلب من مواطنيه الصبر»، مضيفًا أنه «ليس لديه حل فوري لكل شيء، وأعتقد أنه سيقول للشعب.. عليكم أن تتحملوا معي، ونحن سنمر ببعض المعاناة».