قبيل أيام من الذكرى الثانية لهجوم عصابة السكة الحديد على قرية «صنعاء» بالوادى الجديد في مارس من عام 2012 والذى أسفر عن مصرع إحدى فتيات القرية وأحداث العديد من الخسائر المادية، استيقظت قرية صنعاء على صوت انفجار ضخم هز أرجاء القرية وأسفر عن مصرع طفلين وغصابة ثالث بجروح خطيرة. كان اللواء محمد سمير مدير أمن الوادى الجديد تلقى بلاغًا بانفجار جسم غريب بمنزل مزارع بالقرية وعلى الفور انتقلت إلى القرية الأجهزة الأمنية والمخابرات العامة وأجهزة البحث الجنائي والمفرقعات والحماية المدنية والإسعاف، حيث أسفر الحادث عن مصرع طفلين هما، أحمد سعد أحمد، 10 سنوات، وابن عمه أحمد عدلي أحمد، 6 سنوات، بينما أصيب طفل ثالث، هو محمد محمود محمد، 4 سنوات. «المصرى اليوم» التقت والد الطفل القتيل الأول وصاحب المنزل سعد أحمد، 50 سنة، مزارع، حيث أكد أن طفله وابن عمه قررا ليلة السبت، اللعب بجسم غريب، إلا أنه نهرهما، وأمرهما بترك هذا الجسم خارج المنزل، إلا أنه فى صباح اليوم التالي، وبعد وجبة الفطار قام الأطفال الثلاثة بجلب الجسم الغريب مرة أخرى واللهو به في فناء المنزل المواجه للشارع وقاموا بالطرق عليه مما أدى إلى انفجاره وتحطيم سقف المنزل وإحدى الحجرات. ووصف صاحب المنزل الجسم الغريب قائلا إنه «جسم معدني وفي مقدمته شىء يشبه القمع» لافتًا إلى أن الانفجار حول جثي الطفلين إلى أشلاء. وأكد أحمد محمد خير، مساعد مفتش مفرقعات، أن المعاينة الأولية تؤكد الاشتباه في كون الجسم المنفجر عبارة عن دانة مدفع من مخلفات الحروب وأن طرق الأطفال عليها أدى إلى تسخينها وانفجارها وأن الموجة الانفجارية دمرت حجرة وسقف المنزل من الخارج وأشار إلى أن انفتاح فناء المنزل على الشارع أدى إلى تقليل الخسائر نظرًا لوجود الهواء المباشر على خلاف الخسائر التي كانت من الممكن أن تنجم من الانفجار حالة ما إذا كان حدث فى مكان مغلق. وأوضح محمود عبدالرحمن، عمدة قرية صنعاء أن أسرة الأطفال المتوفين حسنة السمعة ولا توجد لهم أية أنشطة إجرامية وأن القرية بكاملها استيقظت على صوت الانفجار، مشيرا إلى أنه تم وضع حراسة على المنزل من خفراء القرية لحين معاينة النيابة لمسرح الحادث. وأضاف سيد هاشم أحد أهالى القرية أن الانفجار سبب حالة من الهلع لدى كافة سكان القرية وخاصة الأطفال وأن العناية الإلهية أنقذت سكان القرية من كارثة محققة. وقام اللواء محمود خليفة محافظ الوادى الجديد بتفقد آثار الحادث وقرر صرف الإعانات العاجلة لأسر الضحيتين والمصاب مؤكدًا على ضرورة توعية المواطنين بسرعة الإبلاغ عن أية أجسام غريبة يتم العثور عليها. وعلمت «المصرى اليوم» من شهود عيان بالقرية أن دانة المدفع وكافة الأنشطة الإجرامية تقوم بها عصابة السكة الحديد حيث تواصل حاليا سرقة السكة الحديد وسط تهديدات الأهالى بالقتل لعدم إبلاغ الأجهزة الأمنية. وقامت أجهزة البحث الجنائي بالتحفظ على صاحب المنزل وبقايا وشظايا دانة المدفع لفحصها والوقوف على طبيعة الحادث.