«المصري اليوم» ترصد استجواب الشرطة لأهالي المتهمين الهاربين في «مذبحة كرداسة»

رصدت «المصري اليوم»، أماكن الملاحقات الأمنية التي استهدفت عناصر الإرهاب والخارجين على القانون، في مناطق كرداسة وناهيا والمجادلة، حيث تبين آثار تبادل إطلاق النيران على جدارن منازل بعض المطلوب ضبطهم وإحضارهم.
وأفادت مصادر أمنية بأن الحملة أسفرت عن القبض على 20 متورطًا في حرق قسم شرطة كرداسة والكنيسة، بينهم 4 قيادات تكفيرية، وضبطت 3 قطع سلاح و11 متهمًا جنائيًا.
والتقى محرر الصحيفة أحد المقبوض عليهم في الحملة الأمنية، الذي جرى استجوابه لقرابة ساعتين كاملتين، ثم قررت قوات الأمن إخلاء سبيل، في منزله الكائن بشارع المعهد الأزهري بنين بكرداسة، حيث أكد محمد أحمد حسين (27 سنة)، أن والده محبوس على ذمة قضية مذبحة قسم كرداسة، وأن شقيقه الأكبر حسين، مطلوب ضبطه وإحضاره على ذمة ذات القضية، وهارب خارج البلاد.
وعاينت «المصري اليوم»، جدران المنزل الذي تبين وجود آثار اطلاق رصاص آلي اخترق واجهاته بالدورين الأول والثاني، واصطحبنا الشاب العشريني إلى داخل منزله لرؤية آثار قيام قوات الأمن بتفتيش حجره نومه، مؤكدًا أن المداهمة تمت أثناء صلاة الفجر الثلاثاء.
وأشار محمد حسين، الحاصل على ليسانس حقوق جامعة القاهرة، إلى أن ترك عمله بمركز ومدنية كرداسة، بعد القبض على والده الذي اصطحبه للعمل معه فور تخرجه في الجامعة، وهو الآن بلا عمل، نتيجة ما جرى لأسرته، وتورط والده في قضية مذبحة كرداسة وهروب شقيقه، لافتًا إلى أنه لو كان متورطًا هو الآخر لما انتظر للبقاء في منزله وسط أهله دون خوف.
وروى محمد، أن قوات الأمن استجوبته عن شقيقه وتركوه فور تأكيده لهم أنه لا يعرف مكانه، مؤكدًا عدم التعدي عليه بالضرب، وأشاد بسماح قيادات سجن وادي النطرون لأسرته بزيارة والدهم الذي يتمتع بصحة جيدة على حد قوله.
من جانبها، قالت الحاجة عزيزة (65 سنة)، والدة أحمد محمد، الذي يعمل موظف بإحدى الشركات الخاصة بمدينة 6 أكتوبر، ومطلوب ضبطه وإحضاره في قضية حرق كنيسة الملاك ميخائيل، إن رجال القوات الخاصة الملثمين اقتحموا منزلهم وهدموا أحد جدرانه عند إلقاء القبض على نجلها، وأكدت عدم مشاركته في حادث حرق الكنيسة التي تبعد عن منزلهم بضعه خطوات قليلة، وأن خراطيم المياه خرجت من منزلهم لإطفاء الحرائق المشتعلة من داخل الكنيسة، وليس العكس.
وأضافت أن نجلها قدم خطابًا لقسم شرطة كرداسة يفيد بعدم تواجده عند اندلاع الأحداث التي شهدتها المنطقة، حيث كان في مقر عمله، ولم يشاهد أية أحداث عن قرب، وأثبت غيابه عن العمل ليوم واحد، وكان ذلك فور علمه بصدور قرار ضبطه وإحضاره على ذمة قضية حرق الكنيسة، مشيرة إلى أن نجلها يعولها وشقيقته العاجزة عن الحركة، ولم ينخرط مع أي من جماعات التطرف والإرهاب، وأكدت أن خدام الكنيسة يعرفون ابنها ومشهود له بحسن السلوك.
وقالت زوجة صالح جمال صالح، المطلوب ضبطه وإحضاره في قضية مذبحة قسم كرداسة، إنها لا تعرف مكان هروب زوجها، منذ مداهمة قوات الأمن مدينة كرداسة في المرة الأولى، وتعرضت لمعاملة سيئة نتيجة تعدي بعض رجال الأمن عليها، وأكدت أنهم ليس لديهم صلة بانصار جماعة الإخوان وحلفائهم المتواجدين في المدينة.
وقال محمد عبد الرحيم الشامي، إن قوات الأمن القت بالقبض على والده فجرالثلاثاء، دون أن يقترف ذنبا، عقب صدور قرار بضبطه وإحضاره على خلفية أحداث العنف، لافتًا إلى قيام والده بالخطابة في مسجد «الشامي» لبحث حال البلاد، لكنه لم يقتل ضباط كرداسة ولم يحرق الكنيسة على الإطلاق، حسب قوله.
وأشار أقارب عبد السلام بشندي، المتهم الرئيسي في مجزرة كرداسة، النائب الإخواني السابق عن دائرتي كرداسة وناهيا، إلى أنه لا يزال هاربًا ولم يعرفوا مكان اختفائه، حيث جرى استجواب زوجته فأكدت أنها لم تتلق منه أية اتصالات بعد المداهمة الأولى لقوات الأمن منذ قرابة 6 أشهر.