فى الجناح الفندقى بالطابق الرابع بمستشفى بنى سويف العام، يرقد أمين الشرطة مصطفى عليان، أمين الشرطة المصاب فى الاعتداء الإرهابى على كمين «صفط - ميدوم» الأمنى ببنى سويف، حيث أصيب بطلق نارى نافذ فى فخذه الأيمن. حاول «مصطفى» (29 سنة ولديه 3 أطفال) ابتلاع ريقه بصعوبة، بعد أن منعه الأطباء من تناول الطعام، والاكتفاء بالمحاليل الطبية، وقال ل«المصرى اليوم»: «أنا فرد الحراسة بالبرج البحرى فى الكمين الأمنى، وقبل الفجر بحوالى ساعة، تجمعنا فى مدخل للكمين، وبدأنا توزيع خدماتنا، لكن القدر لم يمهلنا». وأضاف «مصطفى»: «فاجأنا 2 ملثمين، يستقلان دراجة بخارية، وقادمين من اتجاه الجيزة، بوابل من الأعيرة النارية من بنادق آلية، وهاجمونا من بين الصدادات الخراسانية المقابلة للكمين، وشاهدت زملائى يتساقطون أمام عينى، وبدأت فى استخدام بندقيتى ضد الملثمين، إلا أنى أصبت وواصلت إطلاقى للنيران تجاههم دون جدوى، وفروا هاربين». وتابع «مصطفى»، ابن قرية الزيتون، والدموع تنهمر من عينيه: «تم نقلى إلى الكمين منذ أيام، وهذه ثالث نوبتجية لى مع قوة الكمين، وزملائى الشهداء والمصابون من أطيب الشخصيات اللى قابلتها فى حياتى، حسبنا الله ونعم الوكيل، كل يوم بأروح شغلى شايل روحى على كفى ومش بفكر إلا فى أطفالى الثلاثة، يا ترى هارجع لهم، يا ترى لو حصل لى حاجة مين هيعولهم من بعدى، دمى ودم زمايلى فى رقبة الغدارين والخونة ومش هنستسلم». من جانبها، قالت ابنة خالة مصطفى، والتى جاءت لزيارته فى المستشفى: «حرام اللى بيحصل ده، قرية الزيتون فيها 2 مصابين وقتيل فى الحادث، البلد كلها حزينة، وربنا يشفى مصطفى بسرعة ويرجع شغله علشان أطفاله». من جانبه، قال الدكتور حمدى مصطفى، مدير مستشفى بنى سويف العام،: وصلنا إخطار فى السادسة والنصف صباحاً، من مرفق الإسعاف بنقل مصطفى عليان «29 سنة» وسيد أبوسريع «28 سنة» إلى المستشفى، جراء إصابتهما بطلقات نارية فى اعتداء إرهابيين على كمين «صفط - ميدوم» بمدينة الواسطى، ومصطفى أصيب بطلق نارى فى فخذه الأيمن «فتحة دخول وخروج»، وتم إجراء الإسعافات الأولية له وحالته الآن مستقرة، أما سيد فأصيب بطلقين ناريين أحدهما فى أسفل الفخذ الأيمن والآخر بالذراع اليمنى، وتسببت الرصاصة الثانية فى إصابته بنزيف داخلى فى الصدر، ما نتج عنه ضعف فى الأوعية الدموية الطرفية، وتمكنا من استخراجها وتم تحريزها لتسليمها إلى النيابة. وأضاف مدير المستشفى: بعد فحص المصاب «سيد» وإجراء الأشعة اللازمة، والإسعافات الأولية، نسقنا مع أحد الأطباء العسكريين بمستشفى المعادى العسكرى، وقمنا بنقل المصاب برفقة أحد أطبائنا إلى هناك لإجراء عملية جراحية عاجلة له، أما المتوفون الخمسة فتم نقلهم مباشرة إلى المشرحة لتوقيع كشف الطب الشرعى والتصريح بالدفن.