قال نبيل فهمي وزير الخارجية، السبت، إن مصلحة مصر من مصلحة الدول العربية، والعكس صحيح، ولا تقبل أن يفرض عليها رأي أوأن يتم إغفالها، ولا تستطيع أن تفرض رأيها على الكل. وأكد وزير الخارجية، في حوار مع وكالة الأنباء الكويتية «كونا» نشر، السبت، فيما يتعلق بملف العلاقات «المصرية- الإيرانية»، أن «إيران لا تستطيع تجاهل الحراك المصري في الساحة العربية وكذلك لا نستطيع نحن»، موضحا أن «العلاقات العربية والخليجية مع إيران تمس مصالح مصر وتوتر تلك العلاقات يمس كذلك مصالحها وتجاهل هذه التوترات شيء غير متاح لنا لذا نأمل أن تتعامل إيران مع دول مجلس التعاون وفق التعاون وحسن الجوار»، مشيرًا إلى أن الحوار بين إيران ودول مجلس التعاون واجب وكذلك مع مصر ، لافتًا إلى أن «المناخ لذلك لم يتوفر حتى الآن ونريد أن يكون هدفا نتطلع إليه ليكون الحوار مجديا ومفيدا للأطراف جميعها». و حول العلاقات مع تركيا، قال «فهمي» إنه «لا توجد مشكلة بين مصر وتركيا، ولكن توجد مشكلة بالتحديد بين شخصيات معينة في تركيا وليس كل تركيا، كما أن من مصلحة مصر أن تكون الروابط بين البلدين جيدة، لكن الأمر لن يكون كذلك على المستوى الرسمي السياسي دون احترام الرأي المصري لاسيما أن الشعب المصري اتخذ قراره ويجب أن يتم احترام هذا القرار بغض النظر عما إذا كان ذلك يعجب هؤلاء في تركيا أم لا». وعن العلاقات المصرية الإثيوبية، شدد «فهمي» على أنه «لا حل لمشكلات مصر بشأن مياه النيل المرتبطة بإثيوبيا مرورا بالسودان دون تعاون بين البلدين، كما لا يمكن قبول المماطلة في التفاوض»، موضحا أن نسبة 95% من موارد المياه في مصر تعتمد على مياه النيل «ولو اضطررنا إلى تحلية المياه أو توفيرها يظل النيل هو المورد الأكبر للمياه في البلاد لذا لابد أن يكون الحل تعاوني ودون مماطلة». وأشار وزير الخارجية إلى أن «هناك صحوة مجتمعية داخل مصر في ظل وجود عناصر كثيرة استجدت على المجتمع المصري قد يراها البعض سلبية أهمها أن كل مواطن أصبح صاحب قرار ويريد تنفيذ طموحاته، ولا صبر لديه وكل ذلك يجعل إدارة العمل بالنسبة للمسؤولين أصعب لكن أكثر فاعلية وكفاءة، وكل هذا الفوران يخلق تحديات لتنفيذ ما يريده المواطن». وأضاف أنه «رغم كل التحديات والصعوبات، أرى أن صحوة المواطن المصري مفيدة وإيجابية في المجال الخارجي وفي مجال الحكم لأنه يجب أن يكون الحاكم على يقين بأن شعبه يريد منه النزاهة وأن الشعب يمكن أن يحاسبه وبالتالي يبدأ بمراجعة قراراته». وعلى الصعيد العربي، أكد نبيل فهمي أهمية القمة العربية التي تستضيفها دولة الكويت، الثلاثاء المقبل، في ظل خطورة المرحلة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والدول العربية وحساسيتها، قائلا إن «الأمة العربية تواجه تحديات كبيرة يصاحبها ظروف مضطربة وحساسة الأمر الذي يضع القمة العربية أمام مسؤولية كبيرة». وأوضح أن هناك عددا من القضايا التي ستكون مطروحة بقوة في القمة بشكل مباشر أو غير مباشر ومنها العروبة والاحتفاظ بالهوية العربية والإرهاب وكيفية التعامل مع التحديات والطموحات العربية وقضايا خاصة بتكوين المجتمع وأخرى يعاني منها المجتمع، مشيرا إلى أن القمة ستبحث في القضايا الإقليمية التي لم تحل ومنها قضية فلسطين والمسار الفلسطيني الإسرائيلي ومسار الحل المرتبط بالتوازنات الطائفية في سوريا والتوازنات الإقليمية بين العرب وغير العرب في الشرق الأوسط وتوازنات القوى العظمى ونجاح أو انهيار هذا المسار سينعكس على كل جيران سوريا. وعما إذا كان هناك تصور أو رؤية يمكن أن يقدمها وزراء الخارجية العرب لزعماء وقادة الدول العربية ليتم تفعيلها وحل الأزمات، شدد «فهمي» على ضرورة تعريف التحديات وتحديدها والالتزام والسعي لحلها ولو كنا قادرين على حل كل القضايا لن نقول إن القمة أمام تحديات ولكن لو تجاهلنا أيا من التحديات أو بعض القضايا المجتمعية سنكون عندئذ غير مسؤولين.