بعد أحداث 11/9/2001، والهجمات التى شنها إرهابيون على أمريكا، شعر الأمريكيون بأنهم أصيبوا فى كبريائهم وكرامتهم، وهبَّ مفكروهم وكتابهم والمحللون من مختلف الاتجاهات والأصعدة، واجتمعوا على تساؤل واحد وهو لماذا يكرهوننا؟ وراح الأمريكيون يفعلون ما فعلوه من بطش وعنف وإجرام فى أماكن متفرقة من العالم. ومن هنا نبدأ، نحن المصريين، نعيد نفس التساؤل ولكن بطبيعة عربية ونقول لماذا يكرهوننا؟ وأعنى هنا من ندعى أنهم أشقاؤنا الذين لم تدخر مصر وسعاً طوال الزمان فى أن تمد إليهم يد العون فى جميع المجالات.. مصر النيل- والأهرامات وأبوالهول شاهدة على الزمان رمز الحضارة. مصر أمنا الحبيبة لا تغضبى ولا تحزنى، مما ترين أو تسمعين فأنت غنية بذاتك وبأبنائك وبإنسانيتك على مر العصور ومن فيض خيرك أصبحت لك يد بيضاء على البشرية جمعاء.. الأحداث المؤسفة التى تلت مباراة كرة القدم بين فريقى مصر والجزائر تفرض نفسها علينا جميعاً وأدمت قلوبنا.. أقيمت المباراة وخسرت مصر وانتهت المباراة الرياضية بكل ما لها وما عليها.. ولكن للأسف تلتها بعد ذلك معركة حربية، استخدم فيها المرتزقة المأجورون الجزائريون كل أنواع الأسلحة البيضاء ضد المشجعين المصريين «الذين للأسف لم تحسن السلطات المصرية أو الحزب الوطنى اختيارهم فجاء اختيارا عشوائيا تشوبه المجاملة التى دائماً تؤدى بنا إلى السقوط». أصيب من أصيب من جماهيرنا وحطمت الأوتوبيسات التى تحملهم دون النظر إلى راكبى الأوتوبيسات هل هم مسؤولون، فنانون، أو جماهير عادية، وكل ذلك بلا سبب مفهوم.. وقد فازوا فما بالك لو كانت الخسارة من نصيبهم؟ من ارتكب هذا الجرم.. وأثم هذا الإثم.. مجموعة من المجرمين والقتلة والبلطجية الرعاع الذين انتسبوا بطريق الخطأ إلى جنس الإنسان.. ولو بعث عالمنا «عالم الأجناس» داروين من جديد.. لوجد ضالته فى هؤلاء ولرقص فرحاً ونشوة لأنه وضع يده على الحلقة المفقودة بين عالم الحيوان وعالم الإنسان. هل يحتاج هؤلاء الأغبياء الجهلة إلى معجم لغوى لكى يفهموا أن الدم الأحمر واحد وأن ما يجمعنا أكثر كثيراً مما يفرقنا وأنها مباراة رياضية وقد فازوا فما المشكلة؟ أقول لكم أين المشكلة وأين حلها، ولكن دعونا نهتد ببيت الشعر الشهير «من يهن يسهل الهوان عليه.. ما لجرح بميت إيلام» إصابتنا كانت فادحة، ليست جروحاً ودماء سالت ولكنها كانت فى كبريائنا وكرامتنا وهى ليست المرة الأولى بل سبقتها عشرات المرات على مدار السنوات الأخيرة، نحن المصريين دفعنا ومازلنا ندفع الفاتورة عن جميع العرب، ولم ينلنا غير الخراب والاقتصاد المهلهل والبنية المتخلفة، وجنوا هم الخير كله مئات المليارات بسبب ارتفاع أسعار البترول، ولنا نحن الفضل فى ذلك وكدست خزائنهم وأصبحوا يمنون علينا بالمساعدات والقروض. عندما نسترد الكرامة والكبرياء سيكون لدينا القوة لقول الحق والقوة أن يكون لنا صوت حر يستطيع أن يغير الأنظمة والحكومات. عندما نصبح مواطنين أحراراً.. ستكون لدينا حكومات حرة تأخذ بأيديها زمام الأمور.. سنصلح حالنا وسنكون مواطنين لنا أوطان ولسنا رعايا لأحد. ومن هنا تكون البداية.. وندعو الله أن تكون قريبة بإذن الله، وإن الله على كل شىء قدير.. ونلتقى الأسبوع القادم على خير بإذن الله.. [email protected]