جمعنى لقاء ببعض الأصدقاء.. الأغلبية مع الانتخابات الرئاسية أولاً.. الأقلية مع استمرار خارطة الطريق كما هى دون تعديل.. تقريباً بالنسبة نفسها، التى توصلت إليها مؤسسة الرئاسة، مع بعض القوى السياسية.. السؤال الثانى بالطبع: من هو المرشح الرئاسى «المثالى» لهذه اللحظة؟.. الأغلبية كانت مع «السيسى».. هناك أصوات تتحفظ من أجل «السيسى» نفسه.. هناك من يرشح سامى عنان للرئاسة! أزعجنى فى الحكاية أن الذين ذكروا اسم الفريق سامى عنان، قالوا إنه سوف يترشح، سواء ترشح السيسى أو لم يترشح.. معناه أن «عنان» قد حسم أمره.. قالوا إنه خصص مقراً للحملة فى منطقة الدقى بجوار نادى الصيد.. قالوا أيضاً إنه اجتمع برابطة أولاد عنان للحصول على موافقتهم.. أزعجنى أنه قد يستعين بأصوات الإخوان، وأن الانتخابات الرئاسية قد تشهد مواجهة بين «عنان» و«السيسى»! أى متابع للشأن العام يرى طغيان شعبية السيسى.. كثير من الشخصيات العامة علقت ترشحها بترشح السيسى.. بعضهم قالوا لو ترشح السيسى سوف نؤيده.. بعضهم قال سوف ندفعه للترشح.. آخرون ذهبوا إلى أن عدم ترشح السيسى سيكون مأساة.. من هؤلاء المهندس نجيب ساويرس.. إذن: لماذا أعلن سامى عنان ترشحه للرئاسة؟.. هل هو موقف شخصى من السيسى، أم يرى أنه الأولى؟! بالتأكيد مصر تسعى لرئيس قوى.. بالتأكيد أيضاً لابد أن يحظى بتوافق الجيش؟.. هل يرى قطاع من الشعب أن سامى عنان هو الرئيس القوى؟.. هل يرون أنه أدار المرحلة الانتقالية باقتدار بالاشتراك مع المشير طنطاوى؟.. هل ترشحه للرئاسة نوع من المكايدة للفريق السيسى، الذى لم يدعه لاحتفالات 6 أكتوبر؟.. هل مازال الفريق عنان يحظى بدعم قطاعات فى الجيش؟.. هل ينتخبه المشير طنطاوى؟! وجه الانزعاج فى كل الأحوال أن «السيسى» سيكون فى مواجهة «عنان».. المشكلة هنا أن الأخير يرى أنه كان إلى وقت قريب رئيس «السيسى».. الانطباع الذى يتسرب إلى الأذهان أن يتحدث البعض عن انقسام بين العسكريين فى مواجهة الإخوان.. هذه المعانى قد تبدو غائبة عن عنان.. الرجل لم يمارس السياسة، ولا يعرف دهاليزها.. لا يعرف حجم المخاطر التى تواجه الوطن بعد رحيل المعزول! مسالة توافق المؤسسة العسكرية حول الفريق عنان فيها كلام.. هناك مآخذ على فترة قيادته لرئاسة أركان الجيش.. مسألة الإخوان تُحسب عليه أيضاً ولا تحسب له.. مقولة إن المشير والفريق سلما البلاد للإخوان تبقى صحيحة.. مسألة تأييد الأمريكان للفريق عنان مشكوك فيها.. المصالح الآن ليست معه.. معناه أن كل الحكاية غلط.. ترشح «عنان» لا يعنى غير مكايدة السيسى.. المكايدات ليس وقتها الآن! رابطة أبناء عنان لن تنتخب الفريق عنان.. قريته «سلامون القماش» نفسها قد تنتخب «السيسى».. أغرب ما سمعته فى هذه الأمسية، أن «السيسى» حال فوزه بالرئاسة، سيكون رئيس وزرائه «الجنزورى».. هذه وحدها كفيلة بالمراجعة.. فرق بين أن تحب «الجنزورى»، وبين أن تحكم على مصر بأنها انتهت(!)