انتهينا فى الحديث الماضى الى أن طواغيت النظام تعاملوا مع الثورة كمن يعامل شخص مغيب عن الوعى او منوم مغانطيسيا , والحقيقة ان هذه تعبيرات لطيفة لتصورهم عنا, انما التعبير الدقيق ,ولو أنه جارح , انهم عاملونا على أننا شعب أهبل .. ينضحك عليه بأى كلمتين او اذا حمرت له عينيك .. اعتذر عن التعبيرات العامية ولكنها ااحيانا تكون معبرة جدا.. وفى الحقبقة فهم معذورون فى هذا التفكير .. ونحن مستحقون لهذا التحقير , فرغم قسوة النظام وسطوته , ورغم عنفه وغشيان قوته .. إلا ان هذا لم يكن ليبرر ابدا حالة الوهن والخضوع بل والخنوع التى اصابت شعبنا , فأبدا لم تقف القصة عند حد جماعة تبغى الوصول للحكم والنظام يقمعها .. ابدا لم يكن ذلك كما تصورنا فى عهد جمال او والسادات وانما فى عهد مبارك كان الأمر اعظم من ذلك بكثير .. لقد تعمدوا كرامتنا جميعا .. احتقارنا جميعا .. تهميش عقولنا جميعا .. بل تفريغ حياتنا من كل معانيها على كافة المستويات ..لنصبح لقمة سائغة للاستعمار اليهودى فى يوم من الأيام وليس ببعيد .. فأين كان الشعب عندئذ؟؟ .. فمنذ ثلاثون سنة اين الشعب ؟؟ ولانقل منذ ستة وخمسون سنة ( تاريخ سرقة ثورة يوليو)..... منذ سمعنا عن القهر والتعذيب فى سجون مبارك وأمن دولة مبارك ؟ ابن الشعب؟؟ منذ بدأ عهد فتح البلد لليهود والأمريكان على مصاريعها وتدخلهم فى كل صغيرة وكبيرة .. الزراعة .. الصناعة .. التعليم .. حتى الأزهر .. اين الشعب ؟؟ منذ ضرب شركات توظيف الاموال ونهب ممتلكاتها غير مبالين بحقوق الناس فى هذه الشركات .. اين الشعب؟؟ منذ ازالة حكومة د.كمال الجنزورى بدون مبرر رغم ماأتت به من رواج وتطور وضرب للفساد .. اين الشعب ؟؟ والمهازل لا تحصى واختبارات النظام الغاشم الدائمة لمدى خنوعنا وخضوعنا استمرت حتى النهاية والحقبقة اننا والشعوب ا العربية نطمع اى طاغية حتى لو كان لسه تحت الاعداد مثل جمال مبارك واشباهه فى الدول العربية المبتلاه .. ولكن لماذا نسوق كل هذا الآن .. أما وقد انتصرنا وثرنا وانتفضنا فلم يعد لهذا الحديث مجال !!! ولكن ابدا والله .. فتلك الثورة وذلك الانتصار ماهو الا انتفاضة مغيب أفاق لايدرى من الذى افاقه .. هى نيران غضب استعرت فى وجه غاشم ولكن لاندرى من اشعلها .. ووالله لن ندرى حتى نعرف اين كنا طوال الثلاثون سنة الماضية بل الست وخمسون سنة الماضية رغم كل الأحداث الجسام التى وقعت بنا ..رغم الأهوال التى حامت وحاقت ببلادنا ونحن ..اين نحن .. نقزقز اللب ونلقى بالقشر فى الطرقات و نشاهد الأفلام الهابطة فى وجود زوجاتنا واولادنا فى الأمسيات ويأخذ بعقولنا حديث الكرة والأندية حتى ظن العالم كله بنا الظنون بل وبدأوافى استعمارنا الصريح يفكرون ( انشاء شرق اوسط جديد كما دعت امريكا منذ عهد قريب) .. لذا لابد أن نعرف أين كنا ومن فعل بنا هذا لكى نعرف الى اين نذهب وماذا يجب ان نفعل .. ان شاء الله .... والى لقاء