التحركات التى يقوم بها عمرو موسى الآن، تكشف أن هناك فى الأفق حالة مختلفة.. هذه الحالة تبدو ملامحها فى لقائه بالفريق أحمد شفيق من جهة.. كما تبدو لافتة فى اجتماعاته بالجامعة العربية من جهة أخرى.. وسواء كانت هذه الاجتماعات، أو تلك، فهى تتضمن معانى محددة، مضمونها أن «موسى» مرشح رئاسى يسعى بخطى واثقة تجاه قصر العروبة أو كوبرى القبة أو عابدين! والآن هناك من يستعد لانتخابات الرئاسة، بمجرد إعلان المستشار طارق البشرى ملامح التعديلات الدستورية.. منهم من عرفناه، ومنهم من ينتظر.. ومنهم من بدأ حملة توقيعات فعلاً.. كما نصت التعديلات الجديدة.. وسواء كان هؤلاء، أو هؤلاء، فنحن أمام انتخابات رئاسية حقيقية، تتوافر فيها المنافسة الجادة والتكافؤ.. ليكونوا مرشحين، لا كومبارس! صحيح هناك كلام على مجلس رئاسى مؤقت.. وكلام آخر على انتخاب الرئيس.. لكن يبقى الأصل هو الانتخابات.. وفى هذا السياق، هناك يقين بأن الدكتور زويل قد خرج من السباق.. ولكن لا ندرى إن كان الدكتور البرادعى سيرشح نفسه، فى مواجهة عمرو موسى، أم سيكتفى بالعمل إلى جواره نائباً للرئيس.. وهو ما يجعل الاثنين على قمة السلطة، فى وقت نحتاجهما معاً! أكاد أدعو إلى توافق يحدث بين البرادعى وعمرو موسى.. وأكاد أهمس إليهما، ألا يخوضا الانتخابات فى مواجهة بعضهما.. ثم يصبح مكتوباً على أحدهما أن يعمل فى الفترة المقبلة بمفرده.. إلا إذا كانت الانتخابات ستنتهى بخيرها وشرها، كما يحدث فى أمريكا.. ثم يستعين الفائز بمنافسه، ليقوم بدوره فى خدمة البلاد.. وقد حدث ذلك بين أوباما وهيلارى كلينتون! لو كنت عضو لجنة الدستور، ربما طرحت فكرة ترشيح الرئيس والنائب، فى قائمة واحدة، بحيث يختار الشعب الرئيس ونائبه معاً، فيكون نائب الرئيس أيضاً بالانتخاب.. ولو كان الأمر بيدى، لطلبت من البرادعى وموسى ترسيخ هذه الفكرة.. رئيس ونائب.. لا يهم من الرئيس، ولا من النائب.. المهم ألا تخسر مصر أحدهما، فى المرحلة المقبلة.. وهى مرحلة من أخطر المراحل، التى تمر بها البلاد! ولو عدنا بالذاكرة، فسوف نسترجع لقاء دار بين عمرو موسى والبرادعى، فى مقر جامعة الدول العربية، وامتد نحو ساعة.. ولم يكشف أحد عنه حتى الآن.. وتكهن البعض بأنه حدث اتفاق بين الطرفين على ترتيبات للمستقبل.. إلا أنه لا البرادعى كشف عنها، ولا عمرو موسى.. وبقى هذا اللقاء سراً، دون أن يكشف أحد ملابساته.. وقد يكون هذا هو توقيت الكشف عنه الآن! من المؤكد أن الظروف التى حدث فيها الاجتماع كانت مختلفة.. ومن المؤكد أنها تغيرت حالياً بعد الثورة.. لكن هل معنى هذا أن ما تم الاتفاق عليه، منذ شهور، قد لا يصلح الآن؟..أتصور أننا نعيش فترة انتقالية، وأن الثورة قامت لتغير مصر وتجدد شبابها.. وأمام كل من البرادعى وموسى وزويل فرصة تاريخية، لإحياء هذه المعانى.. ويستطيع أى رئيس قادم أن يستعين بنائبين.. لتنهض «مصر الجديدة»! فى مصر قامات كبرى.. كان النظام الديكتاتورى يكتم أنفاسها.. وجاء الوقت حتى تتنفس.. صحيح قد يفوز المستقلون هذه المرة وتسقط الأحزاب.. لكن المهم أن تبدأ الأحزاب الجديدة، لتملأ الفراغ.. وفى تقديرى أن ذلك كله سوف يحدث بسرعة.. إذا كنا قد بدأنا تفعيل انتخابات الاتحادات الطلابية، والعمداء، ثم رؤساء الجامعات.. فمن هنا نبدأ المشوار الحقيقى إلى قصر الرئاسة!