معرض فوتوغرافيا يحكي تاريخ الفجالة..وسكانها

وكأنها قصة، سردت مروى سعودى حكايات وذكريات عن منطقة الفجالة، مروى لم تر مما سردته بلوحاتها شيئاً، لكنها استمعت إليه ممن عاشوا وعايشوا هذه الفترة المهمة فى تاريخ الفجالة، عندما كانت منطقة ثقافية، قبل أن تغزوها الأدوات الصحية.
عندما جلست مدام سوزى لتروى ذكرياتها مع الفجالة للفنانة مروى سعودى، حكت دون أن تقصد عن تاريخ كامل ربما لا يعرفه أحد، تاريخ عاشته وأبناء الحى، ومازالوا يتحسرون عليه، هذا الملمح التقطته مروى فى معرضها الذى أقيم بعنوان «حكايات فوتوغرافية» فى مقر جمعية النهضة العلمية والثقافية «الجيزويت» فجاءت الصور وكأنها تأريخ كامل لمرحلة مهمة فى عمر الحى العريق.
سوزى وعم راهب وعم عصام وغيرهم من أهالى الفجالة هم أبطال الحكايات التى روتها مروة بصورها، واعتبرتها أفضل وسيلة لسرد تاريخ الفجالة دون الاعتماد على القصص المكتوبة، واستغلت برنامج «الفجالة منورة بأهلها» الذى تقيمه جمعية الجيزويت وقررت الاشتراك بمعرض الصور.
إلى جوار الصور، وقف الأبطال الحقيقيون لها، يفسرون ما يعجز رواد المعرض عن فهمه فى الصور، فقد اعتبروا صورهم القديمة شاهدا على تحول الفجالة من منطقة ثقافية راقية، لها طابع مميز فى العمارة، إلى منطقة مزدحمة بمحال الأدوات الصحية والسيراميك.. إنه التحول الذى يحكى عنه عم عصام: «زمان الفجالة كان اسمها منطقة بين الكنايس لكن دلوقتى هى منطقة بين السيراميك».
بحث مضن عن الأشخاص الذين سيكونون واجهة الحى وأبطال «حكايات فوتوغرافية» استغرق وقتاً طويلاً من مروى، حيث اعتبرته أصعب مراحل رحلتها، واشترطت فى أبطالها أن يكونوا ممن عاصروا التغيرات الثقافية والاقتصادية المتعددة التى شهدتها الفجالة، وأن يكونوا مؤمنين بأهمية العمل الفنى الذى تؤديه، حتى يشاركوا بصورهم القديمة ويسمحوا بعرضها على الملأ.. وتروى مروى: «جمعية الجيزويت هى اللى عرفتنى على الأشخاص اللى تعاونت معهم وجميعهم تحمسوا للفكرة وشاركوا بصورهم القديمة اللى بيعتبروها كنوزاً خاصة بهم».
مروى أكدت أن تاريخ الفجالة لا ينعكس فقط على محالها وشوارعها بل على وجوه قاطنيها أيضاً، وتبرر: عم راهب اللى عرضت صوره فى المعرض رفض يتكلم معايا لكنى وجدت فى تفاصيل وجهه ملامح للحياة فى الفجالة، وعلى النقيض عم عصام اللى اتكلم معايا كتير، رفض أنى أصور محل البقالة بتاعه من جوه، لأن فيه رفوف فاضية كانت زمان مليانة، فى إشارة منه إلى انخفاض حركة البيع والشراء وتدنى الأوضاع الاقتصادية.