بالتعاملات المسائية .. تحديث فوري فى سعر الذهب اليوم بمصر    السفينة مادلين تصل ميناء أسدود الإسرائيلي بمرافقة سفن حربية    مصرع 3 أشخاص في حادث تحطم طائرة صغيرة بجنوب إفريقيا    وسط استمرار حالة الجمود السياسي.. رئيس كوسوفو تحدد موعدا للانتخابات البلدية    شباب ورياضة الجيزة تتابع 60 هيئة شبابية ورياضية لتأمين المترددين    بايرن ميونخ يعلن موقف الصفقات الجديدة من كأس العالم للأندية    إيطاليا تنهي عقود تجسس مع "باراغون" الإسرائيلية    صور زفاف أمينة خليل وأحمد زعتر في اليونان    بالفيديو.. إقبال كبير على سينمات وسط البلد في آخر أيام عيد الأضحى    تصفيات كأس العالم.. تشكيل كرواتيا والتشيك الرسمي في مواجهة الليلة    موعد أول إجازة رسمية بعد عيد الأضحى المبارك .. تعرف عليها    قرار قضائي بشأن واقعة مصرع طفلة غرقًا داخل ترعة مغطاة في المنيا    شيخ الأزهر يعزي أسرة البطل خالد محمد شوقي: ضرب أروع الأمثلة في التضحية    مدرب منتخب بولندا يكشف تفاصيل أزمة ليفاندوفسكي    خبير: «المتحف المصرى الكبير» إنجاز عالمى يضم 100 ألف قطعة أثرية    "الجزار" يتفقد مستشفى عين شمس العام ويوجه بتوسيع تشغيل العيادات التخصصية    البابا تواضروس يوجه نصائح طبية لطلاب الثانوية العامة لاجتياز الامتحانات    بعد صراع مع السرطان.. وفاة أدهم صالح لاعب سموحة للتنس    إصابة 5 أشخاص إثر انقلاب سيارة ميني باص على صحراوي قنا    دوناروما يقود منتخب إيطاليا ضد مولدوفا في تصفيات كأس العالم    مصرع موظف في حادث تصادم موتوسيكل وسيارة ملاكي بكفر الشيخ    بطولته ستبقى في سجل الشجعان.. محافظ الدقهلية في عزاء سائق حريق العاشر من رمضان    العثور على 10 جثث لشباب هجرة غير شرعية غرب مطروح    أمين عام الناتو: سنبني تحالفًا أقوى وأكثر عدالة وفتكًا لمواجهة التهديدات المتصاعدة    الزراعة: ذبح 450 أضحية لمؤسسات المجتمع المدني في غرب النوبارية    لتجنب تراكم المديونيات .. ادفع فاتورة الكهرباء أونلاين بدءا من غد 10 يونيو    استعراضات فرقة الطفل تخطف الأنظار على المسرح الروماني بدمياط الجديدة    وزير الصحة يتلقى تقريرا عن متابعة تنفيذ خطة التأمين الطبي للساحل الشمالي خلال الإجازات    روشتة طبية من القومي للبحوث لمريض السكري في رحلة الحج    مدير الصحة العالمية: جدرى القرود لا يزال يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا    بأنشطة في الأسمرات والخيالة.. قصور الثقافة تواصل برنامج فرحة العيد في المناطق الجديدة الآمنة    «سرايا القدس» تعلن الاستيلاء على مسيّرة للاحتلال في شمال غزة    إصابة 20 شخصا بحالة تسمم نتيجة تناول وجبة بأحد أفراح الدقهلية    مظهر شاهين عن إحياء أحمد سعد حفلًا غنائيًا: "مؤلم عودة البعض عن توبتهم"    هل تنتهي مناسك الحج في آخر أيام عيد الأضحى؟    «التعاون الخليجي» يبحث مع «منظمة الدول الأمريكية» تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري    حارس إسبانيول على أعتاب برشلونة.. وشتيجن في طريقه للخروج    هل الموز على الريق يرفع السكري؟    