نشرت جريدة «صوت الأمة» الأسبوعية فى عددها الصادر يوم السبت الماضى بياناً من ممدوح الليثى، رئيس اتحاد نقابات الموسيقيين والممثلين والسينمائيين جاء فيه أن مهرجان أبوظبى قام بتكريم منتجة إسرائيلية ومنحها جائزة الجمهور (30 ألف دولار أمريكى)، وأن الاتحاد أصدر بياناً استنكر فيه هذا الأمر، ولكن مجموعة من النقاد الذين تتم دعوتهم للمهرجان بصفة دائمة قاموا بالدفاع عن المهرجان، ونفى حدوث تلك الواقعة. واستطرد الليثى فى بيانه قائلاً إن عيسى المزروعى، مدير مشروع مهرجان أبوظبى، كان ضيفاً على مهرجان القاهرة مطلع هذا الشهر وإنه «اعترف» بالواقعة، وقال: «كانت مفاجأة لإدارة مهرجان أبوظبى أن تعترف بأنها إسرائيلية وأنها فخورة بذلك، ولكن المهرجان وجه لها الدعوة على أساس أنها منتجة بريطانية»، وقال الليثى إن عيسى المزروعى «اعتذر عن التأخير فى الرد وكشف هذه الحقيقة»، واختتم رئيس الاتحاد بيانه الجديد قائلاً: «والآن ما رأى النقاد الذين هاجموا بيان الاتحاد واتهموه بالعجلة وعدم الدراسة؟». وهذا البيان يفتقد الدقة لذكره أن مهرجان أبوظبى قام بتكريم المنتجة، فالفوز بجائزة الجمهور لا يسمى «تكريماً»، ونحن نصدق ما جاء فى البيان بالطبع لأن اتحاد النقابات الذى يمثل نحو عشرة آلاف فنان مصرى لا يمكن أن ينسب إلى مدير مشروع مهرجان أبوظبى ما لم يقله، ولكن بيان الاتحاد لا يوضح لمن قال هذا الكلام وفى أى إطار، ولماذا لم يصدر بيان رسمى من المهرجان، أو يدلى بتصريح صحفى. ولا شك أن النقاد الذين نفوا حدوث الواقعة تسرعوا، بل ذهب بعضهم إلى القول إن هناك مؤامرة على المهرجان لأهداف شخصية، وكانوا بذلك هم الذين يعبرون عن أهداف شخصية، ويصغرون من القضية موضوع الحوار، ولكن ما نشره هؤلاء فضلاً عن أن عددهم يقل عن عدد أصابع اليد الواحدة، لا يعنى الربط الذى جاء فى بيان اتحاد النقابات بين مواقف النقاد من المهرجانات ودعوتهم لحضورها، فدعوة أى ناقد إلى أى مهرجان لمصلحة الطرفين، وكما يحتاج النقاد إلى المهرجانات لمشاهدة الأفلام الجديدة، تحتاج المهرجانات إلى النقاد، ومن دونهم لا يكون المهرجان مهرجاناً. [email protected]