الأزمة السياسية تدفع باكستان لإلغاء الزيادة فى أسعار مشتقات البترول

يتوقع أن تلغي الحكومة الباكستانية خلال ساعات جزءا من الزيادة الأخيرة في أسعار المنتجات النفطية التي تصل إلى 9.2%، لنزع فتيل الأزمة السياسية الراهنة وتخفيف الضغوط الهائلة التي تمارسها أحزاب المعارضة على الحكومة.
وصرحت مصادر مسؤولة بأن الحكومة ستتخذ، الثلاثاء، قرارها النهائي في هذا الصدد؛ حيث سيلتقي رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني مع زعماء الأحزاب قبل بدء جلسة الجمعية الوطنية التي ستطرح فيها هذه المسألة للنقاش.
وذكرت صحيفة «نيشن» الباكستانية، الصادرة باللغة الإنجليزية، أن حزب الشعب الباكستاني رضخ لضغوط المعارضة بشأن الارتفاع الأخير في أسعار المشتقات البترولية، وألمح سرا إلى حزب المعارضة الرئيسي بأن الحكومة ستسحب هذه الزيادة وأنه سيقترح تشكيل لجنة منبثقة عن الجمعية الوطنية لمراجعة الموقف بحيث ينتهي بها الأمر إلى إلغاء قرار زيادة الأسعار.
وقالت مصادر في الائتلاف الحاكم، في تصريح خاص للصحيفة: «إن رئيس حزب (عوامي) الوطني الباكستانى أسفنديار والي خان لعب دورا رئيسيا في هذا الصدد، حيث تحدث مع قيادات المعارضة وهدأ ثورتهم بأن الحكومة ليس لديها أي نية لإبقاء الزيادة على المشتقات النفطية على ما هي عليه في وقت تتوحد فيه المشاعر في الجمعية الوطنية على معارضة هذه الزيادة.
وقالت مصادر في الحكومة الباكستانية إنه على خلفية وجود معارضة قوية لرفع أسعار المنتجات النفطية، قرر اجتماع اللجنة المركزية لحزب الشعب الباكستاني بالفعل الرضوخ للإرادة الجماعية للجمعية الوطنية وإلغاء هذه الزيادة بعد بعض الخطوات الإجرائية.
وأشارت المصادر إلى أن حزب الشعب الباكستاني اتفق سرا مع حزب (الرابطة الإسلامية الباكستانية- نواز) على أن تشكل الجمعية الوطنية لجنة خاصة تتشكل من مندوبين عن جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان لبحث القضية، على أن ينتهي بها المطاف إلى إلغاء الزيادة التي طرأت على أسعار المشتقات البترولية.
كانت جلسة الجمعية الوطنية، التي عقدت الاثنين، شهدت احتجاجات عاصفة من أحزاب المعارضة على القفزة التي شهدتها أسعار المشتقات البترولية في اليوم الأول من العام الجديد، حيث انسحب نواب (الحركة القومية المتحدة) وجامعة (علماء الإسلام) من الجلسة للتعبير عن احتجاجهم، في حين احتج نواب حزب (الرابطة الاسلامية- نواز) بطريقتهم؛ حيث ربط كل منهم شريطا أسود على ذراعه.
وأعلنت مصادر فى الرئاسة الباكستانية أن الرئيس آصف علي زرداري والرئيس المشارك لحزب الشعب الباكستاني قرر تمديد إقامته في كراتشي لمدة أسبوع لعقد اجتماعات حزبية.
ودعا زرداري لعقد اجتماع لنواب حزب الشعب الباكستاني بمقاطعة «سوكور» للتشاور حول القضايا السياسية، والاستماع إلى مشاكل دوائرهم الانتخابية.
ومن المقرر أن يلتقى زرداري لاحقا مع نواب أربع مقاطعات أخرى بإقليم السند.