نانسى عجرم: جمهورى 200 مليون عربى.. فلماذا أشغل نفسى ب«العالمية»

للمرة الأولى تحتفل نانسى عجرم بصدور ألبومها الجديد «7» الذى طرح مؤخراً فى الأسواق، وحقق نجاحاً ملحوظاً، فى ظل حالة الكساد التى سيطرت على سوق الغناء.
نانسى التى حضرت فى موعد الحفل دون تأخير ارتدت فستاناً أبيض أثار إعجاب الحضور، وبمجرد دخولها صالة فندق «فينيسيا» فى بيروت وقفت لفترة طويلة مع الصحفيين والإعلاميين الذين حرصوا على تهنئتها وتهنئة محمد ياسين منتج الألبوم وصاحب شركة «أرابيكا» قبل بداية المؤتمر الصحفى الذى حضره عدد كبير من الملحنين والشعراء الذين شاركوا فى أغانى الألبوم، ومنهم الملحن سمير صفير والشاعران نزار فرنسيس ومارسيل مدور، وتناقشت نانسى مع الصحفيين فى كثير من الموضوعات بخفة دم، كما عرض لها على شاشات ضخمة أحدث كليباتها «شيخ الشباب» مع المخرجة ليلى كنعان.
بدأ المؤتمر بسؤال لنانسى عن أى شركة ستتولى إنتاج ألبومها المقبل، فأجابت ضاحكة: أكيد مع «أرابيكا» فأنا لم أجد عند هذه الشركة إلا المحبة والنجاح والتعامل الراقى، وبإذن الله سيكون ألبومى المقبل معها، وأشكر المنتج الصديق محمد ياسين على هذا الاهتمام الذى أحاطنى به وقدمه للألبوم، وهذا ليس غريباً عليه، فهو مشهود له بخبرته الفنية، بالإضافة إلى أنه صاحب ذوق.
من جهته قال محمد ياسين للصحفيين: وضعنا كل الإمكانيات الفنية والتقنية والإعلامية، وكل جهد ممكن لنكون عند المستوى الذى تستحقه نانسى الفنانة الراقية والنجمة الكبيرة، وأعتقد أننا قدمنا لها ما تستحقه مثلما قدمت هى لجمهورها كل جهدها ليكون ألبومها عند مستوى ما وصلت إليه من نجومية، وأود أن أشكر كل الإعلاميين اللبنانيين والعرب وكل وسائل الإعلام على تلبيتهم الدعوة، وأشكرهم جميعا على اهتمامهم، وأتمنى أن تبقى العلاقة بيننا كشركة وبينهم كمؤسسات وأفراد على أفضل ما يرام، وستكون لنا معهم دائماً لقاءات ومشاورات.
بعد انتهاء المؤتمر اختصت نانسى عجرم «المصرى اليوم» بحوار مطول لا تنقصه الصراحة، تحدثت خلاله عن ألبومها الجديد ومشروعها السينمائى المقبل، وغيرها من الموضوعات فى السطور التالية:
■ بداية، وعقب التهنئة المستحقة على عملك الجديد لدى سؤال عن الاسم الغريب الذى اخترته للألبوم؟
- أكثر من شخص سألنى هذا السؤال، وكانوا يستغربون فى البداية، لكننى كنت أثق فى جمهورى تماماً بقدر ما أثق فى المجهود المبذول فى العمل، والاسم جذاب جداً، من وجهة نظرى على الأقل، والمسألة ببساطة أن هذا الألبوم هو السابع فى مسيرتى الفنية لذلك قررت أن أسميه «7».
■ أليس غريباً أن يحمل غلاف ألبومك اسمى شركتى إنتاج «أى تو ميوزيك» و«أرابيكا ميوزيك»؟
- الألبوم أنتجته أنا وشريك رحلتى الفنية «جيجى لامارا» من خلال شركتنا «أى تو ميوزيك» وبعد اكتماله بعناه ل «أرابيكا».
