أكد فؤاد بدراوى، سكرتير عام حزب الوفد، ترشحه لرئاسة الحزب، فى الانتخابات المقرر إجراؤها خلال شهر مايو المقبل،لافتا إلى احتمال التعجيل بها، نظرا لاستحقاقات خارطة الطريق، والتى ينبغى أن يتفرغ لها الحزب . وقال بدراوى أن قراره الترشح نهائى ولا رجعة فيه حتى لو قرر الدكتور السيد البدوى، الرئيس الحالى الترشح، مؤكدا أنه إذا تم تقديم موعد الانتخابات وأجريت الشهر المقبل سيكون هو الفائز، مشيرا إلى أن الانتخابات يكون بها كروت مكشوفة وأخرى مغطاه وأنه لم يكشف «كروته بعد». ولفت بدراوى إلى أن المنصب ليس هدفا فى حد ذاته وأن العطاء للحزب يكون فى أى موقع حتى ولو«أمسك مقشة وقام بتنظيف المقر»، موضحا أنه وضع برنامجا سيطرحه ويلتزم بتنفيذه يتضمن رؤية سياسية جديدة يحتاج إليها الحزب فى الوقت الحالى. وأشار بدراوى إلى أن «البدوى» قال له فى 2010 إنه لن يترشح مرة أخرى، وطالبه بالترشح، مؤكدا أنه متمسك بحقه فى هذا حاليا. بدراوى تحدث ل« المصرى اليوم» عن تفاصيل المعركة المقبلة، والظروف التى تحيط بها حال ترشح البدوى وتفاصيل أخرى فى الحوار التالى: ■ متى تجرى انتخابات رئاسة الوفد؟ - كما هو منصوص فى اللائحة الداخلية، تجرى الانتخابات كل 4 سنوات، وبالتالى تنتهى مدة الرئيس الحالى فى 2 يونيو القادم، ويجب التعجيل بها، من خلال إجراء مؤسسى يصدر من الحزب، بحيث تكون فى مارس مثلا، نظرا للاستحقاقات الأخرى على المستوى السياسى العام، وهى انتخابات رئاسة الجمهورية، ومجلس النواب، ومثل هذه الاستحقاقات تؤثر على الانتخابات الداخلية لرئاسة الحزب سواء كان بالتعجيل أو بالتأجيل، وإن كنا فى الوقت الحالى أميل إلى التعجيل. ■ ما إجراءات التعجيل التى تطالب بها؟ - هذه الإجراءات تقررها الهيئة العليا، ويتم استطلاع رأى الجمعية العمومية فى شأنها من خلال الاتصال التيلفونى أو بعقد الجمعية، أو من خلال استطلاع رأى اللجان العامة فى المحافظات، إضافة إلى قرار الهيئة العليا، ويتم على أساس هذا اختيار الموعد بحيث لا تكون فى نفس أيام الاستحقاقات الخاصة بخارطة الطريق. ■ لماذا قررت الترشح لرئاسة الوفد؟ - الترشح لرئاسة الحزب، حق لجميع الوفديين، والتنافس على الموقع يثرى العملية الديمقراطية، وسبق أن قدم الوفد نموذجا فى انتخابات الرئاسة الماضية، وكانت عرسا للديمقراطية، وكنت مرشحا على الرئاسة فى هذه الانتخابات منافساً لرئيس الحزب السابق الدكتور محمود أباظة، ووقتها أبدى لى الدكتور السيد البدوى رغبته فى الترشح، ولم يمثل لى هذا الأمر أى مشكلة لأننى أعتبرت أننا واحد، ولا فرق بيننا، وتنازلت، وكنت داعما ومساندا له، وخضت معه المعركة من أسوان إلى الإسكندرية، والآن أتخذت قرارا نهائيا لا رجعة فيه بالترشح على رئاسة الحزب لفترة 4 سنوات قادمة، ومن يتصور أن هذا يحدث انقسامات أو فرقة فهو بعيد تماما عن حقيقة الواقع، وأكدت للدكتور البدوى أكثر من مرة أننى سأترشح للرئاسة، ونحن على علاقة طيبة تماما ولا يوجد أى خلافات بيننا. ■ لماذا تنازلت للبدوى سريعا فى الانتخابات الماضية وساندته والآن تقرر الترشح ضده لو قرر دخول السباق؟ - المنصب ليس هدفا فى حد ذاته بالنسبة لى، وأنا مؤمن تماما بأن العطاء لحزب الوفد ممكن أن يكون فى أى موقع بصرف النظر عن المناصب، حتى ولو «أمسكت مقشة وقمت بتنظيف مقر الحزب»، وبالتالى أكون أعطيت الحزب بصرف النظر عن المنصب وهذا هو العطاء، ولذلك عندما أعلنت ترشحى فى 2010 وأبدى لى «البدوى» وقتها دعمه لقرارى فى الترشح، ثم جاء فى اجتماع آخر وأبدى رغبته فى الترشح تنازلت له على الفور. ■ قلت إن ترشحك نهائى ولن تتراجع فيه.. لماذا التأكيد بهذا الشكل؟ - لأن البعض قد يتصور ويظن أن ماحدث فى 2010 ممكن أن يتكرر، ولكن هذه المرة الوضع مختلف تماما، وقرارى نهائى ولن أرجع عنه مهما كانت الأسباب، لأن هذه كانت رغبتى منذ 4 سنوات، وكل مرحلة ولها طبيعتها، والمرحلة القادمة تحتاج للتغيير فى العمل الحزبى بشكل عام، وقمت بوضع برنامج سأطرحه، وألتزم بتنفيذه، يضع رؤية سياسية وفدية جديدة نحتاج إليها فى تقديرى، سواء على مستوى السياسة الداخلية للحزب أو السياسية العامة فى مصر، وسيكون لجريدة الوفد جزء كبير من التطوير فى برنامجى وسأوفر لها الدعم الكامل، وأنا أطمئن جميع العاملين بها، فالجريدة التى أسسها جدى فؤاد باشا سراج الدين، ومعه العملاق العظيم الراحل مصطفى شردى، لن تغلق أبدا، وسأسعى إلى أن تتبوأ هذه الجريدة مكانتها، من خلال برنامج سيحكم عملى وأؤكد للوفديين جميعا أننى سأكون خادما للحزب ولهم. ■ ما تقييمك لسياسات الحزب على المستوى الداخلى والخارجى خلال ال 4 سنوات الماضية؟ - فى أى مرحلة يكون هناك سلبيات وإيجابيات، وهذا أمر طبيعى، وأنا لا أحب الحديث عن السلبيات فى الإعلام، لأن هذا يؤثر بالسلب على الحزب ككيان أمام الرأى العام، ولذلك نناقشها داخليا، ويجب أن نعترف بأن المرحلة الماضية كانت من أصعب المراحل السياسية التى مرت على مصر. ■ إذا ترشح البدوى مرة أخرى هل يؤثر هذا على قرار ترشحك؟ -نهائيا، لن يؤثر فى أى شىء، وما أريد قوله هو أن «البدوى» نفسه سبق أن قال لى وقت تنازلى له عن الترشيح، «إن هذه المرة فقط هى التى سأترشح فيها ولن أترشح مرة أخرى، وفى المرة المقبلة تترشح أنت للرئاسة»، وأنا أتمسك بحقى فى هذا حاليا، لأنه عندما أبدى رغبته فى الترشح لم أجادله وتنازلت له فورا وقلت له أنا معاك وهو قال لى «أنت المرة اللى جاية اللى هتنزل الانتخابات». ■ هل تتوقع ترشح البدوى ضدك؟ - هذا قراره الشخصى، وبحكم علاقتى به، أعتقد أنه لن يمانع أو يضع أى عوائق أمام ترشحى. ■ هل تعتقد أن تكون المنافسة بينك وبين البدوى على نفس المستوى التى كانت عليه فى 2010؟ - لابد أن تكون أفضل، ويسود عليها الاحترام والحب بين الطرفين، وتأكد أننا سنكون حريصين تماما على أن نقدم النموذج للمرة الثانية لكيفية تداول السلطة داخل الوفد. ■ ألا ترى أن إمكانية نزول مرشح ثالث قوى يمكن أن يكسب فى ظل انقسام الأصوات بينك وبين البدوى؟ - فى المسائل الانتخابية هذا أمر وارد، ولكن حتى هذه اللحظة لم يظهر هذا المرشح. ■على مستوى التشكيلات الحزبية للوفد ماذا تم فيها؟ - تمت استعادة كل تشكيلات الحزب ولجانه فى المحافظات والمراكز، وبعضها شهد انتخابات مؤخرا، ولأول مرة يستطيع الحزب تكوين تشكيلات له على مستوى القرى فى الكثير من المحافظات. ■ وهل تغير تشكيل الجمعية العمومية؟ -نعم.. تغير تكوينها عما كانت عليه فى 2010، فقد كانت جمعية عمومية مؤقتة، والآن أصبح هناك لجان منتخبة فى المحافظات، والجمعية العمومية تتشكل من أعضاء الهيئة العليا وأعضاء مجلس الشعب السابقين والحاليين، وأعضاء الهيئات العامة فى المحافظات واللجان النوعية وهيئات مكاتب الشباب والمرأة على مستوى المحافظات. ■ فى انتخابات 2010 كانت الجمعية 2039 عضوا فكم تبلغ الآن؟ - العدد يزيد بكثير بعد الانتهاء من تشكيل عدد كبير من اللجان، ووصل من شهر مضى لنحو 2500 بعد تشكيل ما يقرب من 70% من اللجان، وقد يصل إلى أكثر من 3000 عضو بعد استكمال باقى التشكيلات، واللجان العامة منها ماتم انتخابه ومنها من تم تعيينه بشكل مؤقت بقرار من رئيس الحزب. - ألا تخشى وأنت السكرتير العام للحزب المسؤول عن تشكيلاته، أن تتهم بأنك قمت بتشكيل جمعية عمومية موالية لك؟ - هذا حديث يخالف أى واقع موجود لأن تشكيلات الحزب تمت بمنتهى الشفافية وتتم مراجعتها مع رئيس الحزب، وأنا لا أشكل لجانا على هوايا وإنما هناك نظام وإطار مؤسسى، فالأساس مصلحة الحزب وليس مصلحتى الخاصة، ومن لديه خلاف ذلك عليه أن يعلن هذا ويقدم ما لديه ويثبته، فالتشكيلات الحزبية تمت بلا أى توجيه. ■ جرت العادة فى الانتخابات أن يظهر كل مرشح أوجه القصور الموجودة فى المنافس فهل هذا يمكن أن يحدث بينك وبين «البدوى»؟ -لا أميل إلى ذلك، وحريص على ألا أتناول السلبيات أو أدخل فى مناظرة علنية يتم من خلالها نوع من النقد، لأننى أحاول الحفاظ على الشكل العام للوفد، وألا يستخدم خصوم الوفد هذه السلبيات ضدنا، ثم أن الوفديين يعلمون من هو فؤاد بدراوى والسيد البدوى فلمن أقدم المناظرة، فأنا لست مرشح على رئاسة الجمهورية، وكل طرف له وجهة نظره. ■ بحسابات العملية الانتخابية يمكن أن تحصل على كم من أصوات الجمعية العمومية؟ - بصدق لا أعلم على كام سأحصل من أصوات، ومن المؤكد أن الجمعية العمومية بتشكيلها الحالى سيكون منهم من يؤيد مرشح بعينه أو مرشح آخر، ومن الممكن بعد شهر أن أجيب على هذا السؤال بعد أن أقوم بجولات فى المحافظات. ■ لكنك لا ترغب فى خوض معركة خاسرة لذا لديك تقدير لما يمكن أن تحصل عليه من أصوات؟ - خضت انتخابات رئاسة الحزب ضد نعمان جمعة، الرئيس الأسبق للحزب، وأنا أعلم أننى خاسر المعركة، وكان هدفى هو إرساء مبدأ تداول السلطة، لكن الوضع الآن مختلف، ومن المؤكد أن قرار ترشحى ليس عشوائيا، وهناك أعضاء كثيرين يؤيدونى، وهناك من يطالبنى بخوض المعركة للنهاية، وهذا أمر طبيعى، وستكون معركة بها تنافس محترم، وقد بنيت قرارى بعد دراسة جيدة، وسأخوض الانتخابات للنهاية، وأنا عندى مبدأ، وهو ألا تقدم على معركة الانتخابات ألا بعد حسابات دقيقة، لأنه ليس من السهل أن تخسر معركة قبل أن تبدأ. ■ إذا أجريت الانتخابات الشهر المقبل هل تفوز؟ - بعون من الله وبثقة الوفديين سأكون رئيس الوفد، وفى الانتخابات يكون هناك «كروت مكشوفة وأخرى مغطاة»، وأنا لم أكشف كروتى بعد، ولا أحب أن أعلن عدد مؤيدينى سواء من الهيئة العليا أو من الوفديين، وأعمل فى الحزب منذ عام 1978 وكان عمرى وقتها 23 عاما، ووهبت عمرى كله للحزب، وحضرت جميع مؤتمراته وجمعياته العمومية، وكنت فى عام 1987 عضو هيئة عليا منتخب، وسكرتير عام مساعد للحزب، وحتى عام 2000 كنت السكرتير العام الفعلى فى ظل وجود إبراهيم باشا فرج السكرتير العام وقتها بحكم قامته وسنه، ولا يشغلنى أى شىء سوى الوفد. ■ هل يمكن أن يترشح الدكتور محمود أباظة فى الانتخابات المقبلة؟ - بحكم معرفتى به، فإنه لن يقدم على هذه الخطوة، ولن يترشح فى الانتخابات المقبلة. ■ نعلم أن حزب الوفد لديه وديعة كبيرة فى البنوك فهل قل حجمها عما كانت عليه فى 2010؟ -وديعة الحزب فى 2010 كانت تبلغ 67 مليون جنيه، ونتيجة الأزمة التى مرت بها الجريدة انخفضت هذه الودائع بنسبة كبيرة، ولكن لا أعلم المبلغ الحالى، وهناك فرق بين ودائع الحزب وودائع الجريدة، فودائع الحزب كما هى، ولكن ودائع الجريدة هى التى انخفضت بنسبة كبيرة بسبب زيادة الرواتب والنفقات الخاصة بها، ولا يوجد أى شبه فى هذا.