وكيل الشباب والرياضة بالقليوبية يشهد احتفالات مبادرة «العيد أحلى»    موعد إجازة رأس السنة الهجرية.. تعرف على خريطة الإجازات حتى نهاية 2025    ما حكم صيام الإثنين والخميس إذا وافقا أحد أيام التشريق؟.. عالم أزهري يوضح    آخر موعد لتقديم الأضحية.. وسبب تسمية أيام التشريق    من الشهر المقبل.. تفاصيل زيادة الأجور للموطفين في الحكومة    حزب العدل: انتهينا من قائمة مرشحينا للفردي بانتخابات مجلس الشيوخ    خاص| محامي المؤلفين والملحنين: استغلال "الليلة الكبيرة" في تقديم تريزيجيه غير قانوني    دار الإفتاء تنصح شخص يعاني من الكسل في العبادة    الجامعات المصرية تتألق رياضيا.. حصد 11 ميدالية ببطولة العالم للسباحة.. نتائج مميزة في الدورة العربية الثالثة للألعاب الشاطئية.. وانطلاق أول دوري للرياضات الإلكترونية    الأربعاء.. عرض "رفرفة" ضمن التجارب النوعية على مسرح قصر ثقافة الأنفوشي    ارتفاع كميات القمح الموردة لصوامع وشون الشرقية    التحالف الوطنى بالقليوبية يوزع أكثر من 2000 طقم ملابس عيد على الأطفال والأسر    ترامب يتعثر على درج الطائرة الرئاسية.. وروبيو يتبع خطاه    د.عبد الراضي رضوان يكتب : ل نحيا بالوعي "13 " .. حقيقة الموت بين الفلسفة والروحانية الإسلامية    دعاء الخروج من مكة.. أفضل كلمات يقولها الحاج في وداع الكعبة    الصحة: فحص أكثر من 11 مليون مواطن بمبادرة الكشف المبكر عن السرطان    أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    بعد صعود سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن اليوم الاثنين 9-6-2025 صباحًا للمستهلك    استعدادا لامتحان الثانوية 2025.. جدول الاختبار لطلبة النظام الجديد    الخميس المقبل.. ستاد السلام يستضيف مباراتي الختام في كأس الرابطة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شخرة دافنشى
نشر في المصري اليوم يوم 23 - 02 - 2011

هذا المقال كتب قبل أحداث 25 يناير بفترة لكنه لم ينشر، وأنشره هنا كما هو دون تغيير فى شىء.
ليس هناك خطأ فى العنوان أو تجاوز، كما أنه ليس مقالى وأنا منه براء، ولكنها ملاحظات أرسلها قارئ فطن لم يجد حظه على صفحات الصحف، وطلب منى أن أضمنها فى مقالى، فقررت أن أفعل رغم ما قد يكلفنى هذا من سوء الظن والقيل والقال. فالعنوان مراد به تفسير ما يحدث فى مصر المحروسة هذه الأيام من أمور تحتاج إلى فك شفراتها ورموزها. ظننت للوهلة الأولى أن صاحب الرسالة يحاول أن يبدو مستنيرا فاستعار لتعليقه عنوان الرواية العالمية الشهيرة للروائى الأمريكى دان براون والتى أصبحت فيما بعد فيلما سينمائيا أكثر شهرة، وهى رواية شفرة دافنشى (دافنشى كود)، والتى حلل فيها براون بشكل روائى ممتع، مشهد العشاء الأخير للسيد المسيح وتلامذته وفك رموز اللوحة من أجل أنسنة المسيحية، كما يرى. وللحق ذهب بى ظن السوء بالقارئ الذى أرسل لى الرد إلى أبعد من ذلك، فقد حسبته- كعادة الكثيرين- يردد عناوين سمع عنها ولم يقرأ كتبها، ولكن بعدما تأملت ما كتب، أدركت أن فى كتابته ترميزا وشفرات ذات أهداف أبعد ومقاصد أعمق، لا تقل أهمية عن الرواية الأصلية.
