ذكرت وكالة «أسوشيتيد برس» الأمريكية أن مباحثات «جنيف 2» وصلت لطريق مسدود عقب 5 أيام من السجال المحتدم حول من يتحمل مسؤولية العنف المتزايد، ومستقبل الرئيس بشار الأسد، وفق تصريحات ممثلي الحكومة والمعارضة المشاركين في المباحثات. وأضافت أن المباحثات التي جرت، الجمعة، لم توضح مدى تمسك الأطراف المشاركة بالمباحثات ورغبتهم في استمرارها، ما جعل المباحثات على وشك الانهيار بعد شهر من بدأها، حيث التزم كلا الطرفين سياسة الباب المفتوح في المفاوضات، ولم يقدما قرارات حاسمة أو واضحة. وأشارت إلى ما جاء على لسان لؤي صافي، أحد ممثلي المعارض السورية، الذي قال «للأسف وصلنا إلى طريق مسدود، آمل أن نجد فيه منفذًا للخروج من الأزمة»، موضحًا أن «العداء» الذي تكنه الحكومة السورية للمعارضة تسبب في تصعيب المهمة. كما أشارت إلى تصريحات نائب وزير الخارجية السوري، فيصل مقداد، الذي أعرب عن أسفه من عدم جدوى المباحثات، قائلًا: «للأسف جئنا إلى جنيف لتنفيذ قرار سوريا المعلن، ومحاولة إيجاد حل لإنهاء الأزمة السياسية، ولكن الطرف الآخر كان حاضرًا بأجندة أخرى (غير واقعية). ولفتت إلى ما جاء على لسان مسؤول أمريكي، اشترط عدم الإفصاح عن اسمه، وقال أن «المباحثات كانت مجرد عرض لا طائل منه ولا فائدة»، ولكنه أخبر مراسلين أن الأطراف المشاركة لازال لديها طاقة «وافرة» لإيجاد حل سياسي، وأن كل المطلوب لإنجاز المباحثات هو بضعة أيام لإعادة تقييم الأمور والتفكير فيها من جديد. وأشارت إلى أن كل من الولاياتالمتحدةوروسيا شكلا معًا نموذجًا محاكيا لذلك الخاص بالحكومة السورية والمعارضة خلال المباحثات، حيث انخرط كلاهما في تبادل الاتهامات حول من المتسبب في تأزم المباحثات، بما يضيف إلى حالة الاستقطاب والحرب التي أودت بحياة 140 ألف مواطن سوري، وهجرت الملايين، ودمرت بلد بأكمله، ولازال رحاها يدور مهددًا بإشعال حرب دينية في الشرق الأوسط بأكمله. وأضافت أن كلا الطرفين، الولاياتالمتحدةوروسيا، حافظا على استمرار المباحثات لعلمهم بأنها الخيار الوحيد المتاح على الطاولة، على الأقل في الفترة الحالية. وأوضحت أنه بالنسبة للولايات المتحدة، فإن تراجعها عن القرار العسكري، درءً للمخاطر المحتملة التي قد تنجم عنه، برغم لجوء نظام «الأسد» لاستخدام الأسلحة الكيماوية، يجعل إدارة الرئيس باراك أوباما بصدد خيار واحد، ألا وهو متابعة المسار الدبلوماسي لإنهاء المذبحة الحاصلة في سوريا. وأوضحت الصحيفة أن تبادل الاتهامات الذي شهدته «جنيف 2» يعكس مدى صعوبة، التوصل لحل سياسي لإنهاء الأزمة السورية، كما يعكس تصارع المصالح الحاصل خارج الحدود السورية، بين الرعاة الدوليين المتنافسين، الولاياتالمتحدةوروسيا. وأضافت أنه فيما اتهمت روسياالولاياتالمتحدة بأنها أتت إلى المباحثات لتحقيق هدف وحدي هو «تغير النظام» اتهمها الولاياتالمتحدةروسيا بالتراجع عن التزاماتها وما تعهدت به من قبل. وأشارت إلى ما صرح به مسؤولون بالأممالمتحدة، وآخر أمريكيين، والذين اعتبروا أن الإتيان بطرفا الصراع السوري في غرفة واحدة يعد في حد ذاته «انتصار» واعتبرت «جارديان» أن أزمة مباحثات «جنيف 2» تكمن في اختلاف تفسير الأطراف السورية المشاركة، للمباحثات، والهدف منها، ففيما وافق التحالف المعارض المدعوم من الغرب الحضور إلى المباحثات شريطة أن يكون التركيز فيها على إنهاء حكم «الأسد»، وتشكيل حكومة مؤقتة، كان تركيز ممثلي الحكومة السورية في المباحثات على التخلص من الإرهاب قبل أي شئ، وبدلًا من محاولة الوصول لحل داخل الغرف المغلقة، تبادل الطرفان الاتهامات علنًا. وأشارت إلى أن كلا الطرفين خفف من حدة خطابه خلال الأيام القليلة الماضية، حيث قدمت المعارضة ل «أخضر الإبراهيمي» مبعوث الأممالمتحدة، مسودة توضح رؤيتها لسوريا ما بعد الحرب، والتي لم يرد بها أي ذكر ل «الأسد» في إشارة إلى تجاهلها لمطلب عكفت طويلًا على المطالبة به، وهو تنحي الأسد ومثوله للمحاكمة، فيما أعربت الحكومة عن استعدادها لمباحثة تشكيل حكومة انتقالية في الوقت المناسب. وأوضحت أن المعارضة ، التي لا تحظى بسيطرة قوية على مختلف الفرق الثورية في سوريا، تجد نفسها على الجانب الآخر، تحت وطاة ضغوط تفرض عليها الرجوع إلى سوريا باتفاق مبرم، بدلًا من بقاء «الأسد» محكمًا قبضته على سوريا في ظل «حرب استنزاف» طاحنة.