■ تردد أنك وقعت عقداً طويل المدى مع «أرابيكا»؟
- اتفقنا أن نعمل معاً مادام هناك عمل جيد وتفاهم على الشكل الموسيقى والغنائى الذى أرغب فى تقديمه للجمهور كمطربة، وترغب «أرابيكا» فى تقديمه كجهة إنتاج.
■ هناك اتفاق آخر بينكما على أن تقدمك الشركة إلى الشاشة الفضية بفيلم ميزانيته مفتوحة؟
- هذا صحيح ، فاتفاقى معهم ليس مقصوراً على الإنتاج الموسيقى، حيث يوجد اتفاق على مشروع سينمائى، لكنه مؤجل فى الوقت الحاضر إلى 2012، ويتم حالياً التجهيز لأكثر من فكرة لأننى ببساطة شديدة لن أخوض تجربة السينما إلا من خلالهم، كما أننى أفضل التركيز فى الغناء حالياً، فالسينما لها حسابات أخرى وتحتاج إلى وقت كاف حتى تخرج بأفضل شكل، كما توجد مفاجأة كبيرة سوف أعلن عنها مع «أرابيكا» خلال العام المقبل.
■ هل المفاجأة ستكون دويتو مع مطرب عالمى كما تردد مؤخراً؟
- ابتسمت قبل أن تقول: كيف تكون مفاجأة وأعلن عنها الآن؟
■ بمناسبة الكليبات.. كيف ترين عودتك إلى شريكة بداية انطلاقتك المخرجة نادين لبكى؟
- نادين مخرجة رائعة ولها حساسية خاصة فى التعامل مع الكليب، وأعتبر عودتنا للعمل معاً موفقة جداً، وهى صاحبة اقتراح إطالة الكليب قليلاً عن الأوديو من أجل إشباع الفكرة لدى الجمهور.
■ أليس غريباً أن تختارى الخلافات الزوجية موضوعاً لكليب «فيه حاجات»؟
- ليست الخلافات الزوجية بل الإحساس بتراجع الرومانسية وغلبة الإنشغالات على المشاعر، وهو موضوع مهم وحساس، وأعتقد أنه لامس وتراً حساساً لدى الكثير من المتزوجات.
■ ارتبطت فى بدايتك بنادين لبكى وقدمت معها أكثر من كليب، وها أنت تقدمين جديدك مع المخرجة ليلى كنعان.. فهل هو انحياز للمرأة؟
- بل انحياز لذلك الحس الأنثوى الإبداعى، فالنساء يملكن عادة رقة فى نسج التفاصيل، وهذا بالطبع ليس تقليلاً من المخرجين الكبار الذين يقدمون أعمالاً اكثر من رائعة، ولكن طبيعة ما أقدمه تتناسب أكثر وتلك اللمسة الأنثوية.
■ هل تعتقدين أن تلك النظرة هى التى جعلت الأطفال يقبلون على ما قدمته لهم؟
- ألبوم «شخبط شخابيط» كان حالة حلوة «كله على بعضه»، ونجاحه كان استثنائياً، لأن الأطفال صدقوا تلك الحالة، وهو من الأعمال التى أعتز بها جداً.
■ لماذا لم تتكرر التجربة؟
- أرفض التكرار لمجرد البحث عن نجاح غير حقيقى، ولكى أكرر التجربة لابد أن أجد عملاً على المستوى نفسه.
■ هل ستتعاونين فى ألبومك المقبل مع فريق العمل نفسه من شعراء وملحنين وموزعين؟
- لأنى حققت نجاحاً معهم، لكن إن وجدت كلمات وألحاناً جيدة من آخرين سأغنيها فوراً.
■ وما أكثر أغنية قرباً إلى قلبك؟
- لا أخفى عليك جميع أغنيات ألبومى الجديد أعتز بها جداً، خاصة أن الشعراء والملحنين بذلوا فيها مجهوداً ضخماً، لكن أغنية «إمتى أشوفك» التى أتعاون فيها مع الشاعر الموهوب نبيل خلف أعتبرها الأقرب إلى قلبى، وعندما أغنيها ينتابنى شعور وإحساس غريبان، لذلك أنا سعيدة جدا بتجربتى معه، وأتمنى تكرارها فى الألبوم المقبل.
