غضب فى المحافظات بسبب بطء إجراءات إجلاء المصريين من «ليبيا»

أبدى العديد من أهالى المصريين العاملين فى ليبيا استياءهم من بطء المسؤولين فى التعامل مع أزمة ذويهم العالقين على الحدود منذ أيام.
ففى الإسكندرية، استنجد الأهالى بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة مطالبين، فى استغاثات لهم، بسرعة اتخاذ الإجراءات التى تسمح بإجلائهم بسلام.
قالت ثناء السيد مصطفى، والدة مصطفى عبدالحافظ، أحد المصريين العاملين فى ليبيا ل«المصرى اليوم» إن ابنها يعمل بإحدى الشركات العالمية للإنشاء، ضمن مشروع إسالة الغاز الطبيعى، مع مجموعة من المصريين يزيد عددهم على 100 عامل.
وأضافت أن عمال هذه الشركة، المصريين، يعيشون فى منطقة الساحة الخضراء بطرابلس، مشيرة إلى أنهم لا يستطيعون الخروج من مساكنهم منذ اندلاع أحداث الثورة الشعبية هناك منذ 17 نوفمبر الجارى.
وأوضحت أن الاتصال انقطع بذويهم، مشيرة إلى أنها حاولت الوصول إلى قيادة المنطقة الشمالية بالإسكندرية للإبلاغ عن مأساتهم دون جدوى.
وفى المنيا، سادت حالة شديدة من القلق أوساط المواطنين بعد الإعلان عن هوية أحد القتلى من محافظة المنيا، وقال محمد عثمان، من كبار عائلات قرية دلجا بمركز دير مواس إن الأهالى مصابون بالذعر لانقطاع جميع وسائل الاتصال مع أبنائهم فى ليبيا ويعدون بالمئات.
بينما ناشدت القبائل العربية غرب مدن وقرى بالظهير الصحراوى الخارجية المصرية سرعة التدخل لإنقاذ أبنائهم وأسرهم العاملين بالأراضى الليبية فى ظل ما يتردد عن وجود اعتداءات عليهم.
وقال الحاج سالم الدلحاوى إن آلاف المواطنين من القبائل العربية يعملون بالأراضى الليبية منذ أكثر من 30 عاماً وأن حياتهم أصبحت مهددة بالخطر فى ظل ما يتردد على القنوات الفضائية من وجود تعد على المواطنين، مطالبين الداخلية بإرسال طائرات لنقل العمالة إلى مصر أسوة بما قامت به الدول العربية والأوروبية أثناء ثورة 25 يناير.
وأكد الحاج سيف السعداوى، أحد مشايخ القبائل العربية غرب المنيا، أن مئات العمال المقيمين فى بنغازى فى طريقهم للعودة إلى الأراضى المصرية. متخوفاً من حدوث حرب داخلية بين القبائل الليبية بسبب الصراع على السلطة فى الفترة الحالية.
وفى سوهاج، تجمع مئات المواطنين من أهالى قرية كوم بدار بمركز المنشأة على الطريق الزراعى الغربى السريع «أسيوط - أسوان» وقاموا بقطع الطريق أمام القرية وإحراق إطارات الكاوتش ومنع السيارات من المرور للمطالبة بتحرك الحكومة من أجل عودة أبنائهم الذين يعملون فى ليبيا.
وقال المتظاهرون إن نحو ألفى شاب من أبناء القرية والقرى المجاورة يعملون فى ليبيا التى تشهد حالياً تظاهرات دموية من أجل الإطاحة بنظام القذافى، معربين عن تخوفهم على حياة أبنائهم فى حال عدم تحرك الحكومة بسرعة لعودتهم، ولم ينصرفوا إلا بعد حضور قيادات المحافظة إليهم وإقناعهم بسرعة تصرفهم والاتصال بالمجلس العسكرى الأعلى لإجلاء أبنائهم.
وفى الشرقية، وجهت 75 أسرة من العاملين بشركة المحيط الأطلس للخدمات السياحية فى طرابلس نداءاتهم لذويهم ولوزارة الخارجية المصرية بسرعة التدخل وإنقاذهم من لهيب المعارك الدائرة حالياً هناك، وقال على إبراهيم، من فاقوس شرقية، فى اتصال هاتفى مع «المصرى اليوم»، إن نحو 75 موظفاً بشركة المحيط الأطلس للخدمات السياحية فى طرابلس وأسرهم محاصرون الآن وحولهم معارك ضارية بالأسلحة النارية.
مضيفاً أنهم معرضون للموت المحقق فى أى وقت ما لم تتدخل الخارجية وتنقذهم. وأضاف أن هناك استنفاراً من عناصر القذافى ضد المصريين، خاصة بعد اتهام سيف الإسلام القذافى فى خطابه لبعض المصريين بالضلوع فى هذه الأحداث.
من ناحية أخرى، نظم مئات من النشطاء السياسيين بالاشتراك مع عدد من أبناء الجالية الليبية مسيرة تضامنية مع ثوار ليبيا المطالبين بإسقاط نظام العقيد معمر القذافى بعد ما شهدته المدن الليبية من أحداث عنف واستخدام النظام الحاكم للأسلحة الثقيلة والطيران الحربى لقمع التظاهرات المستمرة حتى الآن.
انطلقت المسيرة من أمام مسجد القائد إبراهيم بعد صلاة الغائب على أرواح الشهداء الذين سقطوا خلال الاشتباكات وحتى مقر القنصلية الليبية بوسط المدينة.