■ هل هناك مؤامرة على مصر تستهدف إنهاكها، والضغط عليها، وتلطيخ سمعتها، وإضعاف نفوذها، وزعزعة الثقة فيها؟ - نعم من دون أى شك. ■ من يقدم أفضل الذرائع لتلك المؤامرة، ويؤجج نيرانها، ويزودها بالحجج والقصص، ويعزز فرص نجاحها، ويمنحها القبول والاستدامة والقدرة على التحقق والنجاح؟ - الدولة والحكومة والحزب الوطنى ودول وجماعات ومنظمات ووسائل إعلام معادية أو حاقدة أو منافسة، إضافة إلى المجموع العام.. أنا، وهو، وأنت. ■ هل تتعرض مصر لتلك المؤامرة بشكل استثنائى يخصها وحدها ويتجنب غيرها من دول الإقليم والعالم؟ وهل تكثفت عناصر تلك المؤامرة فى الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، لإيقاف انطلاقتنا، وتعويق مسيرتنا، والحد من نجاحاتنا؟ - لا بكل تأكيد. ■ ما أهم عناصر تلك المؤامرة، وكيف تحقق النفاذ والرواج والتأثير وتلطخ صورة البلد وحكومته ومواطنيه؟ - قانون الطوارئ، وتزوير الانتخابات، والبلطجة والعنف، وإقصاء المعارضين، وسحلهم فى الشوارع، والتحرش الجنسى، وفساد مياه الشرب وشحها، ورى المزروعات بمياه الصرف، والسحابة السوداء، ونهب أراضى الدولة، وتراجع مستوى التعليم، واحتلال ذيل القوائم العالمية فى معايير التنمية والشفافية والديمقراطية والنزاهة والكفاية، وانتشار العشوائيات، وأطفال الشوارع، والانسداد المرورى والسياسى، والتفاوت الطبقى، والبيروقراطية المهلكة، وسوء توزيع الدخل القومى، وتفشى الفساد، وغياب العدالة وتكافؤ الفرص، وغفوة القانون، وتردى المنظومة الصحية، وتفاقم الرشوة، وهيمنة المحسوبية والوساطة، وتكرس الفقر والأمية، وتوطن الأمراض المزمنة، وتراجع القيم، والتفسخ الاجتماعى، والتدين الشكلى، والتعصب والتمييز الدينيين، وإشعال الفتن الطائفية، وسوء الإدارة، وفقدان الرؤية، والتبعية السياسية، وانحسار الأدوار الخارجية، والزهو الفارغ، والاستعلاء المرضى، والانكفاء على الذات، وغموض المستقبل، و..... ■ كيف يمكن أن نواجه تلك المؤامرة؟ - أولاً يجب أن نعرف أننا قد نكون مستهدفين، لكن ذلك مما يحدث لمعظم دول المنطقة والعالم، فلسنا هدفاً فريداً واستثنائياً للتصويب والتدمير وتلطيخ السمعة. كما يجب أن ندرك أن جزءاً كبيراً مما نعانيه يرجع إلى سوء الإدارة وتفشى الفساد وتراخى الهمة، وأننا لم نبذل الجهد اللازم لبناء صورتنا والدفاع عن سياساتنا وتعزيز الانطباع الجيد عن أنفسنا وعن بلدنا. ■ هل هناك آليات لصد مثل تلك المؤامرة؟ - نصد المؤامرة بتفكيك عناصرها، وبوقف تزويدها بأسباب الازدهار والنجاح. لا نجرى انتخابات غارقة فى التزوير والبلطجة، ولا نؤجر الدولة لتحالف رأس المال المشبوه مع السلطة الجائرة والمسنودة بآلات القمع الجبارة، ولا نولى المناصب لأصحاب الحظوة من هؤلاء الذين يتسمون بتردى الكفاءة وسوء السمعة، ونطور آليات محترمة للمتابعة والرقابة والمحاسبة والثواب والعقاب.. ونعيد الاعتبار للقانون. ■ وكيف نحسن صورتنا؟ - ننتج وقائع حقيقية وجذابة وإيجابية ونسوقها فى المجال العام. ندرب مسؤولينا على التعاطى مع الإعلام، ونطور وسائل إعلام ذات نفاذ إقليمى ودولى، لتنقل أفكارنا وأخبارنا الإيجابية إلى العالم، وننشئ شركات ونتعاقد مع أخرى لتسويق صورتنا، ونقيم المحافل والفعاليات المدروسة والنزيهة التى تعزز مكانتنا، ونصدر الرسائل المكثفة والمتتابعة والمصوغة بعناية لتحسين موقعنا بين الأمم، ونبحث عن قصص النجاح والبطولة بيننا.. فنضعها فى أفضل المراتب، ونمنحها أفضل المنابر لتعبر عن قدرتنا على الفرز واحتفائنا بالقيمة. ■ وهل يفعل الآخرون ذلك؟ - يفعل الناجحون ذلك. البعض يكتفى بإصلاح الحال ولا يهتم بالصورة، فينجو من التحلل ولا يحظى بالاعتبار، والبعض يطور الصورة ولا يحفل بسلامة الواقع، فيزهو بمجد قد تزعزعه الظروف الطارئة أو تكشفه النوازل الجسام، ويجمع بين المناعة والمكانة والقدرة والبريق.. هؤلاء الذين ينجزون على صعيدى الأداء وتسويق الإنجاز. ثمة مؤامرة على مصر يشنها تحالف القمع والفساد، وثمة مؤامرة على صورة مصر تنجح بسبب قلة الحيلة وتردى الكفاءة. ولذلك، فإن الكارهين والحاقدين والأعداء لا يحتاجون إلى تدبير المؤامرات ضدنا، بقدر ما يحتاجون إلى الدعاء أن «يبقى حالنا على ما هو عليه».