لا أحد - تقريباً - يتفق مع المهندس أحمد عز، أمين التنظيم فى الحزب الوطنى، من حيث رضاه الكامل عن النتيجة التى حصل عليها الحزب فى الانتخابات الأخيرة، خصوصاً إذا كان الرجل قد قال فى مؤتمر الحزب السنوى السابع، الذى انعقد لثلاثة أيام الأسبوع الماضى، إن الحزب الوطنى لو حصل على النتيجة نفسها فى أى انتخابات مقبلة، فسوف يكون ذلك شيئاً سعيداً له، وللحزب الذى يتولى أمانة التنظيم فيه! ذلك أن المنطق يقول إن على المهندس عز أن يسأل نفسه، أمام حالة من هذا النوع، بالنسبة للحزب، عما إذا كان ما يسعده، كأمين تنظيم، ومعه قادة الحزب، يسعد الآخرين فى المجتمع، خارج الحزب، بالدرجة نفسها، أم لا.. فالحزب الحاكم لا يتحرك فى فراغ، وإنما يفعل ذلك بطبيعة الحال بين مجموعات من الناس، يجب أن يكون مشغولاً طول الوقت بتحقيق حد أدنى من القبول بينهم، لما يفعله! ومع ذلك، فحين يقول، فى أثناء إحدى جلسات المؤتمر، إن الحزب الوطنى يستعد، منذ الآن، لانتخابات مجلس الشورى عام 2013، وانتخابات مجلس الشعب عام 2015، فلابد، والحال كذلك، أن يكون تصريح، على هذه الصورة، فرصة مناسبة تنشغل معها الأحزاب الأخرى بتأمل الطريقة التى يعمل بها «عز» فى داخل الحزب الوطنى! وكنت قد سألت قيادياً فى حزب معارض كبير، قبل شهور، عما يراه فى الطريقة التى يعمل بها «عز» فى تنظيم الحزب الوطنى، فسمعت منه - ما معناه - أن ما يقوم به الرجل داخل الحزب، ليس فقط خلال شهور مضت، وإنما على مدى سنوات، يدعو للإعجاب فى حد ذاته، بصرف النظر طبعاً عما إذا كنا نتفق معه، فيما يفعله، وفى نتيجته، أم لا.. فهذا موضوع آخر.. وإنما موضوعنا فى هذه السطور، هو أن نتخيل لو أن الله تعالى قد رزق كل حزب معارض، خصوصاً الأحزاب ذات المكانة، برجل له قدرات «عز» على العمل، والإعداد والتدبير، والتخطيط، والتنظيم، وكل ما يمكن أن يكون عملاً قائماً على منهج منضبط، لا على خبط عشوائى! ولست فى حاجة إلى الإشارة إلى ما كتبته على مدى أيام مضت فى انتقاد مقالات المهندس عز الثلاثة، التى نشرها فى «الأهرام» عن الانتخابات، وكيف أن ما كتبته فى هذا الاتجاه يجعل شبهة النفاق له، من جانبى هنا منتفية تماماً.. فكل ما هو مقصود هنا، هو الإشارة إلى نقطة محددة، وهى أن استنساخ «عز» فى كل حزب معارض، كفيل بأن يجعل انفراد الحزب الوطنى، بالساحة السياسية مسألة صعبة، بل مستحيلة! ماذا لو كان لدينا «عز» التنظيمى، لا السياسى، فى داخل كل حزب معارض؟!