تاريخ فى سلة المهملات (ملف خاص)

واحد من المتاحف المفتوحة، تقف على جوانب شوارعها مواقع أثرية كشاهد على عمق تاريخ البلد، وتنوع مصادره وأديانه وثقافاته عبر آلاف السنين. تحول هذا المفتوح بفعل الإهمال والتردى إلى أطلال تقف شاهدة هى الأخرى على الحال، الذى وصلت إليه ذاكرة هذا البلد، والحجة الجاهزة، التى ساقها المسؤولون «نقص الأموال» و«الفراغ الأمنى».
قامت «المصرى اليوم» بجولات فى أربع مناطق تجسد الحقب الفرعونية والإسلامية والإخشيدية جميعها مهدد بالانهيار والضياع، بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وانتشار القمامة، ووقف أعمال الحفر واستمرار عمليات التنقيب الأهلية غير الشرعية. صاحبت الصحيفة فى جولتها سالى سليمان، المرشدة السياحية، عضو الحملة المجتمعية للرقابة على الآثار، وهى مجموعة ضغط تتكون من المهتمين بالشأن الأثرى، وحماية المواقع من النهب والتخريب تشكلت عقب ثورة يناير.
«الأشرف بن قلاوون» و«فاطمة خاتون» يعومان على بركة مياه
ضريح الأشرف خليل بن قلاوون
فى شارع السلطان الأشرف المتفرع من ميدان السيدة نفيسة علقت وزارة الآثار خريطة كبيرة للأضرحة والمقامات الموجودة بهذا الشارع، وكلها مكتوبة بالإنجليزية ومعلقة على أحد جدران مقهى «الأشراف» فى بداية الشارع. يقول عنها أحد العاملين بالمقهى: «الخريطة دى حطاها هيئة الآثار عشان لما الأجانب ييجو يعرفوا يمشوا فى الشارع والمقامات الأثرية اللى هى قربت تقع».المزيد
منف القديمة التى نهبها اللصوص وإهمال الموظفين
منف القديمة
بقايا أعمدة وأحجار أثرية متآكلة وغارقة فى المياه الجوفية إلا بعض الكتل الحجرية الصغيرة، التى تحيط بها الحشائش والقمامة، وفى الخارج سور من الطوب الأحمر والحديد عليه قفل صدئ يدل على أن أحدا لم يقترب منه منذ سنوات. بجوار السور الحديدى ترتكز لافتة مكتوب عليها «مشروع إنشاء سور حول معبد بتاح» هذا هو كل ما تبقى من معبد الإله «بتاح» بميت رهينة، أو «منف» أول عاصمة موحدة لمصر شيدت فى عهد الملك «مينا»، موحد القطرين، مؤسس الأسرة الأولى، عرفت المدينة بأسماء رئيسية ثلاثة هى إنب حچ (الجدار الأبيض)، و«من نفر» (ثابت وجميل)، و«ميت رهنت» أى «طريق الكباش»، ويرتبط باسمها أشهر وأكبر جبانات مصر (جبانة منف)، وإليها سعى ملوك مصر ليتركوا فيها أثراً تخليداً لذكراهم.المزيد
ضريح «آل طباطبا» آخر آثار الدولة الإخشيدية يتحول إلى مستنقع
ضريح آل طباطبا
قبة تختفى وراء الحشائش يحيط بها سور حديدى أكله الصدأ وتحيطه القمامة من جميع الاتجاهات، أمامه ورش بيع منتجات الفخار لتشكل فاصلا بين القبة وطريق عين الصيرة المؤدى إلى منطقة الفسطاط الجديدة.المزيد
حرائق القمامة تأكل جدران «الرعامسة»
تستيقظ بسنت ابنة الست سنوات يوميًا على رائحة دخان حرائق القمامة، أصوات الكلاب الضالة والحشرات التى تملأ غرفتها، بالإضافة للمشاجرات الدائمة بين السكان ولصوص يحاولون السطو على المكان. هذا المكان الذى تسكنه بسنت ليس واحدا من المناطق العشوائية التى ظهرت فجأة فى القاهرة دون تخطيط، بل إنها تعيش على واحدة من أقدم المدن التاريخية فى تاريخ مصر الفرعونى وهى «مدنية أون»، وبالتحديد بمنطقة «أرض معابر الرعامسة» التى تقع فى منطقة عرب الحصن بالمطرية وعين شمس الآن.المزيد