هى صديقة العائلة التى اتصلت بنا مستغيثة تطلب حقها «كاش مونى» من وزارة المالية.. خمسة آلاف جنيه على داير المليم.. وطلبت منا أن نساعدها فى الحصول على نمرة وزير المالية.. لم نفهم فى بداية الأمر ولكنها بدأت تقرأ لنا من كتيب موازنة المواطن.. وجاء فيه أن نصيب المواطن من الدعم الإجمالى يصل إلى خمسة آلاف فى عين العدو.. قالت لنا «لا أريد الدعم.. عايزة فلوسى وأنا حرة فيها».. حاولنا أن نشرح لها مخاوف الحكومة من عدم وصول الدعم إلى مستحقيه.. وفتحنا دليل المواطن المصرى للموازنة العامة للدولة ووجدنا فيه أشياء لذيذة جدا.. مثلا حصيلة الضرائب تصل إلى مائتى مليار جنيه من إجمالى الموازنة وهو مائتان وخمسة وثمانون مليار جنيه.. يعنى الإيرادات غير الضريبية هى خمسة وثمانون ملياراً فقط.. معلش استحملونى شوية فى مسألة الأرقام هذه.. هل ما سبق شىء طبيعى أم أن الاقتصاد المصرى فى هذه الحالة يعتبر ضعيفاً؟.. أين دخل قناة السويس؟.. خمسة وعشرون ملياراً.. يتبقى ستون ملياراً فقط إيرادات غير ضريبية.. وأغلبها من بيع أراضى الدولة ومن السياحة التى هاجمتها سمكة القرش.. ومن بيع الهواء لشركات المحمول.. ما نصيب ميزانية الدولة من الصناعة والإنتاج والتصدير؟.. ثم إنك إذا رجعت لبنود الدعم فسوف تزداد دهشتك.. ستة عشر فى المائة دعم الطاقة.. هل تذهب كلها للمواطن؟.. أم تبتلعها مصانع وشركات القطاع الخاص للحديد والأسمنت وتجميع السيارات.. بينما المواطن معلق من عرقوبه والضرائب على ودنه.. فالمدرسون لم تتم فرحتهم بحصولهم على الكادر حتى فاجأتهم الحكومة بتحصيل ضريبة زيادة الدخل منهم.. مدهشة جدا سياسة خد وهات.. وبعدين؟ نحن نجرى التجارب على المواطن المصرى بقوة لكى يصبح أعجوبة الزمان والمكان.. ويقال إن شعار وزارة المالية فى القريب العاجل سوف يكون.. «ادفع بالتى هى أحسن».. ويحكى أنه فى زمن المماليك والعثمانلية كان المصرى الغلبان يحلق «زلابطة» ويبيع هدومه ومع ذلك لا يرحمه المحتسب.. الحمد لله أننا نجونا من هذا الزمان.. والحمد لله أننا لم نولد فى زمن الكروب التى يحكى عنها الجبرتى عندما كان المصريون يجأرون بالشكوى والدعاء قائلين «يا خفى الألطاف نجنا مما نخاف».. ولكننا الآن نعيش فى زمن الدهشة.. وقد قرأت مؤخراً أن المستثمرين المصريين يطالبون بفرض ضرائب على الأموال الساخنة فى البورصة.. وهى تصل إلى ثمانية مليارات دولار.. ولكن المسؤولين رفضوا ذلك بشدة، لأنه سوف يؤثر على عملية جذب الاستثمار.. ودار حديث حول ال«هوت مونى» أعزكم الله وهى الأموال الساخنة.. ويا سلام لما تكون الفلوس ساخنة.. يكون الإنسان فعلا دفيان وجيبه عمران.. عادة الفلوس الساخنة تعرف طريقها جيدا إلى الأغنياء.. أما الفقراء فالفلوس عندما تصل إلى أياديهم تكون باردة أومهترئة أومرشوشة سبرتو.. وربما لا تصل إليهم أصلا مثلما حدث مع مدام عزة. [email protected]