يلتقى الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن، نظيره الأمريكى باراك أوباما فى البيت الأبيض، اليوم، وسط تشاؤم من أن يسفر اللقاء عن تحقيق طفرة على صعيد مفاوضات السلام التى تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد أن صادق الكنيست على قانون جديد ينص على إجراء استفتاء عام قبل التنازل عن أى أراض تقع تحت السيادة الإسرائيلية، حال التوقيع على اتفاق سلام ولكنه لا يشمل إخلاء مستوطنات فى الضفة الغربية، بما يرهن مصير السلام بالشارع الإسرائيلى الذى تسيطر عليه أجواء التطرف والعنصرية، ويفرض المستوطنون أجندتهم على الجميع. وقال النائب عميرام متسناع، من حزب الحركة، الذى ترأسه وزيرة العدل الإسرائيلية، مسؤولة ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، تسيبى ليفنى، إنه لا يريد القانون، لأن عضو الكنيست ياريف ليفين اقترحه لتعقيد محاولات التوصل إلى اتفاق سلام مستقبلا، بل جعلها مستحيلة، على حد قوله. وتنتهى الشهر المقبل المهلة المحددة للتفاوض بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وتسعى واشنطن لإقناعهما بتمديد المباحثات داخل إطار عمل جديد. لكن التوقعات بحدوث تقدم وشيك ضعيفة فى ظل شروط رئيس الوزراء الإسرائيلى التى تهدم السلام والتى أكدها خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة وأهمها عدم وقف الاستيطان والمطالبة بإسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين والتأكيد على ضرورة اعتراف الفلسطينيين ب«يهودية إسرائيل». ويتزامن ذلك مع إعلان وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، أمام لجنة الخارجية التابعة للكونجرس الأمريكى، تحفظه على تمسك إسرائيل بمطالبة الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، موضحا أن «قضية يهودية الدولة حلت فى 1947 من خلال قرار الأممالمتحدة رقم 181 (حول تقسيم فلسطين). ورغم ذلك لم يسلم كيرى من هجوم إسرائيلى واسع على تصريحاته، بالشكل الذى بدأ فيه الحديث عن انهيار مساعيه للتوصل إلى اتفاق إطار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، رغم الجولات العديدة التى قام بها فى العالم العربى، حاول من خلالها الحصول على دعم عربى لفكرة الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية مع تعهد باحترام حقوق الأقلية العربية، لكن مساعيه فشلت فشلا ذريعا، بحسب موقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى. وتأكد الفشل الأمريكى بعد أن صوت وزراء خارجية الدول العربية فى اجتماع الجامعة العربية، مطلع الأسبوع الماضى، بالإجماع على رفض الاعتراف بأن إسرائيل دولة يهودية. ونقل موقع «والا» الإسرائيلى عن مسؤول فلسطينى، قوله إن رفض أبومازن «تكتيكى» وليس «جوهريا أو مبدئيا»، فى إشارة إلى أنه قد يلبى المطالب الإسرائيلية فى حالة حصوله على مقابل جيد، خاصة على صعيد ملفى القدس واللاجئين. ونقلت تقارير إسرائيلية عن مسؤول أمريكى كبير قوله: إن أوباما تعهد لنتنياهو بممارسة الضغوط على أبومازن لإقناعه باتخاذ قرارات صعبة.