المرض في إعلان دواء.. (تحقيق استقصائي)

المريض مثل المشرف على الغرق تماماً، كلاهما يبحث عن «قشة» للنجاة، لكن المريض يزيد عن المشرف على الغرق فى أنه لا يتوقف عن البحث عن دواء لعلته، يبحث عنه فى دهاليز المستشفيات، وعيادات الأطباء ومراكز التحاليل والأشعة، لا يتوقف عن بذل الغالى والنفيس أملاً فى يوم يستريح فيه من آلامه، وحتى إذا فقد الأمل فى أن يكون علاجه على أيدى الأطباء، لا يتوقف عن الاستجابة للنصائح والوصفات الشعبية، وتجارب المرضى السابقين، وربما تدفعه الرغبة فى الشفاء إلى أن يلهث وراء الدجالين والمشعوذين، ويقع فريسة للنصابين باسم العلاج الروحانى، أو العلاج بالقرآن ومن فى حكمهم، خاصة إذا كان هذا المرض هو العقم، والرغبة الإنسانية الملحة، والاجتماعية أيضاً فى الإنجاب، أو إذا كان من الأمراض الخطيرة، ومنها الفيروس الكبدى الوبائى.
الضحايا يتحدثون
أحد ضحايا الأدوية يتحدث ل «المصرى اليوم»
يضحون بكل «المال» من أجل «البنون»، لا يدخرون جهداً أو يبخلون على أنفسهم، من أجل تحقيق حلم الإنجاب، كذلك المصابون بالفيروسات الكبدية الوبائية التى انتشرت مؤخراً، ولأن هناك أدوية فاسدة ولا تحقق الشفاء المأمول- كما أثبتت التحاليل- فبالضرورة لابد أن يكون هناك ضحايا لهذه الأدوية، حتى ولو اقتصر الضرر على مجرد الخسارة المادية المتمثلة فى ثمن الدواء، وصولاً إلى أكثر درجات التضرر، المتمثلة فى حدوث آثار جانبية.المزيد
وهم اسمه «الدواء الأخضر»
سعيد حساسين
«الدواء الأخضر».. اسم البرنامج الذى يقدمه الصيدلى سعيد سعد سعيد خميس، الشهير ب«سعيد حساسين».
«حساسين» يقدم برنامج «الدواء الأخضر»، الذى يعرض على عدة قنوات، أبرزها «قناة الضياء» التى يمتلكها هو و2 من أقاربه وهما: عادل سعد سعيد خميس ومحمود سعد سعيد خميس، والتى تبث من شركة الضياء للإنتاج الإعلامى، والتى يمتلكها هو أيضا، بحسب ما صرح به رئيس مجلس إدارة المنطقة الحرة الإعلامية ونائب رئيس الهيئة للاستثمار لشؤون المناطق الحرة السابق عبدالمنعم الألفى.المزيد
70 يوماً فى رحلة «التحليل».. والنتائج: فطريات وحشرات ومكونات مجهولة
صورة ضوئية من نتائج العينات
رحلة طويلة بدأت من منتصف نوفمبر الماضى، قضتها «المصرى اليوم» فى أروقة وزارة الصحة، والهيئات التابعة لها، ونقابة الصيادلة، وغيرها، لتحليل عينات من الأدوية التى تم شراؤها عن طريق إعلانات تليفزيونية، وهى «منقوع باما العشبى»، «أعشاب مرمرة لعلاج تليف الكبد وفيروس سى»، و«فيجور VIGOR لعلاج الضعف الجنسى»، و«مربى لعلاج النحافة»، و«حبة البركة»، و«شاى صوفى»، لكن كل المحاولات باءت بالفشل بسبب الإجراءات الروتينية المعقدة المتبعة فى تحليل مستحضرات طبية، تصنف فى الوزارة على أنها مجهولة المصدر.المزيد
إعلانات الأدوية.. مسؤولية ضائعة وعقوبة ضعيفة
رئيس نايل سات
كشفت رحلة تنفيذ هذا التحقيق عن وجود العديد من الوزارات والهيئات التى تدخل الأدوية، والإعلان عنها، ومكافحة مجهول المصدر منها، فى اختصاصاتها، وعن وجود عشرات القوانين المنظمة لهذه العملية، نتيجة اختلاف الهيئات، وتبين ل«المصرى اليوم» أن كل ما يتعلق بالأدوية يدخل فى اختصاصات عدة جهات تحدثنا إلى كل منها.
وزارة الصحة: «الاستثمار» هى المسؤولة وأدوية الإعلانات لا تخصنا لأنها غير مرخصة
أكدت وزارة الصحة فى خطاب رسمى أرسلته ل«المصرى اليوم»، ممهوراً بتوقيع الدكتور أحمد صلاح الدين كامل، المستشار الإعلامى للوزارة، أن مسؤولية الإعلانات التى تذاع على القنوات الفضائية تقع على عاتق الهيئة العامة للاستثمار، وأن الوزارة ليست مسؤولة إلا عن العقاقير التى ترد إليها لتسجيلها وفحصها من خلال اللجنة الفنية بالإدارة المركزية للشؤون الصيدلية.المزيد