درب من الخيال عندما نعتقد أن هناك مواعيدا منضبطة لعربات النقل العام تستطيع أن تضبط عليها مواعيدك كما فى جميع الدول المتحضرة طبعا سأصف لكم مشاهد للدلالة على سوء إدارة هيئة النقل العام خاصة عربات غرب اسكندرية بمنطقة العجمى وغياب الرقابة و المحاسبة فى تلك المنظومة فمثلا كنت منتظرا بالأمس اتوبيس خط هانوفيل جمعية كليوبترا طبعا الأنتظار كان طويلا حوالى نصف ساعة حتى يأتى المينى باص الذى سوف يقتادنى إلى كليوبترا طبعا تشعر فى مرحلة الانتظار بكل عوامل الضيق و الضجر و الملل و كانت تنتظر معى أمرأة على ما أعتقد كانت فى عجلة من أمرها ولاحظت شيئا عجيبا أن الأتوبيس قد آتى ولكن بدلا من أنه يقف فى موقف الأتوبيس غير مساره ودخل إلى منطقة الزهراء ولف فيها لفترة لا تقل عن ربع ساعة ثم خرج من تلك المنطقة ليعود إلى موقف الأتوبيس هانوفيل جمعية طبعا تغيير المسار بتلك الصورة لو كنا فى دولة أخرى لكان هناك محاسبة شديدة عليه لانه كان على مرأى ومسمع من مسئول محطة الأتوبيس فى هانوفيل جمعية ثم ركبنا منتظرين تحرك الاتوبيس وكان طبعا تلكأ السائق ملحوظ للغاية وصعد السائق ومعه زميله فى الهيئة وهو سائقا أيضا و كنا نعتقد خطأ أن الأتوبيس سوف يتحرك ولكن كانت المفأجاة الغريبة قام سائق الأتوبيس برش مياه على أرضية الباص وتحت الكراسى وطبعا الأتوبيس كانت أرضيته مليئة بالتراب فما أدراك بعد ذلك عندما تضع ماءا على تراب قبل كنس الأرضية المهم هل تلك طريقة جديدة لنظافة الأتوبيسات أم هذا إجتهاد شخصى من سائق الأتوبيس ؟ ثم نزل السائق ومعه زميله الآخر وكان يتحدث فى الموبايل والاثنين يتمتعوا بلا مبالاة متناهية فى ضياع الوقت وعدم الشعور بالأخرين كانت المرأة تزداد ضجرا ونزلت لتكلم المفتش فى المحطة حتى يعطى الأمر بتحرك المينى باص فعمل على طمأنتها بان الاأوبيس سوف يتحرك فصعدت المرأة و لم يتحرك الأتوبيس إلا عندما قرر سائق الأتوبيس التحرك و أخذ ذلك القرار بعد حوالى نصف ساعة طبعا هذا المشهد يدل على الآتى: أولا: غياب الرقابة و المسئولية فى هيئة النقل العام ثانيا: تأخر الأتوبيسات عن مواعيدها وتلكع سائقى الهيئة عن القيام بوظيفتهم كما ينبغى تحت مرأى ومسمع من مسئولى محطات الهيئة ثالثا: مما يدل على ضعف سلطة مسئولى المحطات على السائقين بل وتحكم السائقين فى مسارات الأتوبيس كيفما يشاءوا رابعا: بصراحة العربات غير نظيفة فعلا ليس لأن السائق قام برش المياه على أرضية الأتوبيس لا فعلا حقيقة واضحة للعيان بعدم نظافة سيارات هيئة النقل العام شئ مخزى ثم لاحظ مشهد آخر عدد سيارات النقل العام خط محطة مصر البيطاش يفوق بكثير خط محطة مصر الهانوفيل فمثلا نجد تكدس المحطة بأربع أو خمس أتوبيسات بيطاش أمام اتوبيس الهانوفيل على الرغم من أن الكثافة السكانية للهانوفيل أكبر من البيطاش وقد لا يأتى أتوبيس الهانوفيل إلا بشق الأنفس ويمكن أن لا يأتى ومع ملل وضجر المواطنين وكثرتهم وإزدحامهم أمام محطة الأتوبيس فى ساعات الذورة وصياحهم فى وجه المسئول عن المحطة يقوم بتحويل مسار الأتوبيس من البيطاش إلى الهانوفيل ويمكن أن يعترض سائق الأتوبيس على الرغم من قرار مسئول المحطة و يمكن يقول انه لن يتحرك بالأتوبيس على الإطلاق كنوع من أسلوب فرض الأمر الواقع ثم بعد ذلك يقرر سائق الأتوبيس بتحويل المسار بعد إلحاح المواطنين عليه فى ذلة ومهانة فتجد التزاحم على الباب وتكدس المواطنين فوق بعضهم البعض ليستطيع كل منهم أن يجلس فى كرسى شئ مأساوى لا يمكن أن تشاهده فى الدول المتحضرة نلاحظ من المشهد الثانى العديد من الملاحظات: اولا: سوء تخطيط فى توزيع خطوط النقل العام خاصة فى منطقة غرب الاسكندرية ثانيا: بلطجة سائقى الأتوبيس تحتاج إلى وقفة حازمة من قبل المسئولين ثالثا: ضعف الشخصيات التى تدير محطات الأتوبيس فى منطقة غرب رابعا: غياب المعلومات الدقيقة عن توزيع الكثافة السكانية فى مناطق المحافظة المختلفة مما يؤدى إلى تخطيط متخبط ورؤية قاصرة خامسا: عدم توفر العدد الكافى من الأتوبيسات فى وقت الذروة و بما يتناسب مع إحتياجات المواطنين الملحة على أرض الواقع وتلك الأمثلة من حياة المواطن تعبرعن منظومة إدارة العمل العام فى الدولة من غياب الرقابة و المحاسبة وعدم توفر المعلومات الدقيقة اللازمة لإتخاذ القرار لدى المسئولين, ضعف الشخصيات الإدارية التى تستطيع أن تحاسب وتراقب إنتظام العمل اليومى فى الشأن العام تعامل الموظف العام بطريقة فجة مع المواطنين كأنهم يعملون لديه وليس العكس على أنه يعمل من أجل خدمتهم وراحتهم سوء التخطيط ممكن أن يترتب عليه ضياع حقوق المواطنين بشكل يومى وبشكل عبثى غياب المنظومة التى تمكن المواطن من خلالها التعبير عن تظلمه من سوء أداء الخدمة العامة نناشد السادة المسئولين بمحافظة الاسكندرية النظر بعين الإعتبار لما يحدث للنقل العام فى منطقة غرب الاسكندرية وبصفة يومية ولما يتعرض له المواطن المصرى من ضغوطات عصبية ونفسية نتيجة تعامله مع النقل العام ومع مقدمى الخدمة الذين يتمتعون بلا مبالاة شديدة وبرود لا يمكن وصفه و تحتاج الهيئة إلى تطوير جذرى والسعى الجدى لرجوع القطاع الخاص مرة أخرى كما كان فى سابق عهده كمنافس للهيئة لانهم فعلا كان بيقوم بواجبه على أكمل وجه من ناحية إنتظام مواعيد العربات وتوفر السيارات على كافة الخطوط على مدار الساعات المختلفة اليوم بما لا يتسبب إلى تكدس و حشر المواطنين فى الأتوبيس كما يحدث الآن حتى أن المواطن الآن عندما يركب الأتوبيس بيغنى ويقول تبقى أنت أكيد أكيد فى مصر