مصطفى راغب، 27 عاماً، يحمل الجنسيتين المصرية والكندية، يحلم بأن يصبح مثل الدكتور أحمد زويل، فى علمه وعقله، ويتمكن من إنشاء مصنع أدوية بأيد عاملة مصرية 100%، لإنتاج عقار مقاوم لبكتيريا تصيب من 25% إلى 50% من كبار السن، إثر تعرضهم لكسور بسبب هشاشة العظام، تؤدى فى كثير من الأحيان لوفاتهم. قصة «مصطفى» مع العلم بدأت منذ كان فى الصف الرابع الإبتدائى، عندها قرر والده «الطبيب» أن يحوّله للتعليم المنزلى، لأن معدل استجابته كان أعلى من أقرانه فى المدرسة، وفى إجازة الصف الرابع الابتدائى حصل «مصطفى» على الابتدائية، ومنها للثانوية البريطانية التى أنجزها فى عام ونصف العام وحصل فيها على مجموع مرتفع عام 1997، بما يعادل 127% بالنظام المصرى، ثم حصل على الإعدادية فى شهر تقريباً. كان عمره وقتها 14 عاماً، وكان حلمه الالتحاق بكلية الصيدلة، إلا أن قانون الدولة لا يسمح له بالالتحاق بالجامعة إلا بعد ثلاث سنوات من الحصول على الشهادة الإعدادية، فقرر الالتحاق بكلية العلوم بالجامعة الأمريكية، لأنها لا تتبع وزارة التعليم العالى. « لم أختصر كل هذا الوقت لأبقى فى المنزل ثلاث سنوات، ودعمتنى توصيات القنصلية البريطانية فى مصر لدخول الجامعة الأمريكية دون وضع عامل السن فى الاعتبار»، هكذا تحدث «مصطفى» ل«إسكندرية اليوم» عن قصة حصوله على 3 شهادات بكالوريوس ببلوغه سن ال27. وأضاف: «أنجزت ثلاثة أرباع بكالوريوس العلوم قسم بيولوجى وعادلت المناهج التى درستها فى الجامعة الأمريكية بمناهج جامعة تورنتو بكندا، وحصلت على البكالوريوس من جامعة تورنتو فى سن ال18، وفى سن ال22 حصلت على بكالوريوس فى كيمياء تصنيع الدواء، ولأن كلية الصيدلة ظلت حلماً يطاردنى التحقت بها وحصلت على البكالوريوس هذا العام». لم تكن هذه فقط هى إنجازات «مصطفى»، فهو أعد بحثاً ومشروعاً مصرياً كندياً بالتعاون مع طبيب إنجليزى لإنتاج عقار مقاوم لبكتيريا «سيدوموناس أوريجونوزا»، التى تسبب التهابات بالأذن والقنوات التنفسية، إثر الإصابة بكسور، خاصة عند كبار السن الذين تتعدى أعمارهم ال55 سنة، والذين لا تستجيب حالتهم لمعظم المضادات الحيوية المعروفة فى العالم. وقال «مصطفى» إن فائدة البحث تتمثل فى العثور على عقار يعمل على مقاومة الطفيليات، وإن التجارب المعملية التى قام بها بجامعة تورنتو أثبتت أنه يساهم فى تقليل تركيز بكتيريا «سيدوموناس أوريجونوزا» بل القضاء عليها، ومن ثم الحفاظ على أرواح كبار السن الذين يتعرضون لكسور، مشيراً إلى أن بحثه سينشر فى مجلة طبية إنجليزية الشهر المقبل، وبعدها يحق له أن يجرب الدواء على البشر. وعن تمويل مشروعه، أوضح «مصطفى» أن منظمةCIHR الكندية هى الممول الأول، إلا أنه أعرب عن رغبته فى أن تتعاون معه وزارة البحث العلمى، لإنتاج هذا الدواء وتسويقه للعالم من مصر، قائلاً: «لدينا أرض على طريق مصر- إسكندرية الصحراوى، وحلمى أن أعود لمسقط رأسى وأبنى مصنعاً للأدوية بأيد عاملة مصرية، نصنع فيه هذا الدواء ونسوقه للعالم، بدلاً من بيعه لأى شركة أجنبية، لأن بلدى أولى بعلمائه».