كتب صاحبنا: «لفت نظرى فى التصريحات التى أطلقها معرفش مين الكردى وشقيقه الهدهد، اللذين قادا حملة ترشيح جمال مبارك لرئاسة مصر فيما قبل العشاء الأخير، وما عليك إلا أن تفك الشفرة أو الكود السرى لتعرف من هى هذه الرموز»، فتوارد على خاطرى هدهد سليمان أو صلاح الدين الأيوبى البطل العظيم. ولكن المواطن العالم بالبواطن، قال: «أعلن الهدهد والكردى أن الأمن يضايق القائمين على الحملة التى تجوب مصر بطولها وبعرضها فى هذه الأيام المباركة، كما أن الأمن يعطل مؤتمرات الحملة من خلال إطفاء الأنوار فى قويسنا والكفور المجاورة، وأحيانا يستجوب نشطاء الحملة». ولما سألته: وما العيب فى ذلك؟ أليس كل المصريين يعانون من تجاوزات الأمن؟ أليست تلك شكوى عامة لا خاصة؟ ولم أقصد ب«الحالة عامة» إشارة إلى فيلم عادل إمام الشهير، الموسوم ب«النوم فى العسل». قال المواطن من الباطن: «إنه فى رمضان والناس بين يقظين ونيام، فى انتظار مدفع الإفطار، سمعوا تصريح معرفش مين الكردى عن مضايقات الأمن لجماعة الحملة، فانقطع الشخير المستمر، وما هى إلا لحظات حتى سمع أهالى بر مصر شخرة واحدة جماعية من الثمانين مليون نسمة ممن يقطنون بر مصر، شخرة واحدة أعظم بكثير من «شخرة» دافنشى ذاتها». قلت لصاحبى: إن ما تشير إليه اسمه «شفرة» دافنشى وليس «شخرة» دافنشى. فرد وهو قرفان: شخرة أو شفرة لا فرق، فما أقبح السوقية الجارية فى البلد مجرى النهر.
لم أدرك عن أى حملة يتحدث، فآخر الحملات التى أعرفها هى الحملة الفرنسية على مصر. قال: «يا أستاذ أنت تتكلم عن الحملة الفرنسية، ولكننا نتحدث عن الحملة الفرنساوى، وهناك فرق بين الفرنسية والفرنسى والفرنساوى، ومافيش داعى أكمل بكلام يفطر فى هذا الشهر الكريم، والعارف لا يعرف، وإنت راجل بتفهم ومتعلم فى الغرب». ساعتها أدركت أن الرجل لا يمزح، وإنما يقول قولا فيه من العمق ما يفطر أيضا.
منذ أكثر من عام مضى، كتبت مقالا بعنوان «الحضيض والصلب»، لم أتحدث فيه لا عن تجار الحضيض فى مصر ولا عن الصلب، ولكن هذا ما أصر المواطن العليم ببواطن الأمور على أن يركز عليه، فما يحدث فى مصر هذه الأيام هو من عالم الحضيض والصلب. بلغ حوارنا الحضيض فى السوقية والاستهتار بأمن البلد، فهناك ملامح لانتشار حالة من الفوضى «غير الخلاقة»، وساعة انفلات الأمور سيهرب أول من يهرب جماعة الحضيض ويبقى الصلب (بمعنى من سيبقى قد يصلب على جذوع النخيل). المسألة فيها ملامح عمل خارج المؤسسات وفيها خروج على الدستور والمؤسسات من خلال جمع التوقيعات لفلان وعلان، إنها حالة إتيان البلد ومنصب الرئاسة من الباب الخلفى، وربما هذا ما قصده المواطن من الباطن، بالفرنساوى فى الحملة الفرنساوى، أن تؤتى الأمور من أبوابها الخلفية.
إن ما يحدث من حالة انفلات لابد من أن يضبط قبل أن يرفع السلاح فى الوجوه، خصوصا فى انتخابات مجلس الشعب القادمة التى سوف تعانى، رغم تأكيدات الحزب الواحد الحاكم، من خلل كبير. قبل أن ينفلت العيار، يجب على كل عاقل محب لهذا البلد أن يقف ضد حالة الانفلات والفوضى القادمة، فمصر- ورغم كل ما ندعيه- تعانى اليوم من أزمة حكم حقيقية.
قال المواطن العليم ببواطن الأمور: إن مصر على شفا هاوية، كل ما تحتاجه أن تولع عربية عطلانة على كوبرى أكتوبر لحظة انطلاق مدفع الإفطار، وتولع العربات القديمة وتجد نفسك أمام حريق القاهرة الثانى. وسيكون أمراً لا ينفع فيه لا الكردى ولا الهدهد، حتى لو كان الكردى هو صلاح الدين بعينه ولو كان الهدهد هو هدهد سليمان، ساعتها ستسمع صوتا أقبح وأعلى وربما أعمق من «شخرة» دافنشى، ولكنها شخرة الفوضى الهدامة هذه المرة، ولا تقارن بأى حال بالشخرة الأولى التى سمعها الناس يوم الحملة. وانتهى كلام المواطن، وما على الرسول إلا البلاغ.
ملحوظة: محاولات أحمد شفيق، الذى عيَّنه الرئيس السابق، للالتفاف على الثورة تحتاج إلى شخرة عارمة أعلى من شخرة دافنشى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.