ماكياج الواوا عندما يختلط الخيال بالواقع ! أواظب منذ فترة ليست بقليلة على الذهاب إلى كورنيش النيل وبالتحديد منطقه الزمالك وعلى الرغم من أن هناك مناطق يبدو فيها النيل أكثر سحراً إلا إنني أفضل هذا المكان حيث خلفي فندق أم كلثوم الشهير و عن يميني تقف مئذنة مسجد خالد بن الوليد شامخة متلألئة الأنوار و من هذا النور إلى صفحات نهر النيل الذي يكفيني النظر إليه حتى تشفى نفسي من همومها ويكفيني منظر مركب صغير تقوده امرأة بسيطة في الوقت الذي يقوم زوجها بإلقاء الشباك لعل العناية الإلهية تجود عليه ببعض مما يحويه النهر من خيرات و بينما أقارن بين هذه المرأة التي لقنتني درساً في الكفاح ببساطتها وبين من تتقاضى أرقام فلكية من أجل تصوير فيديو كليب جديد أخرجت ورقة وقلم لأدون فيها رسالة إلى فنانة معروفة لعل الأيام تجمعني بها ولو صدفة جاء في هذه الرسالة ( عزيزتي ... أنتي لم تكوني يوما فنانة كما يخبرك المقريين والمذيعين والصحفيين، عزيزتي عليكي أن تتقدمي بالشكر إلى مخترع الماكياج لأنه جعلنا لا نراكى على حقيقتك، عزيزتي ... أنتى مجرد دمية تحرك خيالات الرجال المريضة لا أكثر ولا اقل ) و ما أن انتهيت من كتابه هذه الكلمات إلا وجدت سيدة قد سقطت من أحد المراكب السياحية الفاخرة ويبدو أن نغمات الدى جى حالت بين سماع صوت أستغاثتها وبين المنقذين على متن السفينة كانت السيدة على ما يبدو سباحة ماهرة ففي أقل من دقيقتين كانت أمامي مباشرة يبدو عليها الهلع والإجهاد وبفعل المياه تحولت خطوط الماكياج التي كانت تضعها إلى خطوط غير متناسقة سألتها عما إذا كانت بخير فأجابت بلهجة تدل على أنها من خارج مصر أنها بخير وعلى طريقة الأفلام العربي أعطيتها الجاكيت حتى تتلمس شئ من الدفء فأخذته شاكرة متبسمة تفحصت وجهها ووجدتني أنطق : أنا أكيد شوفتك قبل كده السيدة : أنت بتتكلم بجد ؟؟ مش عارف أنا مين ؟؟ أنا بتاعت الواوا أنا : الواوا ... أكيد حضرتك دكتورة ضحكت بطريقه لا تدل على أنها دكتورة أو حتى ممرضة ثم تمالكت نفسها وقالت في فخر شديد : أنا بتاعت ليك الواو بوس الواوا خلى الواو يصح ... أنت ماشوفتش تلفيزيونات قبل كده؟؟ أنا : أهااا صحيح معلش أصل حضرتك من غير ماكياج حاجة تانيه خاااالص .... من زمان وأنا نفسي أقابلك بس أنا لازم أمشى دلوقتى حالا مش عاوزة حاجة؟ السيدة : لا شكرا .. طيب والجاكيت ؟ أنا : لالا خلى الجاكيت معاكى ... اة بالمناسبة هاتلاقى في جيب الجاكيت رسالة أقريها دى مخصوص علشانك .. سلاااااااام !