«فحم المصانع» يشعل أزمة بين وزراتي «الصناعة» و«البيئة»

زادت حدة الخلافات بين وزارتي الصناعة والبيئة حول إمكانية استخدام الفحم كوقود بديل، في ظل معاناة المصانع من عدم توافر الطاقة وانقطاعات الكهرباء المستمرة لنقص الوقود لتشغيل المحطات.
واعترضت وزارة البيئة على هذا الاختيار، لما يحيط به من مخاطر، مؤكدة أن الدول الأوروبية وأمريكا أصبحت لديها خطة زمنية قريبة للتخلص من الفحم، لما ثبت من أضراره الجسيمة على المجتمع.
قال محمد حنفي، مدير عام غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، إن استخدام الفحم يسهم في توفير الطاقة لمصانع الأسمنت، وتشغيل محطات الكهرباء كبديل مناسب، في ظل معاناة مصانع الأسمنت من عدم توفير الغاز لتشغيلها، ولتراجع مصادر الطاقة المحلية، ما أثر سلبا على مجتمع الصناعة.
وأوضح أن عددًا كبيرًا من مصانع الأسمنت حول العالم يعمل بالفحم، فضلا عن أن 40% من محطات الكهرباء تدار باستخدام الفحم، وأن هناك تكنولوجيا تسمح بتفادي مخاطر الفحم مستخدمة في المصانع.
وأكد أن قطاع الأسمنت في مصر أبدى رغبته في التحول إلى الفحم، واستعداده استخدام التكنولوجيا المتطورة، ما يساهم في تشغيل المصانع دون الإضرار بالبيئة، إلا أن وزارة البيئة ليس لديها استعداد للتجاوب.
وحذر «حنفى» من عدم إمكانية تشغيل محطات الكهرباء، المقررة إقامتها على مدى السنوات المقبلة، ما لم يتوافر لها الوقود اللازم، في ظل تراجع المتاح من الغاز، وأكد مجدي غازي، نائب رئيس هيئة التنمية الصناعية بوزارة الصناعة، أن هناك ضوابط تحكم استخدام مصانع الفحم، وأن وزارة البيئة عليها تحديد هذه الضوابط، وعقوبة المخالفين لها.
وأشار إلى توافر جانب كبير من البنية الأساسية اللازمة لاستخدام الفحم، وأهمها الموانئ، موضحا أن موانئ البحر الأحمر وسفاجا والغردقة يمكنها أن تستقبل شحنات الفحم.
وأوضح أن استخدامات الفحم لن تقتصر على تشغيل المصانع، فيمكن أن يسهم في تحلية مياه البحر، مؤكدا أن مشاكل الفحم تتمثل في أن الوحدة الحرارية المولدة من الفحم أقل من الغاز، لكن بالقياس للتكلفة فاستخدام الفحم هو الأقل.
وقال سمير الموافي، مستشار وزيرة البيئة، إن أمريكا وأوروبا أصبحت لديهما خطط زمنية للتخلص من استخدام الفحم عام 2040، موضحًا أن أحدث الدراسات الأمريكية قدرت الخسائر الاجتماعية لاستخدامه بنحو 345 مليار دولار، فيما تراوح معدل الوفيات نتيجة الفحم بين 15 و35 ألف مواطن سنويا.
وأوضح أن نتائج الدراسة دفعتهم إلى وضع خطة لوقف استخدام الفحم بحلول 2040، باستخدام 4 بدائل وهي الطاقة الشمسية والرياح والغاز الطبيعي والطاقة النووية، بينما قلصت أوروبا خطتها لتتم بحلول 2025، بينما أوقفت ألمانيا استخدام الوقود الأحفوري، واتجهت إلى الطاقة الجديدة.
وقال «الموافي» إنه لو تم التوافق على استخدام الفحم، فهذا القرار يحتاج تطبيقه 8 سنوات، لتأهيل البنية الأساسية، واختتم بأن الطاقة الشمسية أفضل لنا.