المرحلة التى تمر بها مصر هى مرحلة هامة و خطيرة فى تاريخها لانه توجد لحظات فارقة فى تاريخ الامم و حتى نعبر تلك المرحلة بسلام لابد ان نعى ان هناك بقايا متفرقة من النظام السابق تحاول إعادة تشكيل نفسها هدفها التغلل فى بنية المجتمع مرة أخرى لكى تستعيد مكانتها عند الشعب و المحافظة على المكاسب السابقة التى حصلت عليها فى مرحلة ما قبل الثورة فى ظل النظام السابق و استمرار تلك الامتيازات فيما بعد الثورة وهم كانوا فى دعم للنظام السابق سواء اكانوا مشاركين فى بناء دولة تقنن الفساد و تتفنن فيه او بالسكوت عن الفساد دون إبداء اى اعتراض او التكلم عنه و لكن كان هناك خطوط حمراء لحديثك فى مثل تلك الامور فهؤلاء كانوا يعلمون كيف كانوا يمسكون العصا من الوسط و كانوا يظهرون انهم يدافعون عن مصالح الشعب و لا يمسهم النظام السابق بسوء لانهم فى الخفاء كانوا داعمين و لاعبين اساسيين فى بنية اركان النظام السابق لانهم كانوا يمثلون جزء من لعبة الديمقراطية الزائفة التى كان يتغنى بها النظام السابق حتى يظهر النظام السابق ان سقف الحريات لا حدود له بالدليل مقدار النقد الذى يطول السادة الوزراء فى حدود الكلام فقط دون ان يكون له صدى على القيادة السياسية لاتخاذ اجراءات جادة وصارمة ضد هؤلاء الوزراء كأنها تمثيلية أو مسرحية هزلية تدار بحرفية عالية فى المسرح الخلفى لخداع عامة الشعب و تكريس مفاهيم مضللة و مغلوطة يسير ورائها العامة حتى ينشغلون عن استرداد حقوقهم المسلوبة من قبل النظام السابق كان هؤلاء يتكلمون عن الفساد وتجدهم فى نفس الوقت يتكلمون عن حكمة الرئيس و العبقرية التى يتمتع بها عندما يتدخل لحل مشكلة عويصة لا يستطيع أحد يحلها سوى الرئيس و نجد الاعلام يتغنى سنة بأكملها لحله تلك المشكلة و لكن هؤلاء الذين كانوا يتكلمون عن تلك الحكمة كانوا على قناعة تامة فى قرارة نفوسهم أن تلك الحكمة كانت مرتبطة بوجود الرئيس فى الحكم بمعنى أن الرئيس ليس حكيما لانه حكيم و لكنه حكيما لانه حاكم للبلاد و نفس هؤلاء الاشخاص ستجدهم بعد الثورة يتكلمون عن مثالب و عيوب النظام السابق ويمكن تجدهم يدعون بطولات زائفة وأنهم ضحايا النظام السابق و أنهم ثائرين أكثر من الثوار أنفسهم و قد يفتحون كافة الملفات المغلقة و يتجاوزون كل الخطوط الحمراء التى كان وضعها النظام السابق عليهم و تجدهم يتملقون الثورة والشعب ليس حبا فى الثورة أو الشباب الثائر أو الشعب و لكن لتحقيق مصالح خاصة حتى لو داست على المصلحة العامة ولكن هم يحاولون أن يخدعوا الشعب بكلامهم المعسول ليتخذوا الشعب مطية لتحقيق أهدافهم الدنيئة من أجل الحصول على كرسى فى البرلمان أو الظهور فى مقدمة المشهد السياسى فى اى موقع من المواقع إن الحرب التى شنها الشعب على الفساد و تطهير البلاد قد بدأت و أنها حرب شرسة لها بؤر متفرقة و لكنها متشابكة فى مجالات مختلفة داخل أركان الدولة تشكل خطورة ضخمة على مسيرة الثورة و الجهد الوطنى المبذول من أجل أن ينعم الجميع بمظلة الحرية و الديمقراطية و مبادئ الحق و العدالة المنشودة و حتى تصل الثورة الى أهدافها فأن المعركة الشرسة ما زالت مستمرة ولذا يجب على الثوار ألا يكلوا و يملوا من المطالبة بتطهير البلاد من الفاسدين و أن يكون الشعب على وعى من أن هناك علاقات معقدة مرتبطة ببعضها ببعض تحمى هذا الفساد من تلك الوجوه المتلونة التى تلبس أقنعة الثورة لكى تحمى الفساد وو جوده وفى نفس الوقت تستطيع أن تخفى الحقائق و الملفات المتعلقة بقضايا الفساد الخاصة برموز النظام السابق حتى لا يتم ملاحقتهم جنائيا وسياسيا عن طريق إشاعة حالة من البلبة الفكرية المتعمدة من تضارب للانباء و المعلومات و التشكيك فى مصدقيتها حتى يمل الناس من الكلام فى تلك القضايا و تغلق تلك الملفات عن طريق هدوء الرأى العام الذى يطالب بملاحقة الفساد و الفاسدين وستجد دموع التماسيح تظهر على تلك الوجوه المتلونة لكسب التعاطف معها وأدعاء أنها كانت متضطهدة من قبل النظام السابق و أصطناع بطولات زائفة و مواقف لا أساس لها من الصحة كانوا يتخذونها ضد النظام السابق وهم قلبا و قالبا كانوا مع النظام وداعمين له بل كانوا يلتفون حوله و يتبركون بأى شئ يلقيه النظام السابق فى طريقهم و فى ثانية و احدة و بدون سابق إنذار أصبحوا مع الثورة و الشعب بعد ان كانوا بالامس القريب كانوا ينتقدون الثورة و الثوار و عندما كان النظام السابق يتخذ خطوة فتجدهم سرعان ما كانوا يطلبون من الثوار التهدئة و العودة الى بيوتهم و يتغنون بحكمة النظام السابق لانهم كانوا متأكدين أن النظام قوى و لا يمكن إقصائه وأن مصالحهم مرتبطة بشكل كبير مرتبطة ببقائه وعندما تيقنوا زوال رأس النظام فأرادوا خداع الثورة والالتفاف عليها و هم يفعلون مع الثورة مثلما كانوا يفعلوا مع رأس النظام السابق يتملقوا الثورة ويلتفون حولها ويتبركون بها لانهم يخافون ان يفقدوا شرعيتهم عند المجتمع و يفقدوا الامتيازات التى كانوا يحصلوا عليها فى الماضى هؤلاء ليس لهم مبدأ ثابت تستطيع التعامل معه فهم مع الثورة طالما انها الآن تحدد مصير البلد وهم مع الجيش لانه فى سدنة الحكم الآن و مع اى نظام سوف يأتى فى المستقبل هم مع من يحقق أهدافهم بأى وسيلة هؤلاء الشعب يبغضهم و يحتقر طريقة تفكيرهم فى الحياة لان الانسان عندما لا يكون له مبدأ يعيش من أجله فهو فاقد لهويته التى لو فقدها اى انسان فقد فقد آدميته