■ كيف اخترت أغنيات ألبومك الذى تعتبرينه الأفضل؟
- الكلمة هى الأساس، وأرفض الكلمات المكتوبة على ألحان جاهزة لأنها خالية من المعنى، وأفضل الأغنية التى تحمل قصة لها بداية ونهاية، ولا يقتصر ذلك على الأغنيات الدرامية فقط، بل الأغنيات التى تعتمد على «الشقاوة» أيضاً.
■ مطربون ومطربات كثيرون يتحدثون عن رغبتهم فى التواجد عالمياً واقتحام الغرب بموسيقاهم.. فأين أنت من هذا الحلم؟
- سأكون صادقة معك.. أنا لم أحلم يوماً بالعالمية، ولم تشغل بالى أو تدخل قائمة اهتماماتى، وليس السبب بالطبع قلة الطموح، لكن إذا كانت نقطة تميزى هى المذاق الشرقى، فكيف أتخلى عنها وأغنى مثل آلاف المطربات الغربيات بلغتهن وموسيقاهن وتوزيعاتهن؟، إذن أين شخصيتى وأين هويتى، وعموماً أنا مكتفية بأن يكون جمهورى 200 مليون عربى.. «كفاية قوى».
■ تبذلين جهداً كبيراً فى الاستماع إلى الأغنيات واختيار أنسبها.. فكيف تختارين موعد طرح ألبومك؟
- عندما أصل لمرحلة الرضا الكامل عن الأغنيات، ولست من النوع الذى يقدم عملاً «نص نص» من أجل اللحاق بالموسم، وأرفض تماماً فكرة وضع أغنية أو اثنتين قويتين فى الألبوم، والباقى أقل فى المستوى، لذا أكون حريصة أن تكون جميع الأغنيات تصلح «هد» للألبوم.
■ ترفضين إذاً فكرة المواسم أو اختيار توقيتات معينة لطرح ألبوماتك الجديدة؟
- بالتأكيد يجب دراسة كل خطوة، لكنى أؤمن أكثر بأن العمل الجيد ينجح فى أى توقيت، والألبوم القوى يخلق موسماً بغض النظر عن أى ظرف آخر، كما أن الشركة المنتجة لها رؤية فى هذا الموضوع.
■ لماذا اخترت اللهجة المصرية لتغنى بها المقاطع الخاصة بك فى أغنية «كأس العالم»؟
- المسألة ليست تعصباً أو انحيازاً للهجة دون غيرها، والأمر ببساطة أن اللحن تم وضعه ليغنى عليه مطربون من كل أنحاء العالم كل بلغته، وقد فاضلنا بين الكلمات التى وضعت على اللحن، فكانت المصرية أفضل، وعموماً أنا مصرية كما أنا لبنانية كما أنا عربية، ولكل بلد معى ذكريات، ولى فيه معجبون وأصدقاء.
■ كيف تحصلين على ردود الفعل تجاه أعمالك؟
- لدى مجموعات من المعجبين على الإنترنت أعتبرهم بمثابة البوصلة، فضلاً عن الإعلام والاحتكاك المباشر بالجمهور خلال رحلاتى المتعددة.
■ هل مرت نانسى بالحالة التى غنت لها فى أغنية «فيه حاجات» فى زواجها؟
- تضحك فى خجل: لأ طبعاً.
■ كيف تتعاملين مع الشائعات وهل تتأثرين بها؟
- لا أرد، لكننى أتأثر بالشائعات التى تمس حياتى الشخصية، أما النقد الفنى حتى لو كان شديد القسوة فلا يغضبنى، ومازلت أعتبر نفسى هاوية رغم أننى وصلت إلى مرحلة الاحتراف لأننى أحب الغناء، وفى النهاية لا يمكن أن أفرض نفسى على الجمهور، لكن الحمد لله جمهورى كبير.