«امسحى دموعك يا آمال»

والآن وبعد أن انفض المولد.. من فضلك عزيزى القارئ ركز معى... هل تسمع أى شىء عن تزوير الانتخابات أو البرلمان متوازى الأضلاع أو الحزب الوطنى واكتساحه الساحق الليلة وكل ليلة؟... طيب، هل تسمع أيا من الانتقادات التى انهالت على السيد أحمد عز استنكارا لمقالاته وأرقامه التى ذكرها فى الأهرام قبل أسبوعين؟.. طيب هل سمعت أى تعليق عن الأرقام والإحصائيات الغريبة التى أتحفنا بها من بعده رئيس الوزراء وحكومة «رقمنى شكرا»؟.. لقد أصبح من الواضح والمؤكد أننا أمام حكومة هى إما من أولياء الله الصالحين أو مخاوية بسم الله الرحمن الرحيم، فما إن تبدأ رياح الهجوم وأعاصير الانتقادات عليها إلا ويأتى حدث مفاجئ يسحب الأنظار فى اتجاهه..
وحتى الأصوات المتعقلة التى أشارت إلى الانفجار الأخير على أنه دليل قصور فى الأداء الحكومى فى شتى المجالات بدءا بالمواطنة ونهاية بالأمن، حتى هذه الأصوات لم يُقبل منها مثل هذا القول فى الوقت الراهن، وتفننت كل وسائل الإعلام والكتابات فى العمل بمبدأ «امسحى دموعك يا آمال».. وأقمنا الحفلات لمسح الدموع، مما جعلنى أعتقد أن اللى بنى مصر كان فى الأصل متعهد حفلات، طيب هى آمال دى هتقعد تمسح دموعها قد إيه يعنى؟ مش لازم آمال تهز طولها وتبدأ تشوف من هو ذا الذى أبكاها؟ مش لازم آمال تبدأ تبحث أين أوجه القصور ومتى بدأ، ويا إما تغير أو تتغير؟.. وقبل أن تتهمنى عزيزى القارئ بأننى أنا أيضا معنديش دم وبدأت أنتقد ولم يزل الجرح ينزف اسمح لى أن أعرض عليك رسالة وصلتنى على تليفونى المحمول تحمل أبياتاً مجهولة المصدر من مواطن مصرى، تقول الأبيات:
لو لم أكن مصريا لارتحت نفسيا
وانتعشت ماديا، وأصبحت عالميا
ولكننى مصريا..
فتقهقرت حضاريا..
قُتلت إنسانيا
فسدت خلقيا.. فشلت تعليميا
تعطلت مهنيا وتسممت غذائيا
تزورت انتخابيا.. شحت اقتصاديا
فأصبحت مواطنا كرويا..
وقبل انتخابات الرئاسة، سأصبح فى المعتقلات مرميا..
بذمتك يا شيخ هى أحداث نجع حمادى كانت أيام الحملة الفرنسية؟! ألم تكن فى نفس اليوم والليلة من عام مضى؟ طيب لما يكون عندك ابن كل سنة بيسقط فى نفس السنة فى نفس المادة هتتصرف معاه إزاى؟ مش برضه هتبعته على أقرب عجلاتى يتعلم صنعة تنفعه؟ إذن ألم يأت الأوان عشان نبعت هذه الحكومة لأقرب عجلاتى؟