«فيسك»: الغرب سيسمح لروسيا بالتهام جزءً من أوكرانيا

قال الكاتب البريطاني، روبرت فيسك، في مقال نشرته صحيفة «اندبندنت» البريطانية، الاثنين، إن قادة الغرب لا يستطيعون مواجهة حربا وشيكة، معتقدا أنه في النهاية سيسمح لروسيا بالتهام جزءً من أوكرانيا، موضحا أن الروسيين لا يأبهون بأية عقوبات قد تفرض عليهم.
وأوضح «فيسك» أنه لسبب ما، فإن الحربين العالميتين في القرن الماضي بدأتا في دول بعيدة عن بريطانيا، مراهنا على أنه في يناير 1914، لا يمكن أن تجد سراييفو على الخريطة، مضيفا أنه قبل ثلاثلة أسابيع من أزمة القرم، لم يكن معظم الناس يعرفون مكان سيمفيروبول على الخريطة، فوقعت الحرب العالمية الثانية لأن البريطانيين لم يقبلوا عقد صفقة ملتوية مثل تشيكوسلوفاكيا، وهى بلد بعيد لا يعرف اناس عنها شيئا.
وذكر «فيسك» أن ما يخشاه حقا، هو أنه لا يوجد وعى كامل بخطورة السماح بسقوط بولندا أو أوكرانيا، وأننا لا يمكن أن نسمح للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتهديد أوكرانيا، مثلما تركنا هتلر يغزو بولندا.
وأضاف أنه، بطبيعة الحال، «بوتين» ليس «هتلر»، وسيكون جيدا محاولة إخراج الحرب العالمية الثانية من مجرى دمنا، ليس أقلها لأن لدينا الحرب العالمية الأولى، التي وقف فيها الروس إلى جانبنا في الحرب الأخيرة وما قبلها، ولكن ما أدهشني، هو مشاهدة كل قادة الاتحاد الأوروبي يقولون في بروكسل، الأسبوع الماضي، أن هؤلاء الناس ليس لديهم خبرة الحرب، معتقدين أنهم بمجرد إلقائهم تهديداتهم، فإنه يمكنهم الذهاب إلى منازلهم، ناسيين الأزمة بطريقة أو بأخرى.
واعترف «فيسك» بأنه تأثر كثيرا بسبب إحدى عناوين صحيفة في بيروت، الأسبوع الماضي، وهو: «الحرب تلوح في الأفق...»، حسنا، دعونا لا نأمل ذلك.
وقال «فيسك» إن مصطلح «أزمة» أو «الحرب التي تلوح في الأفق» في أوكرانيا، هو في الأساس يمثل مصلحة كبيرة مصلحة كبيرة للرئيس السوري، بشار الأسد، الذي سيسعد كثيرا عند رؤية «بوتين» ينقذ حليفته أوكرانيا، كما فعل بحزم بالنسبة لسوريا، مشيرا إلى إرسال «الأسد» برقية باسم حكومته، ل«بوتين»، يعرب فيها عن تضامن سوريا مع جهود «بوتين» لاستعادة الأمن والاستقرار في أوكرانيا في مواجهة محاولات الانقلابات ضد الشرعية والديمقراطية لصالح الإرهابيين المتطرفين.
وأثني «الأسد» على نهج «بوتين» العقلاني المحب للسلام وسعيه لإقامة نظام عالمي يدعم الاستقرار وينهي الصراعات، وأشاد الأسد أيضا بالقيادة السياسية الحكيمة والالتزام بالشرعية الدولية على أساس القانون الذي يحكم العلاقات بين الدول والشعوب.
وأضاف «فيسك» أن «الأسد» أشاد ب«بوتين» قيادته السياسية الحكيمة، والتزامه بالشرعية الدولية على أساس القانون الذي يحكم العلاقات بين الدول والشعوب، موضحا أن «الأسد» يحب ما رآه في سيمفيروبول، على الرغم من أنه لاحظ عدم ذكره شيئا عن المخلوع فيكتور يانوكوفيتش.
وخلص إلى أن «الأسد» لم يهرب، و«بوتين» معجب بشدة من حقيقة أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، والرئيس الأمريكي، باراك أوباما بنفسه، ورئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، ورؤساء فرنسا، فرانسوا هولاند، ونيكولا ساركوزي، جميعهم قالوا قبل بضعة سنوات أن الأسد سيرحل، وأنه على وشك الرحيل، ولكن اتضح أن كل هذا كان خاطئا تماما.